تشهد الساحة اللبنانية توتراً أمنياً كبيراً منذ يوم أمس السبت، بعد مقتل علي شبلي (ينتمي إلى حزب الله) خلال عملية ثأرية في منطقة الجية، تطوّرت الأحد لتسجّل مقتل عددٍ من الأشخاص خلال التشييع في خلدة.
4 killed in clashes at funeral procession of Ali Chebli, a Hezbollah-linked man murdered in vendetta killing yest.
— Aya (@Aya_Isk) August 1, 2021
Some media reporting that at least 1 of the dead is a Hezbollah member.
Vendetta began after Chebli allegedly killed a boy last year. #خلدةpic.twitter.com/KtBijWKNpM
وأفادت قناة "المنار"، التابعة لـ"حزب الله"، بأن عدداً من القتلى سقطوا اليوم عند تعرّض موكب تشييع شبلي لإطلاق نار كثيف في خلدة، يرجح بأنه ينطوي في إطار كمين استهدف معزين، وذلك استكمالاً للعملية الثأرية التي نفذها أمس أحمد غصن من عرب خلدة، وأقدم خلالها على قتل شبلي في أحد المنتجعات السياحية في الجية بينما كان يحضر زفافا، باعتباره المسؤول عن مقتل شقيقه في 27 أغسطس/ آب الماضي.
High tension tonight in #Lebanon after an incident in a wedding in Jiyyeh related to previous clashes in Khaldeh. A Sunni man (Arab tribes) killed a Shiaa/Hezb fighter as a revenge for his brother.
— Lebanese Bonkers (@BonkersLebanese) July 31, 2021
The sectarian language online is worrying#علي_شبلي #خلدة #لبنان_ينهار pic.twitter.com/9hQsiaTz3V
وينفذ الجيش اللبناني دوريات مكثفة في المنطقة لإعادة الهدوء إلى المكان بعد ما رافق العملية من تبادل لإطلاق نار من مصادر مختلفة.
وأصدرت قيادة الجيش بياناً أفادت فيه بأنه "أثناء تشييع شبلي، أقدم مسلحون على إطلاق النار باتجاه موكب التشييع، مما أدى إلى حصول اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا وجرح عددٍ من المواطنين وأحد العسكريين، وقد سارعت وحدات الجيش إلى الانتشار في المنطقة وتسيير دوريات راجلة ومؤللة".
وحذرت قيادة الجيش بأنها "سوف تعمد إلى إطلاق النار باتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة وكل من يقدم على إطلاق النار من أي مكانٍ آخر".
اشتباكات في منطقة خلدة#الجيش_اللبناني #LebaneseArmy https://t.co/9URnrWD9Sj pic.twitter.com/QWNbp7PODC
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) August 1, 2021
وطلب الرئيس اللبناني ميشال عون من قيادة الجيش "اتخاذ الإجراءات الفورية بهدف إعادة الهدوء إلى خلدة وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين، وتأمين تنقل المواطنين على الطريق الدولية".
الرئيس عون طلب من قيادة الجيش اتخاذ الاجراءات الفورية لاعادة الهدوء الى خلدة وتوقيف مطلقي النار وسحب المسلحين وتأمين تنقل المواطنين على الطريق الدولية
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) August 1, 2021
وقال عون إن "الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا بد من تعاون جميع الأطراف لتحقيق هذا الهدف".
وتابع رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي الأحداث الجارية في خلدة، وأجرى لهذه الغاية اتصالاً بقائد الجيش جوزيف عون، الذي أكد أن "الجيش سيعزز تواجده في المنطقة لضبط الوضع".
ودعا ميقاتي "أبناء المنطقة إلى الوعي وضبط النفس حقناً للدماء وعدم الانجرار إلى الفتنة والقتل الذي لا طائل منه".
وأصدر "حزب الله" اليوم بياناً علق فيه على مقتل شبلي، معتبراً أنه قضى "بفعل منطق التفلت والعصبية البعيدين عن منطق الدين والدولة"، علماً أن شبلي بقيَ حراً رغم الجريمة التي ارتكبها، في حين تتكثف رسائل "واتساب" من مجموعات تنتمي إلى "حزب الله" تحرّض على الردّ على عملية قتل شبلي انتقاماً له.
وأكد "حزب الله" "رفضه المطلق لكل أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات"، مهيباً بالأجهزة الأمنية والقضائية "التصدي الحازم لمحاسبة الجناة والمشاركين معهم، إضافة إلى ملاحقة المحرضين الذين أدمنوا النفخ في أبواق الفتنة واشتهروا بقطع الطرقات وإهانة المواطنين"، على حدّ قوله.
وشهدت المنطقة في 27 أغسطس/آب 2020 اشتباكات مسلحة في محيط سوبر ماركت الرمال، أدت إلى سقوط قتيلين وعدد من الجرحى، وذلك بين عناصر من "حزب الله" وعشائر عربية يعرفون بـ"عرب خلدة"، وقيل وقتها إنها على خلفية رفع راية لمناسبة عاشورائية، وجرى تطويق الإشكال لمنع تفاقمه، ولا سيما أن المنطقة دائماً تشهد أحداثا أمنية وتوترات إذ تتشابك فيها أحزاب متعددة، وخصوصاً "تيار المستقبل" (يرأسه سعد الحريري)، "الحزب التقدمي الاشتراكي" (برئاسة وليد جنبلاط)، "الحزب الديمقراطي اللبناني" (برئاسة طلال أرسلان)، "حزب الله"، إضافة إلى العشائر وغيرها.