لودريان في لبنان.. حراك "مُكرّر" على وقع أعنف تصعيد إسرائيلي

23 سبتمبر 2024
لقاء الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان وقائد الجيش اللبناني (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان**: يعقد لودريان لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين لمناقشة الأوضاع العامة وتصاعد العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، بعد اتصال بين ماكرون وبري.
- **تفاقم الأوضاع الإنسانية في لبنان**: العدوان الإسرائيلي أدى إلى استشهاد 274 شخصاً وجرح 1024 آخرين، ونزوح آلاف الأشخاص. المجتمع الدولي مطالب بالضغط على إسرائيل لوقف جرائمها.
- **مواقف ودعوات لودريان**: يشدد لودريان على ضبط النفس والتوصل إلى حل دبلوماسي، مؤكداً دعم فرنسا للبنان وجيشه، وبحث ملفات مثل رئاسة الجمهورية.

يعقد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، مساء اليوم الاثنين، وغداً الثلاثاء، سلسلة لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين في بيروت على وقع تغيّر قواعد الاشتباك بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وتوسّع رقعة العمليات العسكرية المتبادلة، خصوصاً في ظلّ رفع إسرائيل منسوب مجازرها "العسكرية" و"الإلكترونية" في لبنان.

وأسفر العدوان الإسرائيلي الواسع، منذ ساعات صباح اليوم الاثنين ولغاية الساعة السادسة مساءً، سواء في الجنوب أو البقاع، عن استشهاد 274 وجرح 1024، وذلك في محصّلة غير نهائية صادرة عن وزارة الصحة اللبنانية، وهي الأعلى منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث إنّ مجموع عدد شهداء العدوان من تاريخ بدء المواجهات حتى شهر أغسطس/آب الماضي لم يتخطّ الـ600، عدا عن تسجيل آلاف النازحين "الجُدد" من المناطق الجنوبية التي كانت تُعدّ "آمنة" وخارج قواعد الاشتباك.

واستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والاعتداءات الإسرائيلية التي تطاول مختلف المناطق اللبنانية.

وأشاد لودريان "بدور الجيش خلال المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد"، مؤكداً استمرار دعمه.

من جهتها، قالت مصادر مقرّبة من رئاسة البرلمان اللبناني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "لودريان سيلتقي الرئيس نبيه بري غداً الثلاثاء، كما مسؤولين لبنانيين، لبحث التطورات العسكرية التي يشهدها لبنان، خصوصاً في الساعات الماضية، لكن لا علم لدينا عمّا إذا كانت بيده مبادرة معينة".

وأشارت المصادر إلى أنّ "زيارة لودريان تأتي أيضاً بعد اتصال هاتفي تلقاه بري من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضين جدّد خلاله موقف فرنسا المؤازر والداعم تجاوزَ الأوضاع الراهنة التي يمرّ بها لبنان، كما كان هناك تحذير فرنسي من خطورة الوضع وانعكاساته على المنطقة، ودعوة للتهدئة وعدم التصعيد".

وقالت المصادر إنّ "فرنسا سبق أن قدّمت مبادرة أولى وأخرى معدّلة لوقف إطلاق النار، وكان لها الجواب اللبناني بضرورة وقف العدوان أولاً على غزة، وهي ستستمع إلى الموقف نفسه، المُكرّر، مع تشديدٍ أكثر على ضرورة أن تتكثف الجهود الدولية وتكون أكثر جدية في هذا المسار، ووقف جرائم العدو ومجازره التي تطاول أيضاً لبنان وشعبه".

وأشارت المصادر إلى أنّ "على المجتمع الدولي أن يضغط على إسرائيل لوقف جرائم الإبادة التي ترتكبها بحق أهالي غزة ولبنان، وتتحرك بشكل سريع لأجل هذه الغاية، لأن الوقت يمرّ، وكلما تأخر، زاد الوضع سوءاً، من هنا أهمية الإسراع في وضع حدٍّ للمجازر الإسرائيلية"، لافتة إلى أن "المجتمع الدولي لا يقوم بدوره كما يجب، وكل الحراك حتى الساعة لم يؤتِ نتيجة في ظلّ استمرار جرائم العدو".

اجتماعات لودريان: دعوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس

بدوره، قال مصدرٌ دبلوماسيٌّ في السفارة الفرنسية في بيروت، لـ"العربي الجديد"، إنّ "لودريان سيبحث مع المسؤولين اللبنانيين آخر التطورات التي تشهدها الساحة اللبنانية على الصعيد الأمني العسكري، وسيحمل رسالة تضامن إلى الشعب اللبناني؛ والتي سبق أن عبّر عنها الرئيس ماكرون، وسينقل الدعم الفرنسي المستمرّ للبنان ولمؤسساته وجيشه، كما سيجرى التطرق إلى ملفات واستحقاقات أخرى، منها رئاسة الجمهورية".

وأشار المصدر إلى أنّ "لودريان سيشدد على ضرورة أن تضبط جميع الأطراف النفس وتعرف مدى خطورة ما يحصل وتداعياته الكارثية على المنطقة ككل، وسيجدد الدعوة إلى ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي، الذي وحده يمكنه أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار، وليس الحل العسكري، مع الدعوة أيضاً إلى ضرورة التزام الأطراف بجميع القرارات الدولية وضمنها القرار 1701".

ولفت المصدر إلى أنّ "فرنسا سبق أن قدمت أفكاراً واقتراحات للبنان لوقف إطلاق النار، وأدخلت تعديلات عليها في ظلّ حرصها على ضرورة عودة الاستقرار، وبذلها كل الجهود الممكنة في هذا السبيل، وهي ستبقى جاهزة للمبادرة وتقديم كل المساعدة الممكنة للتوصل إلى حلّ ينهي الصراع".

في الإطار، يقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" (يرأسها الرئيس نبيه بري) النائب قاسم هاشم لـ"العربي الجديد": "لا نعرف حتى الساعة ما يحمله الموفد الرئاسي الفرنسي، وننتظر لنبني على الشيء مقتضاه، لكن كما هو معروف، فهو وسيط بما يختصّ بالملف اللبناني، وخاصة رئاسة الجمهورية، الذي تمرّس به واطلع على كلّ ملفاته، وكانت له اتصالات مع الكثيرين من المعنيين على مستوى المنطقة والعالم ولقاءات مؤخراً مع المبعوثين الأميركي والسعودي وغيرهما، مع تفعيل الملف الرئاسي أيضاً".

النائب قاسم هاشم: لا نعرف حتى الساعة ما يحمله الموفد الرئاسي الفرنسي، وننتظر لنبني على الشيء مقتضاه

وأضاف هاشم: "مع العلم أنه بعد المستجدات والتطورات الأخيرة، أصبح الملف الأمني يتقدم على غيره من الملفات، خصوصاً لدى الموفدين الذين عليهم أن يسعوا لوضع حدّ للعدو الإسرائيلي لما يرتكبه من شراسة وهمجية ومجازر وحرب إبادة".

ويرى هاشم أن "لبنان يعيش حرباً بكل ما للكلمة من معنى منذ ما يقارب السنة، لكنها توسعت اليوم أكثر واشتدت وتيرتها، فنحن أمام عدو همجي يمارس كل أشكال العدوان، وعلينا ألا نستغرب هذه الهمجية التي نراها اليوم، حيث استشهد ما يزيد عن 180 شهيداً وسقط مئات الجرحى في أقلّ من 24 ساعة (زادت الحصيلة إلى 274 شهيداً و1024 جريحاً).

واستدرك بالقول: "ولكن يبقى السؤال، لماذا العدو متفلت بهذا الشكل، وكأننا وصلنا إلى مرحلة يمكن أن نطلق عليها شرعة الغاب، ولا أحد يتصدّى له أو يدين جرائمه أو يضع له الضوابط، وبالتالي الحماية والدعم الدولي أصبحا فاضحين له".

وحمّل هاشم "المجتمع الدولي المسؤولية لما يحصل، فلا حراكه الانفرادي نفع ولا كذلك حراك المنظمات الدولية من مجلس الأمن وغيره، حتى في اجتماعه الأخير الذي عُقد بدعوة من لبنان، لم تكن هناك إدانة لمجازر العدو، ما يعني أن هناك شراكة للمجتمع الدولي مع إسرائيل، وهو يتحمّل المسؤولية الكاملة عن العدوان".

وشدد النائب على أن "المقاومة قالت كلمتها والجبهة ستبقى مساندة لغزة حتى وقف العدوان عليها، وقد يكون هناك حلّ لكن السؤال يبقى وفق أي أسس وقواعد"، لافتاً إلى أنّ "ما حصل اليوم وفي الساعات الأخيرة يبقي الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات، وطبعاً قد ننتظر تصعيداً ونتوقع أي إجرام ممكن أن يقدم عليه العدو الإسرائيلي".

المساهمون