كير ستارمر في برلين وباريس لرسم علاقات جديدة مع أوروبا

29 اغسطس 2024
ستارمر يتحدث لوسائل الإعلام عقب مؤتمر مع شولتز في برلين، 28 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **جولة أوروبية لتعزيز العلاقات**: بدأ رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر جولة أوروبية تشمل ألمانيا وفرنسا لتعزيز العلاقات في مجالات الدفاع والهجرة وأمن الطاقة والتكنولوجيا، والتقى بزعماء ألمانيا وفرنسا.

- **مخاوف من صعود اليمين المتطرف**: أعرب ستارمر عن قلقه من صعود اليمين المتطرف في المملكة المتحدة ودعا لتوحيد الجهود الأوروبية لمكافحة الشعبوية، وأكد عدم وجود خطط للانضمام لمخطط تنقل الشباب في الاتحاد الأوروبي.

- **إعلان مشترك وتعميق العلاقات**: أصدرت الحكومتان البريطانية والألمانية إعلانًا مشتركًا لتعميق العلاقات في مجالات الدفاع والهجرة، وسط إشادة وانتقادات من الأحزاب البريطانية.

بدأ رئيس الحكومة البريطانيّة كير ستارمر جولة أوروبيّة تشمل ألمانيا وفرنسا، ضمن مساعي حكومة المملكة المتحدة لإرساء علاقات جديدة مع أوروبا، تشمل عقد اتفاقيات جديدة في مجالات الدفاع والهجرة وأمن الطاقة والتكنولوجيا. وسافر ستارمر مساء الأربعاء إلى باريس لحضور حفل افتتاح الألعاب البارالمبية، حيث يلتقي أيضًا بالرئيس إيمانويل ماكرون اليوم، بعد اختتام جولته في برلين الأربعاء، التي شملت لقاءً بالمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير.

وأعرب كير ستارمر، الأربعاء، عن خشيته من صعود اليمين المتطرف في المملكة المتحدة، وحضّ أحزابا تقدمية في أوروبا على توحيد الجهود لمكافحة الشعبوية. وعقب اجتماع عقده مع شولتز في برلين، قال ستارمر "أعتقد أنه يجب أن نكون في المملكة المتحدة على مستوى تحدي اليمين المتطرف والشعوبية والقومية". وأضاف "إن لقلقي أسبابا عدة، يتّصل بعضها بما يحدث في المملكة المتحدة، وبعضها بما ترونه يحدث في بلدان أوروبية أخرى، بما في ذلك فرنسا وألمانيا".

وفي بريطانيا، سلطت الصحف صباح اليوم تغطيتها لهذه الجولة، بعد ورود أنباء عن إمكانية عقد اتفاقية جديدة تتعلق بتنقل الشباب داخل الاتحاد الأوروبي. بينما قال ستارمر في مؤتمر صحافي مع المستشار الألماني أولف شولتز إن المملكة المتحدة ليست لديها خطط للانضمام إلى مخطط تنقل الشباب في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي استبعدته داونينغ ستريت سابقًا، لكن في حديثه إلى الصحافيين لاحقًا، قال ستارمر إنه لم يستبعد بشكل واضح إنشاء نوع من النظام للارتباطات الأخرى، على سبيل المثال تبادل الطلاب.

وقال ستارمر بعد المؤتمر الصحافي إنه لم تتم مناقشة أي شيء من هذا القبيل خلال اجتماعه الثنائي الطويل مع شولتز في المستشارية الفيدرالية في برلين، حيث كان التركيز على العلاقات الثنائيّة بدلاً من الروابط الأوروبيّة الأوسع. لكنه أضاف: "نريد علاقة وثيقة، بالطبع، وأعتقد أن ذلك يمكن أن يمتد عبر الدفاع والأمن والتعليم والتبادل الثقافي، وبالطبع التجارة".

وعندما طُلب منه استبعاد أي نوع من مخططات تنقل الشباب بشكل صريح، والتي بموجبها يمكن للشباب من داخل الاتحاد الأوروبي العيش والعمل والدراسة لفترة محدودة في المملكة المتحدة، مع حقوق متبادلة للشباب البريطانيين، لم يفعل ستارمر ذلك، وقال "ببساطة إن أي محادثات مستقبليّة مع الاتحاد الأوروبي بشأن صفقة محسنة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ستستند إلى خطوط حمراء بما في ذلك عدم العودة إلى حريّة تنقل الأشخاص. حرية التنقل ليست هي نفسها التبادلات المحدودة زمنيًا".

وأضاف "المعاهدة هي معاهدة ثنائيّة، لذلك لا علاقة لها بتنقل الشباب أو أي شيء من هذا القبيل. هذا يتعلق بالتجارة والدفاع والاقتصاد والهجرة غير الشرعية وما إلى ذلك". أمّا في ما يتعلق بتنقل الشباب، فقال ستارمر "من الواضح أننا كنا واضحين حقًا، لا سوق واحدة، ولا اتحاد جمركي، ولا حرية تنقل، ولا عودة إلى الاتحاد الأوروبي. لذا فإن المناقشة حول علاقة وثيقة داخل الاتحاد الأوروبي أو معه تأتي في هذا السياق وداخل هذه الأطر".

وبعد المحادثات التي جرت في برلين، أصدرت الحكومتان ما أطلق عليه اسم "إعلان مشترك بشأن تعميق وتعزيز العلاقات بين المملكة المتحدة وألمانيا"، وهو ما يمثل مقدمة لاتفاق رسمي واعد يستند إلى مجالات تشمل الدفاع والهجرة، ومن المقرر الاتفاق عليه في غضون الأشهر الستة المقبلة. وقال الإعلان إن هذا الاتفاق "سيعكس مكانتنا كأقرب الشركاء في أوروبا، مع أقوى تعاون ثنائي ممكن بشأن القضايا الأكثر أهمية لشعوبنا".

محادثات ستارمر بين الإشادة والانتقاد

وقال حزب الديمقراطيون الليبراليون، الذي يمثل الكتلة الثالثة في البرلمان، إن محادثات ستارمر بشأن المعاهدة مع شولتز كانت "خطوة إيجابية إلى الأمام"، لكنه دعا الحكومة إلى أن تكون "أكثر طموحًا". وقالت المتحدثة باسم الشؤون الخارجية في حزب الديمقراطيين الليبراليين ليلى موران إن مثل هذا الطموح يجب أن "يبدأ بالموافقة على مخطط تنقل الشباب الذي يمنح الشباب الفرصة للعيش والعمل بسهولة عبر القارة".

في المقابل، انتقد حزب المحافظين ستارمر باعتباره يحاول إعادة علاقات وثيقة مع الاتحاد الأوروبي بطريقة قد تؤدي إلى تراجع عن استقلال بريطانيا بعد البريكست. وأعرب عدد من السياسيين عن مخاوفهم من أن ستارمر قد يخطط للعودة إلى نوع من التبعية للاتحاد الأوروبي تحت غطاء برامج مثل اتفاقيّة تنقل الشباب، فيما يتخوف أنصار بريكست من أن مثل هذه الاتفاقيات قد تكون خطوة نحو إعادة التفاوض على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بطريقة تتعارض مع "روح" البريكست، والتي كانت تهدف إلى استعادة السيطرة الكاملة على الهجرة والسياسات الأخرى.

واتهم وزير الاقتصاد في حكومة الظل المحافظة كيفين هولينراك كير ستارمر "بالتقرب من السياسيين في ألمانيا والدعوة إلى علاقة أوثق مع أوروبا". وأضاف في تصريحات له: "لقد أمضى ستارمر حياته السياسية بأكملها في التخطيط لعكس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لذلك لا يتطلب الأمر عبقريًا لمعرفة إلى أين تتجه حكومة حزب العمال الجديدة".