كشفت مصادر مصرية مطلعة على جهود القاهرة الخاصة بوقف التصعيد في الأراضي المحتلة وقطاع غزة عن اتصالات مكثفة بين المسؤولين في القاهرة والإدارة الأميركية من أجل الوصول لحلول عاجلة بشأن الوضع الإنساني في القطاع، فيما أفاد بيان للرئاسة المصرية بأن "مصر تبذل جهودا وتكثف التواصل لاحتواء الوضع في غزة".
وقال مصدر مصري رفيع المستوى، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن المشاورات الجارية تدور في إطار الأوضاع الإنسانية فقط في الوقت الراهن، كاشفاً عن أن الإدارة الأميركية بحثت مع المسؤولين المصريين إمكانية ترتيب ممر آمن للأجانب المتواجدين في القطاع وحاملي الجنسية الأميركية للوصول إلى معبر رفح ومنه إلى مصر.
في المقابل، أوضح المصدر نفسه، أن القاهرة طالبت المسؤولين في واشنطن بضرورة الضغط على تل أبيب من أجل إدخال المساعدات العاجلة ممثلة في الدواء والوقود.
وأشار المصدر إلى أن القاهرة نقلت تقديرات ميدانية للمسؤولين في واشنطن تفيد بكارثة محققة حال عدم السماح بمرور المساعدات العاجلة والضرورية، مشيراً إلى أن هناك ترتيبات بين مصر وقطر وتركيا من أجل تمويل حزم مساعدات عاجلة آمر عبر معبر رفح حال تم التوصل لاتفاق مع الجانب الإسرائيلي.
وأوضح المصدر أن مصر تلقت رسائل من حركة حماس تتضمن عدم رغبة أو وجود توجه لدى الحركة لدفع المواطنين نحو الحدود مع مصر، مشددة على أن ترتيبات الحركة خلال العملية الأخيرة ليس من بين سيناريوهاتها تحت أي الظرف السماح بإخلاء غزة.
وأوضحت الحركة، في رسائلها للقاهرة، بحسب المصدر، بأن ما يجري على المستوى الإنساني والمعيشي من استهداف للمباني السكنية والبنية التحتية والمستشفيات يفوق تحمل المواطنين في القطاع وهو ما قد يؤدي انفجار تلقائي غير مخطط.
وبحسب المصدر، تسعى مصر عبر ترتيب وتنسيق الجهود الدولية والعربية من أجل إقناع الإدارة الإميركية بتعديل مواقفها والضغط على إسرائيل من أجل السماح بمرور المساعدات.
وأشار المصدر إلى أن الترتيبات على معبر رفح جاهزة تماما لمرور المساعدات في أي لحظة حال ما تم الاتفاق مع المسؤولين في واشنطن وتل أبيب.
في المقابل، قال مصدر آخر، إنه على الرغم من أن "القاهرة لديها غصة كون أن حركة حماس والمقاومة نفذوا تلك العملية بدون أية إشارات مع القاهرة إلا أن الغضب المصري في المقابل من حكومة الاحتلال يمكن وصفه بالكبير وتحديدا منذ يوم أمس الثلاثاء، بعد تهديدات إسرائيلية باستهداف شاحنات مساعدات مصرية إلى غزة في محاولة لمنع انفجار يقود لدفع المواطنين لاقتحام حدودها مرة أخرى".
ووفقاً للمصدر نفسه، فقد اعتبرت مصر الموقف الإسرائيلي الأخير بمثابة تجاوز للعلاقات المصرية الإسرائيلية.
وأوضح المصدر أن هناك غضبا إسرائيليا تجاه القاهرة، كاشفاً أن القاهرة تعرضت لضغوط كبيرة خلال اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى من جانب تل أبيب وواشنطن لإصدار بيان إدانة لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية إزاء العملية، وهو ما أكد الجانب المصري صعوبته، بل واستحالته، بحسب المصدر.
وأشار المصدر أن القاهرة بررت موقفها بأن إصدار مثل تلك البيان من شأنها أن يقطع الطريق عليها للعب دور الوسيط مجدداً، فيما رأت تل أبيب أنها في تلك المعركة لن تكون في حاجة للوساطة المصرية.
وكشف المصدر أن تل أبيب في إطار رسائلها العكسية رفضت الرد على مطلب مصري للتنسيق من أجل إخراج المعدات والأطقم الهندسية المصرية العاملة في غزة، لافتاً إلى أن الجانب الإسرائيلي رفض تقديم تعهد بعدم استهداف عملية الإخلاء مبرراً ذلك بمخاوف من إمكانية تمكن أي من قيادات حماس بالمرور عبر تلك القوافل.
السلطة تمارس ضغوط من أجل فتح معبر رفح
قالت مصادر دبلوماسية فلسطينية لـ"العربي الجديد" إن السلطة الفلسطينية تمارس ضغوطا على مصر من أجل إعادة فتح معبر رفح وضمان أمن المعبر للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وذكرت المصادر أن السلطة تعمل حالياً على ترتيب قوافل مساعدات طبية وغذائية ووقود إلى قطاع غزة، وأنها تريد إدخالها من مصر عقب رفض الاحتلال إدخالها لغزة عبر معابره.
وأوضحت المصادر أن القاهرة وعدت بمحاولة تنسيق دخول قوافل المساعدات إلى قطاع غزة، لكنها تذرعت بالموقف الاسرائيلي الرافض وأنها لا ترغب في توتر العلاقة مع تل أبيب.