قُتل عدد من عناصر المليشيات التابعة لإيران، الاثنين، إثر هجوم نفذه مجهولون على عربة عسكرية بريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، فيما أعلنت مليشيا "الدفاع الوطني" المدعومة من روسيا وإيران فقدان الاتصال بمجموعة من عناصرها أثناء جمعهم نبات "الكمأة" في بادية محافظة الرقة التي يُسيطر عليها النظام السوري، شمال شرقي البلاد.
وقالت مصادر في المعارضة السورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مليشيا "الدفاع الوطني" فقدت، اليوم الاثنين، الاتصال بمجموعة من 7-12 عنصراً في بادية الزملة بريف محافظة الرقة الجنوبي، في حادثة اتُّهم تنظيم "داعش" بالوقوف وراءها.
وكانت المليشيا قد أعلنت بين مجموعاتها، قبل يومين، عن البدء بجولات استطلاعية في بادية محافظة دير الزور الغربية والجنوبية، بهدف تنظيم مجموعات من عناصرها لجني محصول "الكمأة"، بعد مقتل 5 مدنيين الأسبوع الفائت، جراء هجومين نفذهما مُسلحون مجهولون يُرجح أنهم تابعون للمليشيات الإيرانية في بادية المسرب بريف دير الزور الغربي.
إلى ذلك، أفادت المصادر بمقتل 4 عناصر من المليشيات المدعومة من "الحرس الثوري الإيراني"، اليوم الاثنين، إثر هجوم نفذه مجهولون بالأسلحة الرشاشة، استهدف عربة عسكرية على طريق بلدة محكان بريف دير الزور الشرقي.
وأوضحت المصادر أن عنصرين اثنين من قوات النظام قُتلا مساء أمس الأحد، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعتها خلايا تنظيم "داعش" بسيارة عسكرية في بادية التبني بريف دير الزور الغربي.
وأشارت المصادر إلى أن قوات النظام السوري عثرت، اليوم الاثنين، على جثتي عنصرين من قواتها، كان "داعش" قد اختطفهما، أمس الأحد، جراء هجوم نفذه مقاتلو التنظيم على نقطة حراسة في بادية مدينة السخنة بريف حمص الشرقي وسط البلاد.
وفي 12 فبراير/شباط الجاري، عثرت قوات النظام السوري على جثث مجموعة من عناصر قوات "الفرقة 18"، وعددهم 11، بينهم ضابط برتبة ملازم أول، كان قد فُقد الاتصال بهم قبل يومين من العثور على جثثهم على الطريق الواصل بين مدينة تدمر ومدينة السخنة، ضمن بادية حمص الشرقية، وسط سورية.
وتواصل الطائرات الحربية الروسية غاراتها الجوية بشكلٍ شبه يومي، مستهدفة كهوفاً تتخذها خلايا تنظيم "داعش" أوكاراً لها في أرياف حمص ودير الزور والرقة.
وفاة معتقل في سجون "قسد" بدير الزور
من جانب آخر، أبلغت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ذوي أحد المعتقلين في سجونها بوفاته بعد اعتقال دام أكثر من 7 سنوات، من دون توضيح أسباب الوفاة.
وقالت شبكة "مراسل الشرقية"، وهي شبكة محلية مهتمة بأخبار المنطقة الشرقية من سورية، اليوم الاثنين، إن قوات "قسد" أبلغت ذوي الشاب بشار محمد السلامة بوفاته في سجونها، مبينة أن الشاب معتقل منذ عام 2017 ويتحدر من مدينة القورية شرقي محافظة دير الزور، ولم يكن منتسباً لأي تنظيم أو فصيل.
وأشارت الشبكة إلى أن شقيق بشار الأكبر توفي أيضا تحت التعذيب في سجون "قسد" في الحسكة أثناء محاولته الدخول إلى مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا، في الشمال السوري، مبينةً أن شقيقه من عناصر "الجيش الحر" السابقين في محافظة دير الزور.
بدوره، قال الناشط عبد الحكيم البخيت، مسؤول شبكة "عكيدات نيوز" العاملة في منطقة ريف دير الزور، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الاعتقالات التعسفية من قبل مليشيا قسد أصبحت أمراً معتاداً جداً، خاصة في منطقة دير الزور"، مؤكداً أن "بشار ليس أول قتيل تحت التعذيب في سجون المليشيا، بل هناك العشرات من أبناء المنطقة الذين اعتُقلوا وعادوا إلى ذويهم جثثاً هامدة بعد اعتقال دام أسابيع أو أشهراً أو سنوات".
وأوضح البخيت أن "قسد سلّمت قبل مدة شاباً مدنياً من أبناء قبيلة العكيدات، يتحدر من مدينة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، إلى ذويه جثة هامدة بعد اعتقال دام قرابة ثلاثة أشهر"، مبيناً أن "الشاب اعتقل مصاباً ومات متأثراً بجروحه داخل سجون المليشيا".
ولفت البخيت إلى أنه "في الآونة الأخيرة، نُشرت تسريبات لأحد المنشقين على مليشيا قسد، تشير إلى التصفيات والإعدامات الميدانية في عام 2019"، مشدداً على أن "حالات الوفاة نتيجة التعذيب داخل سجون قسد أو الإهمال الطبي الذي يؤدي إلى الوفاة، هي حالات متكررة، ووثقنا عشرات الوفيات".
وأشار البخيت إلى أن "قسد دائماً ما تُلفق تهما للأشخاص الذين يعارضون مشروعها بالانتماء أو التعامل مع تنظيم "داعش"، أو التعامل والتخابر مع الجيش الوطني السوري وحليفته تركيا"، مُشيراً إلى أن "قرى وبلدات دير الزور تشهد بشكلٍ أسبوعي حملات أمنية من قبل المليشيا، يُعتقل خلالها العديد من المدنيين، بينهم مُسنون ونساء، من دون أي محاسبة لا من التحالف الدولي أو لا من أي جهة ثانية راعية لقسد في المنطقة".