قُتل شخصان بعملية أمنية للتحالف الدولي ضد "داعش" في الرقة شمالي سورية، فيما اعتقلت "قسد" ناشطاً معارضاً لها بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، كما قُتل شخص بهجوم جديد من مجهولين في درعا جنوباً.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن شخصين رجل وابنه قتلا اليوم بعملية أمنية نفذتها قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، بالتعاون مع "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في الرقة شمالي سورية.
ونقلت المصادر أن العملية استهدفت منزلاً في قرية البيدر بناحية الكرامة شرق الرقة الشرقي، جرى خلالها اشتباك أدى إلى مقتل رجل يدعى محمد الشلاش، رفقة ابنه عبادي، مع إصابة شخص ثالث وردت معلومات أنه من العائلة ذاتها وجرى اعتقاله.
وبحسب المصادر، كانت العملية تستهدف الشخص المقتول وابنه بتهمة الانتماء إلى تنظيم "داعش"، وكان التحالف قد نفذ سابقاً بالتعاون مع "قسد" عمليات مشابهة جرى خلالها اعتقال وقتل متهمين بالانتماء لـ"داعش".
من جانب آخر، ذكرت مصادر محلية أن "قسد" اعتقلت الناشط ذبيان الحرويل من منزله في بلدة محيميدة غربي دير الزور بتهمة الانتماء لـ"داعش".
وأوضحت المصادر أن الناشط كان قد انتقد سياسة التهميش للمكون العربي في "قسد"، والفساد والمحسوبيات في الإدارات المدنية التابعة لها، وكان يعمل سابقاً ضمن الإدارة المدنية التابعة لـ"قسد" في دير الزور، وشغل عدة وظائف فيها قبل تقديم استقالته.
وفي سياق متصل، نظم معلمون في بلدة غرانيج شرقي دير الزور وقفة احتجاجية ضد "قسد" والمناهج التعليمية التي تفرضها في مناطق سيطرتها، كما طالبوا بتحسين واقعهم المعيشي وزيادة راتب المعلمين.
وشهدت مناطق سيطرة "قسد" في دير الزور احتجاجات متكررة على خلفية اتهام الأخيرة من سكان بممارسة انتهاكات بحقهم، على رأسها التجنيد الإجباري، إضافة لتدني مستوى الخدمات التي تقدمها الإدارات المدنية في المناطق ذات الغالبية العربية.
وفي الجنوب، قال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن مجهولين أطلقوا النار بالقرب من بلدة المزيريب غربي درعا على شاب، ما أدى إلى مقتله على الفور، مضيفاً أن الشاب مدني وتعرض سابقاً لمحاولة قتل من مجهولين.
وتعيش محافظة درعا فلتاناً أمنياً وتشهد بشكل شبه يومي هجمات أدت إلى مقتل وجرح العشرات من مدنيين وعسكريين.
في سياق آخر، قتل شخص وأصيب 6 آخرون في إطلاق نار بمناطق متفرقة من مدينة الباب الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية شمالي البلاد، كما وقع جرحى بانفجارات عنيفة صباح اليوم في منطقة تضم مستودعات ذخيرة لقوات النظام السوري والمليشيات المدعومة من إيران.
وقالت مصادر محلية من مدينة الباب، لـ"العربي الجديد"، إنّ شخصاً مسلّحاً هاجم، قبيل منتصف الليلة الماضية، مدنيين في مناطق متفرقة من المدينة بسلاح حربي، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 6 آخرين، بينهم ثلاثة بحالة حرجة.
وبحسب ما نقلته المصادر، فإنّ شخصاً يدعى رجاء البزيعي من سكان مدينة الباب بدأ على نحو مفاجئ بإطلاق النار على المدنيين في الشارع، وما تزال الأسباب مجهولة، إذ ألقت الشرطة القبض عليه بعد ملاحقته.
وذكرت المصادر أنّ الشخص أطلق النار بداية على سيارة قرب جامع الزهراء عند دوار السنتر ما أدى إلى مقتل سائقها، وتوجه بعدها إلى دوار السنتر وسرق دراجة نارية بعد إطلاق الرصاص على صاحبها، وبعد فراره بالدراجة إلى منطقة عدسة الزالق وقف أمام متجر وأطلق النار، ما أدى إلى إصابة شخصين، وفرّ بعدها في الشارع مطلقاً النار بشكل عشوائي حيث أصاب ثلاثة أشخاص على الأقل بجروح.
وأوضحت المصادر أنّ الشرطة حاصرت مطلق النار وألقت القبض عليه خلال محاولته فتح قنبلة يدوية ورميها على السكان. وبحسب المصادر لم تتبين بعد نتائج التحقيق مع الشخص الذي يبدو تصرفه تصرف قاتل مهووس.
وأدت الحادثة إلى احتجاجات في المدينة ومطالبات للشرطة بمحاكمة مطلق النار. وتأتي الحادثة في ظل فوضى أمنية وانتشار عشوائي للسلاح تعاني منهما مدينة الباب منذ خضوعها لسيطرة المعارضة عقب طرد تنظيم "داعش" منها.
انفجارات مجهولة
وفي ريف حمص وسط سورية، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ دوي انفجارات عنيفة سُمع صباح اليوم الثلاثاء في المنطقة الشرقية هناك. وأوضحت المصادر أنّ المعلومات تشير إلى حدوث انفجارات في مستودعات للذخيرة شرقي قرية الشتاية في منطقة تل شنان بناحية الفرقلس.
وتتموضع في هذه المنطقة قوات النظام السوري إلى جانب مليشيات محلية وأجنبية مدعومة من إيران، في محيط شركة حيان للغاز الواقعة شمال شرقي مطار الشعيرات "طياس" الخاضع لسيطرة روسيا. وتبعد منطقة التفجيرات عن مطار الشعيرات قرابة 19 كيلومتراً، وعن شركة حيان للغاز قرابة 14 كيلومتراً، بحسب المصادر.
وأكدت المصادر وجود إصابات بين عناصر النظام السوري والمليشيات، بينما لم تؤكد وجود قتلى، مشيرة إلى سقوط شظايا على منازل المدنيين في قرية الشتاية وتسببها بإصابات وأضرار مادية.
ولم يتبين سبب تلك التفجيرات، وما إن كانت ناجمة عن هجمات برية أو جوية أو صاروخية على المستودعات أو ناجمة عن خطأ من قوات النظام والمليشيات التابعة له. وتقع أيضاً منطقة التفجيرات بحسب المصادر بالقرب من طريق حمص تدمر شرق مدينة حمص (19 كيلومتراً).
ناسفة تُصيب مدنيين وعسكريين في درعا
وكان الشاب عدنان البريقي قد قُتل صباح الثلاثاء، وأُصيب الشاب سمير البرهومي الذي كان برفقته، جراء استهدافهما بإطلاق نار من قبل مجهولين في بلدة المزيريب غربي درعا.
من جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، إن عنصرين من فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا قُتلا مساء الثلاثاء، إثر محاولة تسلل لمجموعات عسكرية تابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) على النقاط الأمامية الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري" في محور الجطل، بريف حلب الشرقي، شمالي البلاد.
وكان عنصر من "الجيش الوطني السوري" قد قُتل قبل عدة أيام، وأُصيب ثلاثة عناصر آخرين، إثر صد محاولة تسلل لقوات "قسد" على محور الحمران بريف حلب الشرقي.
وأضافت المصادر أن "قسد" استهدفت بالصواريخ القاعدة العسكرية التركية المنتشرة على أطراف قرية كوبالي بريف حلب الشمالي، كما استهدفت "قسد" بالقذائف قرية ديرقاق بالريف ذاته، دون وقوع إصابات بشرية.
إلى ذلك، أعلنت "وزارة الدفاع التركية" في بيانٍ لها على "تويتر" اليوم الثلاثاء، أن القوات المسلحة التركية تمكنت من "تحييد 3 إرهابيين من حزب العمال الكردستاني (PKK)، ووحدات حماية الشعب (YPG) الذين أطلقوا مضايقات لزعزعة السلام والأمن في منطقتي درع الفرات ونبع السلام في شمال سورية".
قتلى بخلاف عشائري في الحسكة
في سياق منفصل، قُتل شخصان ليلة الثلاثاء، جراء اقتتال عشائري بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في حي الغزل شرقي مدينة الحسكة، فيما أشارت مصادر لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الاقتتال اندلع بين أبناء العمومة من عشيرة الحسون في حي الغزل بالطرف الشرقي من مدينة الحسكة"، مؤكدةً أن "الاقتتال نتج عنه مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، بالإضافة إلى إحراق سيارة بالقرب من دوار الغزل، لاسيما أن المنطقة لا تزال تشهد توتراً".
في غضون ذلك، قُتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام السوري، إثر استهداف غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من عدة فصائل عسكرية عاملة في (منطقة إدلب)، بصاروخ موجه من نوع "تاو" مجموعة لقوات النظام داخل قرية الملاجة القريبة من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي.
كما أُصيب عناصر من قوات النظام، إثر استهداف فوج المدفعية والصواريخ التابع لغرفة عمليات "الفتح المبين" معسكر "الفوج 46" بريف حلب الغربي، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف من قبل قوات النظام يستهدف قرى وبلدات كفر عمة، وكفر تعال، وتقاد، والوساطة، ومكلبيس، بالريف ذاته، في ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في سماء منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).