ما دور الوحدة 8200 الإسرائيلية في انفجارات أجهزة اتصال حزب الله؟

18 سبتمبر 2024
انفجار جهاز راديو في مدينة بعلبك اللبنانية، 18 سبتمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **الهجوم على أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله ودور الوحدة 8200**: شهد لبنان هجوماً على أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله، بمشاركة الموساد والوحدة 8200، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد. استغرق الإعداد أكثر من عام وتضمن زرع متفجرات.

- **قدرات الوحدة 8200 وإنجازاتها**: الوحدة 8200 تُعتبر من أبرز وحدات المخابرات العسكرية الإسرائيلية، مشهورة بقدراتها في جمع المعلومات والدفاع الإلكتروني. ساعدت في إحباط هجمات إرهابية وشاركت في هجوم ستوكسنت.

- **ثقافة العمل في الوحدة 8200 وتأثيرها على قطاع التكنولوجيا**: تتميز بثقافة تشدد على التفكير المبتكر، مما ساعد خريجيها في بناء قطاع التكنولوجيا المتقدمة في إسرائيل. تعتمد على معدل إحلال مرتفع للمجندين الشبان.

سلّط الهجوم على أجهزة الاتصالات الخاصة بحزب الله في لبنان، الضوء على وحدة المخابرات في جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تحمل اسم "الوحدة 8200" التي قال مصدر أمني غربي إنها شاركت في التخطيط للعملية.

والتزم المسؤولون الإسرائيليون الصمت بشأن انفجارات أجهزة لاسلكية لعناصر في حزب الله أدت إلى استشهاد 12 شخصاً في لبنان أمس الثلاثاء وإصابة الآلاف من عناصر حزب الله، بينما استشهد 14 شخصاً وأصيب أكثر من 450 آخرين، اليوم الأربعاء، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة اللبنانية.

وأبلغ مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر "رويترز" أن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مسؤول عن عملية معقدة لزرع كمية صغيرة من المتفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال (بيجر) طلبها حزب الله. وأبلغ مصدر أمني غربي "رويترز" أن الوحدة 8200 وهي وحدة عسكرية ليست تابعة للموساد، شاركت في مرحلة تطوير العملية ضد حزب الله استغرق الإعداد لها أكثر من عام. وقال المصدر إن الوحدة شاركت في الجانب الفني لاختبار كيفية إدخال المواد المتفجرة داخل عملية التصنيع.

وامتنع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق. ولم يردّ مكتب رئيس الوزراء الذي يشرف على الموساد على طلب للتعقيب حتى الآن. وقال يوسي كوبرفاسر، وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية ومدير أبحاث في "منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي"، إنه لا يوجد تأكيد لتورط وحدة المخابرات العسكرية في الهجوم. لكنه قال إن أعضاء الوحدة 8200 هم "من أفضل وألمع الأفراد في الجيش الإسرائيلي، ويخدمون في وحدة في قلب القدرات الدفاعية لإسرائيل". وقال: "التحديات التي يواجهونها هائلة وصعبة للغاية، ونحن بحاجة إلى أفضل الأشخاص للمشاركة في ذلك".

وتطور الوحدة، وأعضاؤها من الجنود الشباب المختارين بعناية، أدوات جمع المعلومات المخابراتية وتديرها، وغالباً ما يتم تشبيهها بوكالة الأمن القومي الأميركية. وفي بيان عام نادر عن أنشطة الوحدة، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في عام 2018، إنه ساعد في إحباط هجوم جوي من قبل تنظيم داعش على دولة غربية. وفي ذلك الوقت، قال الجيش إن عمليات الوحدة تراوح من جمع المعلومات الاستخباراتية والدفاع الإلكتروني إلى "الهجمات والضربات التكنولوجية".

وذكرت تقارير أن الوحدة 8200 شاركت في هجوم ستوكسنت الذي عطل أجهزة الطرد المركزي النووية الإيرانية، رغم عدم إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي لمشاركته في الهجوم. وشاركت الوحدة أيضاً في سلسلة من العمليات البارزة الأخرى خارج دولة الاحتلال.

مجندون شبان في الوحدة 8200

الوحدة هي في الواقع نظام الإنذار المبكر في دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتتحمل جانباً من المسؤولية عن الفشل في اكتشاف هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت على جنوب دولة الاحتلال، شأنها شأن معظم بقية مؤسسات الدفاع والأمن. وقال قائدها الأسبوع الماضي إنه سيتنحى. وذكر في رسالة استقالته التي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه لم ينجز مهمته. وتشتهر الوحدة بثقافة العمل التي تشدد على التفكير خارج الصندوق لمعالجة القضايا التي لم تسبق مواجهتها أو تصورها. وقد ساعد هذا بعض خريجيها في بناء قطاع التكنولوجيا المتقدمة في دولة الاحتلال الإسرائيلي وبعض أكبر شركاتها.

وقال آفي شوا، وهو خريج من الوحدة 8200 وشارك في تأسيس أوركا سيكيوريتي، وهي شركة ناشئة في مجال الأمن السحابي: "سواء كانت مشكلة تتعلق بضعف البرمجيات أو الرياضيات أو التشفير أو مشكلة اختراق شيء ما... يجب أن تكون قادراً على القيام بذلك بنفسك".

وقال كوبي سامبورسكي، وهو عضو سابق آخر في 8200 وشريك إداري في جاليلوت كابيتال بارتنرز، وهو صندوق يستثمر في الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، إن الوحدة لديها معدل إحلال مرتفع للمجندين الشبان محل المحاربين القدامى. وأضاف سامبورسكي: "الأمر الأكثر أهمية هنا هو ثقافة (القدرة على إنجاز المهام)، حيث كل شيء ممكن".

(العربي الجديد، رويترز)