لبنان يعول على نجاح الحراك الدولي رغم رفض نتنياهو

27 سبتمبر 2024
رئيس وزراء لبنان نجيب ميقاتي باجتماع مجلس الأمن / نيويورك 25 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تكثيف الحراك الدبلوماسي في نيويورك: المجتمع الدولي يسعى لإقرار وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان لتجنب حرب إقليمية، استناداً إلى القرار 1701. المبادرة الأميركية-الفرنسية تدعو لوقف إطلاق نار لمدة 21 يوماً لعودة النازحين ووقف الاعتداءات الإسرائيلية.

- التفاؤل اللبناني والضغوط الإسرائيلية: الحكومة اللبنانية مرنة تجاه المبادرة، مع استمرار الضغوط على إسرائيل لقبولها. لبنان يسعى للاستقرار عبر الحلول الدبلوماسية، رغم تراجع نتنياهو تحت ضغوط داخلية.

- الدعم الدولي والبيان المشترك: بيان مشترك من دول عدة يدعو لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً. ماكرون يحذر من تصعيد إقليمي إذا رفض نتنياهو. ميقاتي يواصل لقاءاته الدبلوماسية في نيويورك لدعم تنفيذ القرار 1701.

أوساط حكومية لبنانية: مبادرة وقف إطلاق النار لا تزال قائمة

لبنان أبدى مرونة في التعاطي مع مبادرة التهدئة

المقترح حصل على ضوء أخضر من حزب الله

يتكثف الحراك الدبلوماسي في نيويورك لإقرار اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت في لبنان وإقناع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالمبادرة باعتبارها الحلّ الوحيد لوقف القتال، وتجنّب حرب إقليمية واسعة، وإفساح المجال أمام مفاوضات تعبّد الطريق لإبرام تسوية دائمة قوامها القرار 1701 الذي صدر عن مجلس الأمن وأنهى حرب يوليو/تموز عام 2006.

وعلى وقع دخول العدوان الدموي الإسرائيلي الواسع على لبنان يومه الخامس، تشهد الساحة الدبلوماسية زحمة اتصالات واجتماعات في محاولة للتحذير من التصعيد وتداعياته على لبنان وإسرائيل والمنطقة كلها، ودفع الأطراف باتجاه قبول المبادرة الأميركية- الفرنسية المدعومة والمؤيَّدة دولياً وعربياً.

وتدعو المبادرة إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يوماً، لإفساح المجال أمام المفاوضات الدبلوماسية، التي تركز على تطبيق القرار 1701، ونشر الجيش وقوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) على الحدود، ما يتيح عودة النازحين إلى منازلهم وقراهم، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، وغيرها من النقاط التي ستؤسس لقيام حل طويل الأمد بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي.

في الإطار، تؤكد أوساط حكومية لبنانية لـ"العربي الجديد" أن "مبادرة وقف إطلاق النار في لبنان لا تزال قائمة، ولم تسقط، بانتظار الردّ الإسرائيلي الرسمي عليها"، مشيرة إلى أنّ "تأكيدات أميركية وفرنسية وصلت إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأن الجهود ستتواصل للضغط على إسرائيل من أجل قبول الاتفاق، الذي هو من مصلحة الطرفين، ولا بديل عنه لإنهاء الحرب".

وتشير الأوساط إلى أنّ "التفاؤل اللبناني من نجاح المساعي ارتكز على قبول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو البيان بدايةً"، مشيرة إلى أن إعلان رفضه لاحقاً "ربما جاء في ظل الضغوط الداخلية التي يعاني منها، وأيضاً نعتبرها ضمن الأساليب الإسرائيلية التي اعتُمدت في غزة ولبنان، من المناورة، والضغط، والعرقلة، والتحايل، لكن الوضع الآن مختلف، فهو مأزوم، ورفضه الاتفاق سيظهره أمام العالم، والعاملين على الخطة أميركياً وفرنسياً بشكل أساسي، بأنه الجهة التي ترغب بالتصعيد الشامل وخراب المنطقة".

وقالت الأوساط: "الجهود ستستمر ولن تتوقف، لبنان أبدى مرونة في التعاطي، ما يظهر نياته الجدية بأنه لا يريد الحرب، بل الاستقرار، ومنفتح على مفاوضات دبلوماسية لحلول طويلة الأمد، وهذا جوهر الاتفاق، بوقفٍ مؤقتٍ لإطلاق النار لفترة 21 يوماً، يهدّئ الجبهة، ويمنح فرصة لإجراء مباحثات قوامها القرار 1701، وباقي النقاط باتت معروفة وبُحثت مرات عدة مع الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين والموفدين الفرنسيين، خصوصاً لناحية التعاون بين (يونيفيل) والجيش اللبناني، ودعم المؤسسة العسكرية بهدف تعزيز انتشار عناصرها على الحدود، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية وخروقاتها للبر والبحر والجو اللبناني، وغيرها من النقاط التي ستؤسس للمرحلة المقبلة ولا سيما على صعيد المفاوضات غير المباشرة بشأن الحدود البرية".

وأضافت الأوساط أن "الحل لن يكون عسكرياً، وهو ما تؤكده كل الدول، بل دبلوماسياً، وهو ما سيعيد النازحين من الطرفين إلى بلداتهم، وفي حال رفضت إسرائيل الاتفاق، فهذا يعني أننا سنكون أمام تهجير أكبر، وتصعيد لا نعرف إلى أين سيصل، والمسؤول عنه سيكون الاحتلال"، مشيرة إلى أن "المطلوب أسرع من أي وقت مضى وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة".

وبينما لا يقوم التفاوض مباشرة مع حزب الله، بل عبر رئيس البرلمان نبيه بري بالدرجة الأولى ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فإن الحزب مطلع على مسار المفاوضات، وقبول لبنان "الرسمي" الاقتراح يعني أنه حصل على ضوء أخضر من حزب الله بالسير به، خصوصاً أنّ الأخير سبق أن أعلن أكثر من مرة أنه لا يريد الحرب، وسيوقف إطلاق النار عند إنهاء العدوان على غزة، "وبعدها لكل حادث حديث" ما يعني انفتاحه على المفاوضات الحدودية البرية غير المباشرة.

بيان عربي دولي مشترك: للمصادقة على وقف إطلاق النار في لبنان

في السياق أيضاً، صدر بيان مشترك عن دولة قطر وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والسعودية والإمارات والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيال الوضع بين لبنان وإسرائيل. وقال البيان: "‎الوضع بين لبنان وإسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 لا يُحتمل، ويشكل خطراً غير مقبول لتصعيد إقليمي أوسع، وهذا ليس في مصلحة أحد، لا شعب إسرائيل ولا شعب لبنان".

وأضاف: "‎لقد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكّن المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان، ‎ولكن الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح في خضّم تصعيد هذا الصراع".

ودعت الدول إلى "وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يوماً على امتداد الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، لإفساح المجال للدبلوماسية سعياً للوصول إلى تسوية دبلوماسية تتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، وتفضي إلى التطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2735 بشأن وقف إطلاق النار في غزة".

كذلك، دعت الدول "جميع الأطراف، بما فيها الحكومتان الإسرائيلية واللبنانية، للمصادقة على وقف إطلاق النار مؤقتاً بما يتماشى مع القرار 1701 خلال هذه الفترة، وإعطاء فرصة حقيقية للتوصل إلى تسوية دبلوماسية". وختم البيان: "‎نحن على استعداد لدعم جميع الجهود الدبلوماسية فوراً للتوصل إلى اتفاق بين لبنان وإسرائيل خلال هذه الفترة، والبناء على الجهود التي بُذلت طوال الشهور الماضية، لوضع نهاية لهذه الأزمة برمّتها".

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أنه في حال رفض نتنياهو وقف إطلاق النار، فسيكون قد ارتكب خطأ يحمله مسؤولية تصعيد إقليمي، لافتاً في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في مونتريال إلى أن الاقتراح الذي جرى تقديمه متين، وأعدّ بالتنسيق مع نتنياهو شخصياً والولايات المتحدة وفرنسا.

وتراجع نتنياهو، أمس الخميس، عن قبوله الاتفاق والدعوات الدولية لوقف إطلاق النار مع حزب الله، مؤكداً الاستمرار في توجيه الضربات حتى إعادة السكان إلى الشمال، لكنه عاد وقال، اليوم الجمعة، إن فرقاً إسرائيلية عقدت اجتماعات لمناقشة المقترحات الأميركية أمس، وستواصل المناقشات في الأيام المقبلة.

وواصل رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي لقاءاته الدبلوماسية المكثفة في نيويورك في إطار العمل على وقف العدوان الإسرائيلي المتمادي على لبنان. وعقد ميقاتي سلسلة اجتماعات، من بينها لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، بحث أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 ومساهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان في الحفاظ على الاستقرار. وطلب ميقاتي دعماً طارئاً من منظمات الأمم المتحدة الإنسانية لدعم لبنان في هذه المرحلة.