"قسد" تتكبد خسائر بشرية بمحاولات تسلل فاشلة شمال شرقي حلب
مقاتلون من "قسد" في محافظة دير الزور، 4 سبتمبر 2023 (Getty)
اظهر الملخص
- **محاولات تسلل فاشلة لقوات قسد:** شهدت مناطق ريفي حلب الشمالي والشرقي أربع محاولات تسلل فاشلة لقوات قسد، مما أسفر عن مقتل وجرح عدد من عناصرها، وتصدي هيئة تحرير الشام وفصيل فيلق الشام لمحاولات إضافية.
- **توتر بين فصائل الجيش الوطني السوري في منطقة الباب:** نشب خلاف بين فصيلين على نقاط التهريب، مما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن استشهاد عنصر وإصابة آخر، وتدمير لوجستيات وكاميرات.
- **إغلاق معبر "أبو كهف" من قبل مسلحين من قبيلة البطوش:** أغلق مسلحون من قبيلة البطوش المعبر احتجاجاً على مقتل أحد أبناء القبيلة، وانسحبت قوات قسد من المنطقة مقابل دخول جيش الثوار لتهدئة الأوضاع.
قُتل وجرح عدد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ليل الاثنين-الثلاثاء، جراء أربعة محاولات تسلل فاشلة إلى نقاط الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب الشمالي والشرقي، الواقعين ضمن ما يُعرف بمنطقة درع الفرات، شمال سورية.
وقالت مصادر عسكرية عاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن أربعة عناصر من مليشيا "قسد" قُتلوا، ليل الاثنين-الثلاثاء، جراء محاولة ثلاث مجموعات عسكرية من قسد التسلل إلى نقاط الجيش الوطني السوري على محور قرية عبلة القريبة من مدينة الباب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، شرقي محافظة حلب، شمالي سورية، مؤكدة أن الفصائل تمكنت من سحب جثتين من قتلى عناصر "قسد".
وأكدت المصادر أن عنصرين اثنين من مليشيا "قسد" قُتلوا أيضاً، ليل الاثنين- الثلاثاء، جراء محاولة تسلل على نقاط الجيش الوطني السوري ضمن محور قرية حزوان بريف مدينة الباب، شرقي محافظة حلب، شمالي سورية، دون إحراز أي تقدم يذكر. من جهة أخرى، أعلن كل من هيئة تحرير الشام، وفصيل فيلق الشام، التصدي لمحاولتي تسلل لقوات "قسد"، فجر اليوم الثلاثاء، بين كباشين وفافرتين، شمال غربي محافظة حلب، مؤكدين وقوع خسائر بشرية في صفوف قوات "قسد"، دون إحراز أي تقدم يذكر.
وحاولت قوات "قسد" خلال الأسبوع الفائت أكثر من 20 مرة التسلل إلى نقاط الجيش الوطني السوري في أرياف جرابلس والباب ومارع وأعزاز ضمن منطقة درع الفرات، شمال شرقي محافظة حلب، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من الطرفين، دون إحراز أي تقدم يذكر. من جهة أخرى، قُتل شخص وأُصيب آخر، ليل الاثنين-الثلاثاء، إثر استهدافهما برصاص مجهولين في مدينة طفس، غربي محافظة درعا، جنوبي سورية، فيما تعرض حاجز عسكري لقوات النظام السوري في الريف الأوسط من المحافظة للاستهداف بالرشاشات الثقيلة.
وقال تجمع أحرار حوران إن مجهولين في مدينة الصنمين أطلقوا الرصاص بشكل مباشر على كل من رامي واصل الحسن (الغرابلي)، وإسماعيل الخليل، مؤكداً أن الحسن قُتل متأثراً بجراحه الخطرة، وأنّه كان ينتمي إلى مجموعة متهمة بتجارة وترويج المواد المخدّرة وتنفيذ عمليات سرقة وسلب، مبيناً أن الخليل، الذي كان برفقته، مدني ولا ينتمي لأي جهة عسكرية. وأضاف التجمع أن مسلحين مجهولين استهدفوا، فجر الثلاثاء، بالأسلحة الرشاشة حاجزاً عسكرياً لقوات النظام بين مدينة داعل وإبطع بريف درعا الأوسط، دون ورود أي معلومات عن حجم الخسائر التي وقعت عقب الهجوم.
توتر بين فصائل الجيش الوطني السوري شرقي حلب
وتشهد منطقة الباب الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات" بريف حلب الشرقي، توتراً لليوم الثالث على التوالي، بين فصائل الجيش الوطني السوري المعارض والحليف لتركيا، بسبب خلاف نشب بين فصيلين على أحد نقاط التهريب إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، شمال سورية. وقالت الفرقة 24 التابعة للفيلق الثاني، وهو أحد مكونات الجيش الوطني السوري، في بيانٍ، مساء أمس الاثنين، إن "مجموعة عناصر من فصيل أحرار عولان هاجموا، عصر أول أمس الأحد، بشكلٍ منظم نقاط رباط جيش المجد المتمركزة في السكرية ضمن منطقة الباب بهدف تدمير الكاميرات التي ترصد جميع النقاط على طول خط التماس مع مليشيا حزب العمال الكردستاني (PKK) الانفصالي، حيث صورت هذه الكاميرات عدة سيارات كانت جاهزة ومعدة للتهريب باتجاه مناطق قسد عبر نقاط فصيل أحرار عولان"، مؤكدةً أنها "على استعداد لتقديم جميع الفيديوهات المصورة للجهات القضائية المختصة والشرطة العسكرية أصولا، بعد تقديم ادعاء مباشر أمام النيابة العامة العسكرية لفتح تحقيق في الحادثة".
وأكدت الفرقة في بيان أن "الهجوم أسفر عن استشهاد عنصر من جيش المجد وإصابة عنصر آخر بجروح بليغة، إضافةً إلى تدمير كبير في اللوجستيات والكاميرات التي كانت تراقب هذه النقاط منعاً للتهريب من مناطقنا المحررة وإليها، ولا سيّما المواد المخدرة التي تدخل مناطقنا المحررة عبر نقاط التهريب هذه، إضافةً إلى السيارات المفخخة التي أودت بحياة عشرات الأبرياء في أعزاز وعفرين وسواها من المناطق".
وأوضحت الفرقة أنها قامت بـ"تحصين جميع النقاط في هذا القطاع، من بناء أبراج مراقبة وتثبيت عشرات الكاميرات، لمنع التهريب عبر هذه المنافذ وخوفاً على أهلنا وشبابنا من انتشار المخدرات، آفة العصر، وإدخال السيارات المفخخة إلى مناطقنا المحررة (مناطق سيطرة المعارضة السورية)، من قبل الأحزاب الانفصالية وعصابات الأسد"، وفق تعبيرها. في السياق، طالب نشطاء الحراك الثوري في مدينة عفرين باعتقال مجموعتين من فصيل فرقة الحمزة العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري في مدينة عفرين، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة غصن الزيتون، شمالي محافظة حلب، شمال سورية، وذلك بعد وقوع اشتباكات بينها، يوم الأحد، ما أسفر عن إصابة طفلين بجروح متوسطة.
وشدد النشطاء، في البيان، على ضرورة "اعتقال كافة عناصر المجموعتين المتشابكتين وتوقيفهم على الفور والتحقيق معهم وتقديمهم للمحاكمة العادلة ليكونوا عبرة لكل من يعبث بأمن واستقرار المدينة"، كما طالبوا بـ"تجريد المجموعات المسلحة المتورطة في الاشتباكات من السلاح، لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة، ولإعادة الأمن إلى المدينة، وإخلاء كافة المقرات العسكرية من المدينة"، وأكدوا أن "وجود المقرات العسكرية داخل الأحياء السكنية يشكل خطراً كبيراً ومستمراً على حياة المدنيين الأبرياء". وأوضح النشطاء أن "هذه المطالب ليست مجرد دعوة للعدالة فحسب، بل هي ضرورة قصوى لضمان مستقبل آمن ومستقر لأطفالنا"، مبينين أن "استمرار هذه الحالة من الفوضى والعنف يعرض حياة الجميع للخطر، ويقوض أي جهود لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
مسلحون يغلقون معبراً يفصل بين مناطق "قسد" وقوات النظام
من جهة أخرى، أغلق مُسلحون من قبيلة "البطوش" بريف مدينة منبج، شرقي محافظة حلب، يوم أمس الاثنين، معبر "أبو كهف" الفاصل بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، ومناطق قوات النظام السوري بريف حلب الشرقي، شمال سورية. وبحسب منصة "مراسل الشرقية"، فإن "إغلاق المعبر جاء على خلفية مقتل أحد أبناء القبيلة على يد عنصر من (قسد) بتهمة تهريب 50 لتراً من المازوت"، موضحةً أن قوات "قسد" انسحبت من المنطقة مقابل دخول "جيش الثوار" التابع لها، والذي يُعد معظم مقاتليه من المكون العربي، لتهدئة الأوضاع وامتصاص غضب الأهالي.
في غضون ذلك، تمكنت فصائل القوة المشتركة العاملة تحت مظلة الجيش الوطني السوري، مساء الاثنين، من تدمر رشاش متوسط لقوات "قسد" من عيار 23، إثر استهدافه بصاروخ موجه خلال محاولة تسلل لقوات "قسد" على جبهة حزوان القريبة من مدينة الباب، ضمن ما يُعرف بمنطقة "درع الفرات"، شرقي محافظة حلب، شمال سورية.