غادر وفد من حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" القاهرة، اليوم السبت، بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية على مدار يومين.
وبحسب مصادر مصرية، فإن الوفد الذي حمل طابعاً سياسياً رسمياً انخرط في مفاوضات بشأن اتفاق الهدنة الذي ترعاه القاهرة بين الفصائل في القطاع، وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت المصادر، في أحاديث خاصة لـ"العربي الجديد" شريطة عدم كشف هويتها، إن الوفد الذي قاده عصام الدعليس رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة، وصل إلى مصر عبر بوابة رفح، للحديث بشأن الملفات الاقتصادية وإعادة الإعمار الذي تشرف عليه القاهرة في القطاع.
ومؤخراً تصاعد الجدل حول فرق إعادة الإعمار المصرية الموجودة في قطاع غزة، ففيما أشارت تقارير صحافية من القطاع إلى سحب مصر للفرق الهندسية المنفذة للمشروعات هناك، أكدت مصادر مصرية خاصة عدم صحة ذلك، فيما لفتت مصادر فلسطينية إلى مخاوف متعلقة بطبيعة الأدوار التي تقوم بها تلك الفرق هناك، وتجاوزها للمهام الموكلة لها، لافتة إلى أن تلك الأطقم باتت تمثل قيوداً على أعمال المقاومة.
ووفقاً للمصادر المصرية فإن الوفد الذي قاده الدعليس بحث عملية إعادة الإعمار ومدى ارتباطها بملف التهدئة مع الاحتلال، ومدى ارتباط تلك التهدئة بالأوضاع في القدس.
ورغم أن الوفد في ظاهر مهمته متعلق بالجوانب الاقتصادية، إلا أنه جرى التأكيد من الجانب المصري على ضرورة الالتزام بالتهدئة، وعدم الانخراط في أية أعمال من شأنها إثارة أزمات جديدة في المنطقة، خاصة على ضوء تصاعد التوتر بين تل أبيب، وإيران في أعقاب عملية اغتيال القيادي بـ"الحرس الثوري" الإيراني حسن صياد خدايي.
وبحسب المصادر فإن الوفد كان محملاً برسالة من المستوى السياسي في حركة "حماس"، متعلقة بأن أي مساس بالمسجد الأقصى خلال "مسيرة الأعلام" الإسرائيلية الأحد لن يكون أي اتفاق بشأن التهدئة مجدي في منع الرد عليه. وشدد الوفد، وفقاً للمصادر ذاتها، على أن مسألة القدس بالنسبة للفصائل، وعلى رأسها حركة "حماس"، تتساوى تماماً مع مسألة التصعيد في غزة، مضيفة أن كليهما في ميزان المقاومة يستوجب الرد بأقصى قوة.
وأوضحت المصادر أن هناك خط اتصالات مفتوحة بين القاهرة وتل أبيب منذ الأسبوع الماضي، في ظل مخاوف إسرائيلية متصاعدة بشأن طبيعة الرد الإيراني على خطوة اغتيال خدايي، وخشية تنفيذ طهران رد عبر حلفائها في المنطقة.
من جهة أخرى، قالت المصادر إن مباحثات الوفد في القاهرة تناولت آلية العمل على معبر رفح، والتبادل التجاري، والأسعار الجديدة التي حددتها القاهرة لعدد من السلع التي تدخل القطاع عبر مصر، وفي مقدمتها حديد التسليح والأسمنت.
في غضون ذلك قال نائب وزير جيش الاحتلال ألون شوستر، اليوم السبت، إن الجيش والمؤسسة الأمنية سيعملان على زيادة أعداد العمال من الضفة الغربية وقطاع غزة للعمل في الداخل المحتل، موضحاً "بأنهم يسعون لزيادة كبيرة في عدد العمال الفلسطينيين الذين يدخلون الداخل من الضفة وغزة". وتأتي تصريحات شوستر في وقت تسعى فيه حكومة الاحتلال برئاسة نفتالي بينت الضغط على قطاع غزة لمنع انخراط القطاع في أي تصعيد خلال الفترة المقبلة.