استمرت الاشتباكات، فجر اليوم الثلاثاء، بين مسلحين من العشائر العربية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في محاور بلدة ذيبان، معقل شيخ قبيلة العكيدات بالمنطقة في ريف دير الزور الشرقي، إثر محاولة "قسد" اقتحام البلدة بهدف إخماد الحركة المسلحة الأخيرة ضدها.
وشهدت البلدة صباح اليوم قصفاً من طائرات مسيرة يرجح أنها تابعة للتحالف الدولي ضد "داعش"، ما أدّى لوقوع قتلى وجرحى، فيما حاصرت "قسد" البلدة، بالإضافة إلى بلدة الحوايج بشكل كامل من كافة المحاور البرية، في حين يحاصر نهر الفرات أطراف البلدة من الجنوب.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "قسد" حاولت مجدداً اقتحام ذيبان من ثلاثة محاور، إلا أنها فشلت في التقدم حتى صباح اليوم، رغم تلقيها دعماً من طيران مسير استهدف تحركات مسلحي العشائر في البلدة، وأدّى إلى تكبيدهم خسائر بشرية.
وذكرت المصادر أن مسلحي العشائر يشنون هجمات مضادة في محاور ذيبان والحوايج، فضلاً عن شن هجمات في مناطق متفرقة بغية تشتيت "قسد"، حيث طاولت الهجمات مواقع وحواجز لـ"قسد" في بلدات الحصان والكبر بريف دير الزور الغربي. وأوضحت المصادر أنّ جل المسلحين من عشيرتي العكيدات والبكارة العربيتين.
وذكرت المصادر أن قوات القبائل والعشائر العربية في الرقة استهدفت بقذائف المدفعية مواقع لمليشيا "قسد" في مدينة عين عيسى وعلى الطريق الدولي M4 شمالي الرقة، كما تعرضت مواقع لـ"قسد" إلى قصف مدفعي في محور تل رفعت شمالي حلب، وذلك بهدف تخفيف الضغط عن ذيبان في دير الزور.
وتصاعدت وتيرة الاشتباكات أمس في محيط ذيبان والشحيل والحوايج، استعادت خلالها "قسد" السيطرة على الشحيل، وتقدمت من حقل العمر النفطي بهدف حصار شيخ قبيلة العكيدات في مسقط رأسه ذيبان. وكانت "قسد" قد أصدرت بيانا قالت فيه إن إبراهيم الهفل بات مطلوبا لها، ووصفته بأنه "رأس الفتنة".
من جانبها، أعلنت وسائل إعلام تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" صباح اليوم سيطرة "قسد" بشكل كامل على بلدة الحوايج في ريف دير الزور الشرقي، وقالت إن السيطرة جاءت ضمن عملية "تعزيز الأمن" التي أطلقتها "قسد" الأسبوع الماضي ضد خلايا "داعش".
وقالت وكالة أنباء "هاوار" إن "قسد" سيطرت على الحوايج، وأسرت 4 من عناصر مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة للنظام السوري، وأضافت: "انتهت "قوات سوريا الديمقراطية" في عملية تعزيز الأمن من تطهير قرية الحوايج التابعة لبلدة الذيبان بريف دير الزور الشرقي".
ويستمر التصعيد للأسبوع الثاني على التوالي في المنطقة عقب اعتقال "قسد" قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها أحمد الخبيل أبو خولة، وعزله لاحقا من مهامه في قيادة المجلس، وإنهاء مهام أربعة أشخاص آخرين ضمن المجلس. وقالت "قسد"، في بيان، إن ذلك "له علاقة مباشرة بتجاوزات وجرائم، منها تجارة المخدرات."
وكانت "قسد" قد أطلقت الأسبوع الماضي عملية "تعزيز الأمن"، وكانت مقدمتها اعتقال قائد مجلس دير الزور العسكري ومجموعة من القياديين واحتجازهم في الحسكة.
ويتهم أبناء عشائر عربية وشيوخ ووجهاء في ريف دير الزور الشرقي "قسد" بتهميش المكون العربي، وهو القاطن الأصلي والوحيد في تلك المنطقة، وسرقة ثرواتها ووضع مسؤولين مدنيين وعسكريين فاسدين لإدارة المؤسسات التابعة لها هناك.