سيطرت قوات الدعم السريع، اليوم الجمعة، على مدينة العيلفون، شرق العاصمة السودانية الخرطوم، وأمرت سكان عدد من الأحياء بمغادرتها ما أدى لموجات نزوح كبيرة في المنطقة.
ووفقاً لشهود عيان، فإن قوات الدعم السريع كانت قد بدأت يوم أمس الخميس الهجوم على المدينة التي يوجد بها واحد من معسكرات الجيش الذي يجري فيه تجنيد المتطوعين للقتال لجانب الجيش، فيما نشرت تلك القوات اليوم الجمعة، مقاطع فيديو تظهر تقدمها في المدينة.
وبحسب ما قال سكان من المدينة لـ"العربي الجديد"، فإن قوات الدعم السريع شنت حملة تهجير قسري للسكان، لا سيما في الأحياء الشمالية، بعد سيطرتها على أغلب مداخل ومخارج المدينة، وإقدامها على نهب عدد من المنازل.
ودفعت هذه التطورات الأهالي إلى الخروج من المدينة على متن عربات صغيرة وشاحنات أو مشياً على الأقدام، نحو مناطق قريبة مثل العسيلات وأم ضوبان والدبيبة أو لولاية الجزيرة المتاخمة لولاية الخرطوم، فيما زادت الأوضاع سوءاً في المدينة بانقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصالات.
وقال محامو الطوارئ (هيئة قانونية تطوعية)، في بيان، إن الاشتباكات بين طرفي النزاع استمرت اليوم الجمعة في منطقة العيلفون، مما خلف ضحايا ومصابين في صفوف المدنيين وسط انقطاع في خدمات الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات والإنترنت في المنطقة.
واتهم البيان قوات الدعم السريع بممارسة النهب والتهجير للسكان قسرياً وتقييد حق التنقل بوضع حواجز تفتيش ونهب واعتقالات للمدنيين الفارين، محذراً من مغبة استخدام القصف الجوي والمدفعي في المنطقة المأهولة بالسكان، لا سيما أن المدينة استقبلت مئات المدنيين الفارين من مدن العاصمة المختلفة.
إلى ذلك، أعلنت قوات الدعم السريع مقتل أكثر من 120 جندياً بالجيش، وأسر 70 آخرين، معظمهم ممن وصفتهم بـ"المستنفرين"، إلى جانب الاستيلاء على 10 عربات قتالية بكامل عتادها، و3 مدرعات.
وبحسب بيان لقوات الدعم السريع، فإنها تمكّنت من صد هجوم من الجيش وفلول النظام، و"كتائب المستنفرين" التي تحرّكت من معسكر العيلفون على مدى يومي الخميس والجمعة.
وذكر البيان أن قوات الدعم السريع ستواجه بـ"الحسم اللازم" محاولات "المستنفرين" الدخول إلى الخرطوم، وأنها في كامل اليقظة لردعهم، بحسب ما جاء في البيان.
والاثنين الماضي، نفى قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان وجود تنظيمات سياسية داخل الجيش.
وتتواصل في الخرطوم الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من الجبهات والمدن منذ الخامس عشر من أبريل/نيسان الماضي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 5 آلاف شخص ونزوح أكثر من 5 ملايين من الخرطوم ومدن أخرى، ولجأ بعضهم إلى دول الجوار مثل مصر وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان.