لبنان: إخلاء مدارس مخيم عين الحلوة من المسلحين تمهيدا لتسليم المطلوبين بقضية العرموشي
اتجهت الأنظار، اليوم الجمعة، إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوبي لبنان، مع إخلاء مدارس "أونروا" في المخيم من المسلّحين، في خطوة تمهد لتسليم المطلوبين في قضية اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أشرف العرموشي ورفاقه، والناشط الإسلامي عبد الرحمن فرهود، إلى القضاء اللبناني.
وانتشرت القوة الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة عند مداخل مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لمواكبة عملية انسحاب المسلّحين التابعين لحركة فتح، والجماعات الإسلامية المتشددة، ومن بينها "تجمّع الشباب المسلم".
وقال المسؤول الإعلامي في "فتح"، يوسف الزريعي، لـ"العربي الجديد"، إن "القيادة السياسية الفلسطينية دخلت بالتوازي إلى مدرسة السموع التابعة لوكالة (أونروا) في الشارع الفوقاني داخل المخيم، وإلى مدارس حي التعمير، بعد انقسامها إلى قوتين، للإشراف على عملية الانسحاب التي تمّت في ساعات بعد الظهر".
واعتبر الزريعي إخلاء المدارس من المسلّحين وتسليمها لإدارة "أونروا" الخطوة الأهم، على مستوى اتفاق تثبيت وقف إطلاق النار، فهو "بمثابة تمهيد لتسليم المطلوبين".
نحو استئناف خدمات "أونروا"
وتأتي الخطوة تنفيذًا لقرار هيئة العمل المشترك الفلسطيني، والاتفاق بين القيادات الفلسطينية بالتنسيق مع القوى السياسية والأمنية اللبنانية، بعد مساعٍ قام بها مسؤولون لبنانيون، سياسيون وأمنيون، يتقدّمهم رئيس البرلمان نبيه برّي.
كما تأتي بعد إتمام المرحلة الأولى من الاتفاق التي تمثلت بنشر عناصر القوة الأمنية المشتركة الفلسطينية، مطلع الأسبوع، في مخيم عين الحلوة، لا سيما في النقاط التي شهدت الاشتباكات الأعنف بين "فتح" والجماعات الإسلامية المتشددة، منذ 30 يوليو/تمزز الماضي، ضمن جولتي اقتتال أسفرتا عن سقوط أكثر من 30 قتيلاً، وما يزيد عن 200 جريح، ونزوح مئات العائلات، التي بدأ قسم منها بالعودة، فيما تبقى جزء ينتظر هدوءًا تامًا للوضع، عدا عن أن المنازل التي دمّرت ليست قابلة للسكن بعد.
وتسبّبت الاشتباكات واحتلال المدارس الثماني التابعة لـ "أونروا" في تأخير العام الدراسي لنحو 10 آلاف طالب، بحسب ما أكدت هدى السمرة، المتحدثة باسم الوكالة في لبنان، لـ"العربي الجديد".
وفي 18 أغسطس/آب الماضي، أعلنت "أونروا"، تعليق جميع خدماتها في مخيم عين الحلوة، احتجاجاً على استمرار وجود مقاتلين مسلّحين في منشآتها، مشددة على أن لا تسامح إطلاقاً مع انتهاك حرمة وحيادية منشآتها، علماً أن السمرة أكدت في تصريحها الأخير لـ"العربي الجديد"، استئناف عملية إزالة النفايات، بانتظار ثبات الوضع الأمني لاستئناف باقي الخدمات.
تنفيذ مبادرة برّي
على صعيدٍ متصلٍ، اعتبر ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أحمد عبد الهادي، أن "إنجاز خطوة انتشار القوة الأمنية المشتركة في منطقة التعمير قرب مدارس (أونروا)، وإخلائها من المسلحين، خطوة هامة جداً، وفي الاتجاه الصحيح، ضمن تنفيذ مبادرة رئيس البرلمان نبيه برّي، في إطار إنهاء الأزمة في المخيم وإعادة الحياة إلى طبيعتها، وإعادة النازحين، وتسليم المشتبه فيهم إلى السلطات اللبنانية".
وأكد في بيان، اليوم الجمعة، "أهمية وضرورة تنفيذ باقي الخطوات، وخصوصاً إزالة المظاهر المسلّحة وسحب المسلّحين وتسليم المشتبه فيهم، علماً أننا ملتزمون العمل الجاد، بالتعاون مع القوى الإسلامية والوطنية، من أجل تحقيق هذا البند تنفيذاً لمبادرة برّي".
وطالب عبد الهادي "أونروا" باستلام المدارس، والمبادرة "فوراً إلى البدء بإجراء عمليات الصيانة فيها، وتهيئتها لاستيعاب الطلاب ضمن العام الدراسي الحالي".
إشكال فردي
وفي سياق أمني مستقلّ، أصيب شخصٌ في إشكال فردي، اليوم الجمعة، عند سوق الخضر داخل المخيم، نقل على أثره إلى المستشفى. وقام قائد الأمن الوطني الفلسطيني في مدينة صيدا أبو محمد فهد، وبتعليمات من قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، بتسليم مطلق النار إلى مخابرات الجيش اللبناني.
وأكدت أوساط فلسطينية أن الاشكال فردي ولا علاقة له بخطوة انتشار القوة الأمنية المشتركة.