قال سكان ووكالة أنباء حكومية، اليوم السبت، إن مقاتلي حركة الشباب قتلوا 20 مدنياً، على الأقل، ودمروا شاحنات محملة بمواد إغاثة في هجوم وقع ليلاً في منطقة وسط الصومال.
وشنّت الجماعة المسلحة الهجوم في إقليم هيران بولاية هيرشابيل، التي تتمتع بحكم شبه ذاتي وسط الصومال. وذكرت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية أن مقاتلي الشباب أحرقوا شاحنات تحمل مواد إغاثة كانت في طريقها إلى محاس، و"قتلوا معظم من كانوا على متنها".
رئيس الحكومة الفيدرالية حمزة عبدي بري استنكر الهجوم الذي أوقع 20 قتيلاً وجرحى من المدنيين، وقال، في بيان نشر في حساب موقع رئاسة الحكومة في "فيسبوك"، إن استهداف مدنيين وحرق سيارات تحمل مؤناً غذائية بهذه الطريقة الوحشية، هو فعل مشين لا يمت للدين الإسلامي بصلة، وإن الحكومة الفيدرالية ستعزز من قدرات مسلحي العشائر الذين انتفضوا ضد جرائم حركة الشباب.
وأرسل رئيس الحكومة تعازيه الحارة لذوي الضحايا الذين كان من بينهم نساء وأطفال ورجال وتجار.
وتأتي تصريحات رئيس الحكومة بعد أن قتلت حركة الشباب 20 مدنياً كانوا على متن سيارات عمومية وسط البلاد، وأحرقت 7 سيارات كانت تنقل إمدادات غذائية لمدينة بلدوين، وذلك رداً على معارك ضارية بين مسلحي حركة الشباب ومقاتلين من عشائر مختلفة يقاتلون ضد الحركة، وتمكنوا من طردها من بلدات وقرى في إقليم هيران وسط البلاد.
ونقلت وسائل إعلام حكومية عن شهود عيان قولهم "إن عناصر من حركة الشباب نصبوا كميناً مساء أمس الجمعة، في الطريق الرابط بين بلدة محاس ومدينة بلدوين، وأوقفوا سيارات عمومية تقل مدنيين ثم أطلقوا الرصاص على الركاب، وأحرقوا كذلك سيارات تحمل بضائع وسلعاً غذائية تعود لتجار صوماليين".
وتبنّت حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي استهدف مدنيين وسط البلاد.
وادعى بيان للحركة نشرته وسائل إعلام محسوبة عليها أن "الهجوم الذي نفذه عناصر الحركة استهدف عناصر من المليشيات العشائرية المسلحة التي تقاتل ضدها، إلى جانب إحراق سيارات كان تنقل لهم مؤناً غذائية".
وأضاف البيان أن مقاتلي الحركة قتلوا 20 من المليشيات المسلحة، وأحرقوا 8 سيارات كانت تنقل لهم المواد الغذائية، وأن تلك المليشيات العشائرية تقاتل إلى جانب القوات الحكومية للقتال ضد حركة الشباب بوسط البلاد.
هذا، وأظهرت صور تداولها نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، أطفالاً قتلى من بين الضحايا الذين سقطوا البارحة في كمين حركة الشباب .
وفي الشهر الماضي، قُتل أكثر من 20 شخصاً في هجوم، اقتحم خلاله مقاتلو الشباب فندق حياة في مقديشو، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات استمرت 30 ساعة، فيما سعت القوات الحكومية لإنهاء عملية الاقتحام وإطلاق سراح رهائن.
وتقاتل الجماعة المتشددة، المرتبطة بـ"القاعدة"، الحكومة المركزية الصومالية منذ أكثر من عقد. وتسعى لإقامة نظام حكمها الخاص على أساس تفسير متشدد للشريعة الإسلامية.
وكثيراً ما تشنّ الجماعة ضربات وهجمات بالأسلحة النارية وغيرها على أهداف عسكرية ومدنية.
ويدور القتال في إقليم، هيران منذ أواخر شهر يوليو/ تموز الماضي، بين القوات الحكومية ومليشيات عشائرية مسلحة ضد حركة الشباب، وتتسع رقعة المواجهات بين الجانبين لتشمل إقليم هيران وجلجدود بوسط البلاد، ولا تزال القوات الحكومية تواصل عملياتها الأمنية ضد الحركة التي تنشط في جنوب البلاد ووسطها منذ نحو عقدين.