- قوات الاحتلال أجبرت أصحاب المحال التجارية على إغلاقها ونقل مركباتهم لتأمين اقتحام المستوطنين، مع استخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع لتفريق الفلسطينيين.
- الاقتحام يخالف اتفاقية الخليل الموقعة عام 1997 بين الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية، مع مشاركة الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير في احتفالات المستوطنين، مما يشير إلى محاولة فرض وقائع جديدة تخالف الاتفاقيات السابقة.
اقتحم مئات المستوطنين، اليوم الخميس، أحياءً في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوبيّ الضفة الغربية، واستباحوا عدداً من أحيائها، وذلك بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وتركز الاقتحام في منطقة باب الزاوية، وشارع بئر السبع بمدينة الخليل، تزامناً مع إغلاق المسجد الإبراهيمي في الخليل، منذ صباح أمس، بحجّة الاحتفال بالأعياد اليهودية.
وقال الناشط في تجمع شباب ضد الاستيطان، عيسى عمرو، في حديث مع "العربي الجديد" إن قوات الاحتلال أجبرت أصحاب المحال التجارية في البلدة القديمة، وباب الزاوية، شارع واد التفاح القديم، وشارع بئر السبع على إغلاق أبوابها، ونقل مركباتهم من الطريق، تمهيدًا لتأمين اقتحامات المستوطنين القادمين من مستوطنات "كريات أربع، وتل الرميدة، وبيت رومانو" المقامة على أراضي الخليل.
وفي أعقاب الاقتحام، الذي طاول شارع بئر السبع، وصولًا إلى منزل فلسطيني، يزعم الاحتلال وجود كهف فيه ليهودي سكن فيه قبل مئات السنين يدعى "كهف أوثينال بن كانس"، أطلق جنود الاحتلال القنابل الصوتية، والغاز السام المسيل للدموع لتفريق تجمعات الفلسطينيين وسط مدينة الخليل.
وبحسب عمرو، فإن "اللافت في اقتحام اليوم استباحة المستوطنين لمناطق لا علاقة لهم بها وفق أي اتفاقيات، ولم يتم اقتحامها في أوقات سابقة، في منطقتي دوار الكرنتينا، ودوار الرحمة شماليّ البلدة، وهي أماكن تبعد عن التجمعات الاستيطانية، بالإضافة إلى وصول جيش الاحتلال إلى منطقة دوار الصحة وسط مدينة الخليل".
وتابع أن ذلك يوحي بأن الاحتلال يعمل على فرض وقائع جديدة تخالف ما اتفق عليه بين الاحتلال الإسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية في اتفاقية الخليل عام 1997، حيث لم تنص الاتفاقية على أنه يحق للمستوطنين اقتحام هذه المناطق التي لا تصنف "H2" أو "ج".
وأوضح أن "الاحتلال يخالف اتفاقية الخليل التي نصت على أن لا تُمس الأماكن الدينية وأن لا تنتهك، ولا سيما أن الوزير الإسرائيلي المتطرف بن غفير، شارك في احتفالات المستوطنين داخل المسجد الإبراهيمي، ويدعم أي توجه لخرق الاتفاقيات التي تتحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية التشبث بها حتى اليوم". وتابع عمرو: "مشكلة أخرى في اقتحام اليوم أنها كانت أمام أعين الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي لم تتخذ موقفًا من توسع مناطق الاقتحام، أو إجبار الناس على مغادرة المنطقة، وكأنهم باتوا يقبلون واقعًا جديدًا فرضه بن غفير".
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت، صباح أمس الأربعاء، المسجد الإبراهيمي في وجه المصلين المسلمين، وتركته متاحاً بشكل كامل أمام المستوطنين من الجماعات الدينية اليهودية التي أدت فيه طقوساً تلمودية، حيث يستمر الإغلاق حتى مساء اليوم.