لبنان في ذكرى انتفاضة 17 أكتوبر: مسيرات شعبية ورسائل دولية

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
17 أكتوبر 2020
ثورة لبنان/سياسة/حسين بيضون
+ الخط -

شهد لبنان، اليوم السبت، في ذكرى مرور عام على انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول، تجمّعات ومسيرات في مختلف المناطق للتأكيد على أنّ المواجهة مع قوى السلطة مستمرّة حتى إسقاطها وتغيير المنظومة السياسية، التي تحوّلت من سلطة فاسدة إلى طبقة قاتلة بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب الماضي.

واجتمع الناشطون صباحاً في النقاط والمراكز التي حُدِّدت من قبل مجموعات مدنية، في الجنوب والشمال والبقاع وجبل لبنان، للانطلاق منها إلى العاصمة بيروت، حيث نُظِّمت نشاطات في ساحة الشهداء، تم خلالها تكريم الشهداء والجرحى والمحامين والإعلاميين، في مبادرة أحدثت انقساماً بين الناشطين، منهم من اعتبر أن الخطوة مهمة لإعطاء هؤلاء حقّهم والإضاءة على تضحياتهم، في حين شدد آخرون على أنها بمثابة دعسة ناقصة، تضرّ بأهداف الانتفاضة القائمة على المواجهة، وتقلّل من ضخامة الكارثة التي يمرّ بها لبنان والانهيار الخطير الحاصل، ما يتطلّب صرخة مدوّية لا مهرجانات وتكريمات وأنشطة ثانوية.

الصورة
مسيرات وتجمّعات شعبية في لبنان/سياسة/حسين بيضون

وأعلنت بعض المجموعات، التي أسفت لمشهد الانقسام والتشرذم الحاصل حول شكل التحرّك اليوم وبعض مضامينه، انكفاءها عن العمل، وخروجها من الشارع حتى عودة الانتفاضة لأن تكون جامعة شعبية محقة ثائرة على الظلم.

وتشمل التحركات، اليوم، اعتصاماً أمام مصرف لبنان، الذي كان له الحصّة الأكبر من تحرّكات المنتفضين خلال فترة العام، والذين يطالبون باستعادة أموالهم المحجوزة في المصارف، ورفضاً لسياسات البنك المركزي التي أوصلت البلاد إلى الوضع الراهن، تراكمياً، وصولاً إلى تدهور العملة الوطنية بأكثر من 80٪؜ من قيمتها، في ظل فوضى سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل غير مسبوق، من دون أن تتحرك وزارة الاقتصاد وأي من المعنيين في تفعيل الرقابة والمحاسبة، باستثناء بعض الاستعراضات الإعلامية للقول بأنهم يعملون، علماً أن أي خطوة قامت بها الجهات المختصة لم تؤدِّ إلى وضع حدٍّ للتفلّت الحاصل والتهريب العلني. 
كذلك، نظمت مسيرات سيارة رفعت فيها الأعلام اللبنانية، وأطلق المشاركون فيها شعارات الانتفاضة وإسقاط المنظومة السياسية، وسط دعوات لرحيلها بدءًا من رأس الهرم.
 إضافة إلى ذلك، أضيئت الشموع في مناطق عدّة من أجل ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وعلى نية لبنان أن يخرج من أزمته، على أن تتوجه كل المجموعات لتلتقي أمام مرفأ بيروت حيث ستُضاء شعلة كبيرة نُصبت في المكان حملت تسمية "17 تشرين"، وذلك في تمام الساعة 6 وسبع دقائق، أي في توقيت حدوث الانفجار.

الصورة
مسيرات وتجمّعات شعبية في لبنان/سياسة/حسين بيضون

على المستوى السياسي، غرّد رئيس الجمهورية ميشال عون على حسابه على "تويتر" قائلاً: "بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية، يدي ما زالت ممدودة للعمل سوياً حتى تحقيق المطالب الإصلاحية، إذ لا إصلاح ممكناً خارج المؤسسات، والوقت لم يفت بعد".

دولياً، غرّد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو كاتباً "قبل عام، اتخّذ الشعب اللبناني من الشارع ساحة لمطالبه بحكم أفضل وإنهاء حالة الفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة. تبقى رسالة اللبنانيين واضحة ولا يمكن إنكارها والعمل كالمعتاد غير مقبول".

بدوره، قال السفير البريطاني لدى لبنان كريس رامبلينغ "‏مضى عام على خروج اللبنانيين إلى الشارع، مطالبين بمستقبل أفضل واقتصاد مزدهر وحكم القانون، من خلال التظاهر السلمي. ساد وقتها الأمل والكثير من الطاقة. ووقف اللبنانيون من جميع الأعمار والطوائف والأديان والخلفيات معًا".

وأضاف أن "‏بالنسبة لمعظم الناس، تحوّل الأمل يأساً. كان العام الماضي تحدياً غير مسبوق، مع التضخم والفقر والبطالة وفيروس كورونا، ومأساة 4 أغسطس التي لا توصف. لم نشهد تقدماً جدياً في المساءلة والشفافية. المستقبل غير واضح: كثيرون قلقون للغاية". وأكد أن "‏على لبنان أن يجد طريقه للعودة إلى الاستقرار والازدهار. الكل يعرف ما يجب أن يحدث، والمجتمع الدولي يبقى متحداً حول وجوب أن يحقق القادة إنجازات حيث فشلوا حتى الآن. إن الإصلاحات العاجلة وحكومة جديدة فعّالة، مع وضع المصلحة الشخصية والمجتمعية جانباً، أصبحت أكثر أهمية الآن".
ورأى السفير البريطاني أن "‏هناك سبباً للأمل. هناك الآن نقاش مفتوح حول حجم التغييرات الضرورية، والقضايا التي لطالما كانت من المحرمات. هناك أشخاص طيبون في أجزاء من الإدارة، وهم بحاجة إلى الدعم". 
وأردف أن "‏أغلبية الشعب اللبناني تدفعه القيم الحميدة. فليس من دون معنى أن يسود الطابع السلمي الحراك، وأن يتم دفع الأفراد بدرّاجاتهم خارج الحشود. فقد تشهد، وحتى أنها شهدت، بلدان أخرى كمّاً أكبر من العنف".

ذات صلة

الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
الصورة

منوعات

قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة صحافيين لبنانيين، وأصابت آخرين، بغارة استهدفت مقر إقامتهم في حاصبيا جنوبي البلاد، فجر الجمعة
الصورة
شارك العديد من الشبان في مبادرة الحلاقة (العربي الجديد)

مجتمع

في إطار المبادرات والمساعدات المقدمة للنازحين، رحب النازحون في مدينة صيدا بمبادرة الحلاقة في ظل ظروفهم الصعبة والبطالة
الصورة
آثار القصف في منطقة البقاع في لبنان (حسين بيضون)

سياسة

تعدّدت جرائم الحرب ومنفذها واحد، وهو احتلال باتت مجازره يومية بحق المدنيين في لبنان وسلوكه مركَّز على التهجير، والتدمير، مستغلاً الصمت الدولي على انتهاكاته.
المساهمون