طالب أعضاء في المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق) بالسودان، بـ"ضرورة استمرار الجهود وتوحيدها والتواصل مع الوساطة السعودية والأميركية ومختلف الأطراف العربية والدولية" لوقف الحرب الدائرة في السودان.
جاء ذلك خلال ندوة عقدت بمركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالعاصمة القطرية الدوحة، مساء السبت، تحت عنوان: "السودان: المسار إلى الاستقرار والسلام والانتقال الديمقراطي"، وأدارها مدير المركز غسان كحلوت.
وشدد الأعضاء على أهمية إعادة بناء الدولة ومؤسساتها على أسس مدنية وديمقراطية.
وقال الواثق البرير، أمين عام حزب الأمة القومي وعضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير، إن الجهود مستمرة من أجل جلب المساعدات الإنسانية للسودان وتأمين عودة النازحين، مضيفاً أنّ "على الجميع دفع الطرفين، الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب العبثية الدائرة في البلاد".
من جانبه، قدم رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل، عرضاً لمسار الثورة السودانية (2018) والدور الذي قامت به قوى الحرية والتغيير خلالها، مشدداً على "ضرورة وقف الحرب وبدء الإصلاح المؤسسي والانتقال إلى مشروع وطني واضح يعالج كافة المطالب الشعبية ويصل بالبلاد إلى مرحلة التحول الديمقراطي، وخروج الجيش من العملية السياسية".
من جهته، دعا عمر الدقير، رئيس حزب المؤتمر السوداني وعضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير، إلى وقف الحرب الدائرة في السودان "فوراً"، واستكمال الثورة السودانية والبدء بالإصلاح السياسي والاقتصادي والمؤسسي، واصفاً فترة نظام الإنقاذ السابق الذي حكم البلاد لمدة 30 سنة بالفساد والاستبداد.
وشهدت الندوة الحاشدة هتافات مناوئة لقوى الحرية والتغيير، ممن جرى وصفهم، بـ"أنصار النظام السابق"، فيما ردد الجمهور هتافات تؤكد على وحدة الشعب السوداني، وأخرى تحيي الثورة السودانية.
وكان وفد قوى الحرية والتغيير قد زار الدوحة والتقى رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وشكر الوفد جهود دولة قطر ووقوفها إلى جانب الشعب السوداني ومساعيها الإنسانية والدبلوماسية لوقف الحرب الجارية وتداعياتها.
وبحث الوفد خلال الزيارة سبل إنهاء الحرب ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي الذي يعاني منه الشعب السوداني، واستعادة المسار الديمقراطي، مستعرضاً رؤية التحالف لتحقيق تلك الأهداف.
في نفس السياق، قال العضو في الوفد محمود عثمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ زيارة الوفد التي كانت مقررة الى الكويت هذا الأسبوع قد تأجلت، مضيفاً أنّ الوفد سيعود إلى السودان يوم الاثنين، ولن يستكمل جولته التي كان مقرراً خلالها زيارة الكويت وجنوب أفريقيا.
ونقلت وسائل إعلام سودانية أنّ الكويت اعتذرت عن عدم استقبال الوفد، كما اعتذرت عن عدم استقبال رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في زيارة منفصلة، وأجلتها إلى نهاية سبتمبر/ أيلول الجاري "لانشغالات طارئة للقيادة الكويتية".
ولم تسفر الجهود الدولية عن وقف الحرب الدائرة في السودان بقيادة البرهان بين الجيش وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ منتصف إبريل/ نيسان، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل الدولة وخارجها.