لبنان: انطلاق ورشة عمل البيان الوزاري في ظلّ أزمة اقتصادية خانقة

13 سبتمبر 2021
ستعمل الحكومة على إنجاز الانتخابات المقررة في مايو المقبل (حسين بيضون)
+ الخط -

عقد مجلس الوزراء اللبناني، اليوم الاثنين، أولى جلساته في قصر بعبدا الجمهوري برئاسة الرئيس ميشال عون، والتي جرى خلالها تشكيل لجنة صياغة مسودة البيان الوزاري برئاسة رئيس المجلس نجيب ميقاتي، وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزراء العدل، الطاقة، المالية، الثقافة، الداخلية، التنمية الإدارية، الإعلام، التربية، العمل والزراعة، والتي سرعان ما عقدت جلستها ظهراً في السراي الحكومي.

وتمنّى الرئيس اللبناني ميشال عون في مستهلّ الجلسة على اللجنة الوزارية أن "يُضمّن البيان الوزاري، إضافة إلى الثوابت الوطنية، خطة التعافي التي أقرتها الحكومة السابقة، وما ورد من إصلاحات في المبادرة الفرنسية، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها، واستكمال التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت، والإسراع في خطة مكافحة الفساد".

كذلك، تمنى عليها "تضمين البيان الوزاري استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ومتابعة تنفيذ خطة البطاقة التمويلية، ووضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي، والعمل على عودة اللاجئين السوريين (تصرّ السلطات اللبنانية على توصيفهم بالنازحين)، واستكمال وتنفيذ خطة الكهرباء".

وأكد عون أن المطلوب "إيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين، وإطلاق ورشة عمل سريعة لوضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض، وعلى الحكومة أن تعمل كفريق عمل واحد متجانس متعاون لتنفيذ برنامج إنقاذي، مع تركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين". وأضاف الرئيس اللبناني: "أمامنا تحديات كبيرة، لذلك أوصيكم بالإقلال من الكلام والإكثار من العمل".

من جهته، قال ميقاتي: "صحيح أننا لا نملك عصا سحرية، فالوضع صعب للغاية، ولكن بالإرادة الصلبة والتصميم والعزم والتخطيط نستطيع جميعاً، كفريق عمل واحد، أن نحقق لشعبنا الصابر والمتألم بعضا مما يأمله ويتمناه".

كذلك، طلب رئيس الحكومة من الوزراء "الإقلال من الإطلالات الإعلامية، لأن الناس تتطلع إلى الأفعال، ولم يعد يهمها الكلام والوعود، والأمور بالنسبة للناس في خواتيمها"، مشدداً على "أننا سننكب على معالجة موضوع المحروقات والدواء بما يوقف إذلال الناس".

وأكدت مصادر مقرّبة من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لـ"العربي الجديد"، أن "البيان الوزاري سيكون عنوانه الأساسي اقتصادياً اجتماعياً معيشياً ومقتضباً، خصوصاً أن عمر الحكومة قصير قبل الدخول في مرحلة الانتخابات النيابية المنتظر إجراؤها في مايو/أيار المقبل، ونظراً للأزمات الخطيرة التي تتطلب إجراءات فورية وسريعة للجم مسارها التصاعدي".

وأشارت المصادر إلى أن "البيان سيتضمن بنوداً مرتبطة بانفجار مرفأ بيروت ومعالجة آثاره، والملفات الاقتصادية ربطاً بموضوع البطاقة التمويلية ورفع الدعم والكهرباء، والتحضير للانتخابات النيابية التي تعهد ميقاتي إجراءها في موعدها، إلى جانب الانتخابات البلدية والاختيارية، بالإضافة إلى غيرها من البنود الصحية الحياتية، والتي تتلاءم مع المبادرة الفرنسية"، مستبعدةً أن يحصل خلاف على مضمون البيان الوزاري.

ويقول وزير الاقتصاد الأسبق آلان حكيم، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الحكومة هي حكومة وكالة بين من يحتل لبنان والعملاء بالداخل، وذلك ليس على صعيد الأشخاص، بل طريقة العمل والمنظومة عامةً التي لا تزال هي نفسها، وتستمرّ في ممارسة تبادل الحصص والمراكز، وتعتمد أسلوب وزارات صيد الأملاك الخاصة، وبالتالي أتت لتمكين القوى التقليدية والنهج المتبع منذ سنين، ولن تكون هناك نتائج إيجابية لعملها على صعيد الاستماع إلى صرخة المواطن اللبناني، خصوصاً بعد انتفاضة 17 أكتوبر التي حملت مطالب يحصل عكسها اليوم".

ويشير حكيم إلى أن "البلاد تحتاج إلى خطة شاملة على صعيد الدولة، وخطط داخلية ربطاً بكل وزارة على صعيد مختلف القطاعات الصحية والتربوية والمالية والاقتصادية وغيرها، ولكن مع التناقضات الحاصلة داخل الحكومة، فهي لن تقدم أي تطور ملموس، وربما قد يقتصر عملها على أولويات ستعطى من بوابة منح الزخم والتمويه للدفع إلى الأمام في ملفات معيشية يومية للتخفيف من وطأة الكارثة الاجتماعية على كاهل المواطن، وانطلاقاً من هنا يأتي أيضاً الدعم، سواء داخلياً أو خارجياً".

ويؤكد وزير الاقتصاد الأسبق أنه "لا يمكن لمن خرّب البلد أن يقوم بإصلاحه، وإذا حصل ذلك نكون أمام سابقة تاريخية، وأشكّ أن تحصل، ولكن سنبقى إيجابيين ضمن إطار عام، وبات محسوماً أن مصلحة اللبناني هي بيده فقط، فالمجتمع الدولي أو الخارج ليس هو الذي يعيش من دون كهرباء وعلى ضوء الشمعة ومن دون حليب وأدوية مزمنة، وينتظر ساعات لتعبئة خزانات سياراته بالوقود أو لشراء ربطة خبز، من هنا تبقى المعركة الشرسة على الصعيد السياسي لوصول تغييريين في الانتخابات النيابية".

في السياق، يطلّ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، مساء اليوم الاثنين، في كلمة متلفزة يتطرق فيها إلى التطورات على صعيد الملف الحكومي، وليعلن تفاصيل مسار سفينة النفط الإيراني ونقله إلى لبنان، وتحديداً إلى جرود الهرمل، منطقة نفوذه، حيث بدأت التحضيرات "الاحتفالية بالحدث".

المساهمون