لبنان: عون يحدّد الاثنين المقبل موعداً لاستشارات تسمية رئيس جديد للحكومة

10 يناير 2025
جوزاف عون يلتقي نظيره القبرصي في القصر الجمهوري، 10 يناير 2025 (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون عن تحديد موعد للاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، وطلب من نجيب ميقاتي الاستمرار في تصريف الأعمال حتى تشكيل الحكومة الجديدة.
- تناول اللقاء التحديات الحالية مثل الوضع في الجنوب وضرورة الانسحاب الإسرائيلي، وأهمية حصرية السلاح بيد الدولة، مع تأكيد الرئيس عون على سرعة إتمام الاستشارات النيابية.
- التقى الرئيس عون بشخصيات بارزة، وأكد وزير الخارجية الإيطالي على أهمية انتخاب عون لاستقرار لبنان وتعزيز العلاقات الثنائية مع إيطاليا.

أعلنت الرئاسة اللبنانية، اليوم الجمعة، أن الرئيس جوزاف عون حدّد يوم الاثنين المقبل موعداً لإجراء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، في القصر الجمهوري في بعبدا. وبدأ الرئيس اللبناني منذ ساعات صباح اليوم الجمعة، نشاطه في القصر الجمهوري، مستهلاً إيّاه بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، طالباً منه الاستمرار في تصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة.

وقال ميقاتي بعد اللقاء: "تحدثنا عن التحديات الموجودة وعن خطاب القسم الذي حدّد التوجهات لأي حكومة جديدة، من أجل تنفيذ ما ورد فيه عبر الخطوات الدستورية اللازمة، كما تطرقنا إلى الوضع في الجنوب، وضرورة إتمام الانسحاب الإسرائيلي السريع والكامل، وإعادة بسط الاستقرار في الجنوب ووقف الخروقات الإسرائيلية".

وحول حديث عون في خطاب القسم عن حصرية السلاح في يد الدولة، سأل ميقاتي "هل ننتظر من رئيس البلاد أن يقول إن السلاح مشرّع للجميع؟ وهل ننتظر من حكومة جديدة أن تقول إن السلاح مشرّع بيد المواطنين؟ نحن اليوم أمام مرحلة جديدة تبدأ من جنوب لبنان، وتحديداً جنوب الليطاني من أجل سحب السلاح، وأن يكون الاستقرار بدءاً من الجنوب".

ورداً على سؤال حول احتمال توليه رئاسة الحكومة الجديدة، أجاب ميقاتي: "هناك إجراءات دستورية يجب أن تقام، وعملاً بالقول عند كل أذان صلاة، فعندما تحصل الاستشارات والتكليف لكل حادث حديث"، مضيفاً: "خلال اللقاء طلب مني الرئيس عون استمرار الحكومة في عملية تصريف الأعمال إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة، وأن يكون تشكيلها بإذن الله في أسرع وقت".

وبشأن موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعدم تسميته لرئاسة الحكومة كونه ضمن الفريق السابق، قال ميقاتي: "نحن نقدّر كل الآراء والمواقف السياسية، ولكل إنسان حرية قول ما يريده وفي النهاية فإن الإجراءات الدستورية ستأخذ مجراها". ولفت ميقاتي إلى أنّ "الخطوط العريضة التي حددها الرئيس عون مهمة جداً والنية موجودة لقيادة هذا البلد، والكثير من العناوين يمكن أن تنجز سريعاً من خلال حكومة نشطة تواكب توجهه"، مشدداً على أنّ الحكومة الجديدة يجب أن تكون قادرة على ترجمة التوجه الذي تحدث عنه عون، فنحن أمام ورشة عمل جديدة تقتضي من الجميع التعاون للقيام بعمل جدي من أجل إنقاذ الوطن.

حرص لدى عون على إتمام الاستشارات بسرعة

وقال مصدر مقرّب من عون لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك حرصاً لدى الرئيس المنتخب على إتمام جميع الاستحقاقات وكذلك الملفات العالقة، وأصرّ على إجراء استشارات نيابية ملزمة لتسمية رئيس حكومة بأسرع وقت ممكن".

وأشار المصدر إلى أنّ "النشاط عاد إلى القصر الجمهوري بعد إقفال استمرّ لأكثر من عامين، وسيكون مكثفاً في هذه الفترة، في ظلّ التحديات ودقة المرحلة التي تتطلب جهوداً وعملاً ومثابرة لتحقيق الورشة المطلوبة على الصعد كافة". ولفت إلى أنّه على الكتل النيابية أن تختار الشخصية التي تريدها لرئاسة الحكومة، وكل الآمال أن تكون العملية سريعة لتشكّل الحكومة وتستعيد صلاحياتها الكاملة بعدما كانت تصرّف الأعمال طيلة فترة الشغور الرئاسي، فهذا أمر ضروري ليبدأ العمل المشترك والجامع مع النواب والوزراء".

ولم تحسم غالبية الكتل والقوى السياسية في لبنان موقفها، والشخصية التي ستسمّيها لرئاسة الحكومة، فيما تصرّ قوى المعارضة على أن يكون رئيس الحكومة الجديد من خارج العهد القديم، باعتبار أن البلاد ذاهبة نحو مرحلة جديدة، غامزة من قناة رفض عودة ميقاتي لرئاسة الوزراء بعدما سُوِّق له في الأيام الماضية، مع إشاعة أجواء بطرحه من قبل الثنائي حزب الله وحركة أمل.

وقال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في تصريح تلفزيوني إنّ "ميقاتي هو من ضمن الفريق السابق، ونحن ذاهبون لبناء عهد جديد، وبالتالي لا يمكن لنا الاعتماد على أشخاص من العهد السابق. ونحن في المعارضة لدينا مرشحان لرئاسة الحكومة، هما النائبان أشرف ريفي وفؤاد مخزومي".

كذلك، على صعيد نشاطات الرئيس المنتخب، عقد عون لقاء ظهر اليوم الجمعة مع الرئيس السابق ميشال عون، الذي قال في تصريح مقتضب لدى مغادرته: "جئنا نبارك للرئيس ونتمنى له التوفيق والنجاح في هذه الظروف الصعبة".

واستقبل عون كذلك اليوم، الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليديس، وهو أول رئيس دولة يلتقي عون بعد انتخابه أمس.

وبعد الظهر، التقى عون وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الذي وصل إلى لبنان قادماً من سورية. وقال تاياني بعد اللقاء، إنّ "انتخاب الرئيس اللبناني جوزاف عون سيكون ضماناً لاستقرار البلاد، فلبنان مهمّ جداً بالنسبة إلى إيطاليا، ما يسمح بتعزيز العلاقات الثنائية تجارياً واقتصادياً أيضاً بما فيه مصلحة البلدين"، مشيراً إلى "أننا نعتبر الانتخاب محطة أساسية ومهمة جداً ليس فقط للبنان، لكن أيضاً للشرق الأوسط".

وأضاف تاياني: "أن يكون هناك رئيس للبنان يتمتّع بحكمة كبيرة ومصداقية كبيرة مهم جداً للسلام في المنطقة"، مشدداً على أنّه يجب تعزيز وقف إطلاق النار الذي جرى بعد الحرب التي شُنَّت على لبنان وأتت بأضرار كبيرة عليه، وإيطاليا سيكون لها دور في هذا الإطار، خصوصاً على صعيد قوات حفظ السلام الدولية في جنوب لبنان (اليونيفيل).

ولفت وزير الخارجية الإيطالي إلى أنّ "لبنان اليوم سيكون قادراً على تأدية الدور الذي يستحق خصوصاً في هذه المنطقة من المتوسط، وإيطاليا ستبقي على المهمة الثنائية لتعزيز مهام الجيش اللبناني". وشدد على أن "الرئيس عون صديق لإيطاليا، والإيطاليون مسرورون جداً بانتخابه وهم يعتمدون عليه وسوف نعمل معاً في الأشهر والسنوات المقبلة".

وختم تاياني "لقد أتيت من دمشق حيث التقيت قائد الإدارة الجديدة في سورية أحمد الشرع، ولاحظت أن هناك تغييراً، وأنا على يقين أن سورية ستنمو من جديد مع تغيير النظام، والرسالة هي أيضاً أنه سيكون هناك بناء للاستقرار في الشرق الأوسط، إذاً نحن متفائلون مع انتخاب عون وتغيير النظام في سورية ما يمكن البناء عليه والاتجاه نحو مستقبل أفضل".