عزل مجلس النواب الأميركي، الثلاثاء، رئيسه الجمهوري كيفن مكارثي في سابقة في تاريخ الولايات المتحدة تجسّد مدى الانقسامات التي يعاني منها الحزب الجمهوري.
وللمرة الأولى في تاريخه الممتدّ منذ 234 سنة، صوّت مجلس النواب بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210 لصالح مذكرة طرحها الجناح المتشدّد في الحزب الجمهوري تنص على اعتبار "منصب رئيس مجلس النواب شاغراً"، في خطوة تشرّع الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافة مكارثي قبل عام من الانتخابات الرئاسية الأميركية 2024.
وصوّت ثمانية نواب جمهوريين إلى جانب الأقليّة الديمقراطية في مجلس النواب لصالح عزل رئيس المجلس الجمهوري.
وأثار مكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه عندما مرر اتفاقاً مؤقتاً بشأن الموازنة توصل إليه الحزبان الجمهوري والديمقراطي ودعمه البيت الأبيض لتجنّب إغلاق حكومي السبت الماضي.
وقاد التحرّك ضد مكارثي عضو الكونغرس، مات غايتس، الذي لطالما كان مناهضاً له، وقدّم أمس الاثنين مذكرة لـ"شغور منصب رئيس مجلس النواب" ما أفضى إلى التصويت اليوم.
ويشرّع عزل ماكارثي الباب أمام منافسة غير مسبوقة لخلافته قبل عام من الانتخابات الرئاسية.
وفور صدور نتيجة التصويت، سارع عدد من النواب الجمهوريين للإحاطة بمكارثي الذي رسم ابتسامة على وجهه وتبادل وإياهم العناق والمصافحة.
وكانت قيادة الحزب الجمهوري قد حذّرت نواب الجناح المتشدّد من "إغراق الحزب في الفوضى"، لكنّ غايتس، الذي اشتكى مراراً من عدم احترام مكارثي الاتفاقات المبرمة مع المحافظين، ردّ قائلاً إنّ "الفوضى هي رئيس مجلس النواب مكارثي".
وأضاف بعد التصويت أنّ "سبب سقوط كيفن مكارثي اليوم هو أنّ لا أحد يثق بكيفن مكارثي".
وتابع: "لقد قدّم كيفن مكارثي وعوداً متناقضة متعددة، وعندما استحقّت جميعها، خسر".
وسيكون النائب باتريك ماكهنري، جمهوري مقرب من مكارثي، رئيساً بالنيابة حتى يتم انتخاب رئيس جديد.
(فرانس برس، العربي الجديد)