أقامت عائلتا الشهيدين محمد روحي حماد في سلواد شمال شرق رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، ومي خالد عفانة في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، ظهر اليوم الجمعة، فعاليات تطالب بالإفراج عن جثمانيهما المحتجزين في الثلاجات لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ استشهادهما، بزعم محاولتهما تنفيذ عمليات دهس أو طعن ضد جنود الاحتلال.
وأقامت عائلة عفانة وأهالي أبو ديس صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام في البلدة، وأقيمت الفعالية للمطالبة باسترداد جثمان الشهيدة عفانة (29 عاما).
ويواصل الأهالي فعاليات المطالبة باسترداد الجثمان منذ استشهادها قرب بلدة حزما شمال شرق القدس، حيث يصادف اليوم مرور شهر على ذلك، علمًا أن الشهيدة مي أم لطفلة بعمر 8 سنوات.
وفي سلواد شمال شرق رام الله، خرجت مسيرة من أهالي البلدة تهتف للشهيد محمد روحي حماد (30عاما)، الذي يمر على استشهاده 64 يوما. كما هتف المشاركون للمقاومة في غزة وضد الاحتلال وسياسة احتجاز الجثامين.
ووصلت المسيرة إلى صرح الشهداء وسط البلدة، فيما قال روحي حماد، والد الشهيد، لـ"العربي الجديد"، إن رسالته موجهة إلى كل المعنيين للوقوف مع أهالي الشهداء، منتقدا ما قال إنه "تقصير رسمي وإعلامي".
ووصف حماد الشهرين اللذين مرا على احتجاز ابنه بأنهما "مرا بصعوبة ومرارة وألم"، وقال: "الاحتلال يريد أن يؤلمنا، ولكنه بإجرامه هذا وتعنته وظلمه يزيدنا قوة وبسالة، وهذا العمل المتمثل بحجز الجثامين لا يقوم به سوى مرضى نفسيين مهزوزين".
وحضر الفعاليات أهالي شهداء سبق أن عانوا من ظروف مشابهة، كما هو حال الشيخ بسام حماد، والد الشهيد أنس حماد، الذي احتجز جثمان ابنه ولم يستطع المشاركة في جنازته بعد تسليمه لذويه، بسبب اعتقاله في سجون الاحتلال في ذلك الوقت قبل قرابة خمس سنوات.
وقال بسام حماد، لـ"العربي الجديد"، إن "احتجاز الجثامين مؤلم للنفس"، متسائلا: "إلى أي درجة وصل انحطاط العدو بأن يسرق الجثامين ويحتجزها؟".
وطالب حماد كل العالم بـ"العمل على تسليم جثامين الشهداء" قائلًا: "هذا حق بسيط جدا، بإخراج الجثامين من صقيع الثلاجات إلى دفء الأرض".
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي احتجاز 81 جثمانا في الثلاجات منذ ما عرف بهبة أو انتفاضة القدس قبل أكثر من خمس سنوات، حيث أعاد الاحتلال تفعيل سياسة احتجاز الجثامين. كما تواصل احتجاز قرابة 245 جثمانا منذ سنوات في ما يعرف بـ"مقابر الأرقام".