محتجون يحرقون مركزاً للشرطة الفلسطينية بعد اعتقالها مقاوماً يطارده الاحتلال الإسرائيلي
أضرم محتجون، الليلة الماضية، النار في مركز للشرطة خلال احتجاجات شهدتها بلدة جبع (جنوب جنين) بسبب استمرار الأمن الفلسطيني في اعتقال قائد "كتيبة جبع - سرايا القدس"، مراد ملايشة (34 عاماً)، الذي يطارده الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر عديدة.
وملايشة أسير محرر أمضى 12 عامًا في سجون الاحتلال، بينما اعتقلته الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومرافقه محمد براهمة عند حاجز طيار للأمن الوطني قرب طوباس (شمال شرق الضفة الغربية) الليلة ما قبل الماضية، خلال توجههما لدعم المقاومين في جنين.
ويأتي ذلك بينما تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، الذي بدأته فجر أمس الاثنين، وأسفر عن تسعة شهداء ونحو مائة جريح، بينهم 20 بحالة خطيرة، إضافة إلى شهيد في البيرة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي التفاصيل، قال عمه أحمد ملايشة، لـ"العربي الجديد" إن ابن أخيه أبلغ الأجهزة الأمنية بأنه مطارد للاحتلال الإسرائيلي لتفادي اعتقاله، مضيفا أن ضابطاً في الأمن الفلسطيني أصرّ على اعتقاله بعدما استدعى قوات خاصة سلّمته بعد ذلك لجهاز المخابرات العامة في طوباس.
وتابع ملايشة: "صباح أمس، زرنا مراد في سجن الأجهزة الأمنية وأبلغنا أنه مضرب عن الطعام إلى حين الإفراج عنه دون قيد أو شرط، وأنه رفض الاشتباك والمواجهة مع عناصر الأجهزة الأمنية حفاظًا على الدم الفلسطيني رغم أنه كان بكامل عتاده العسكري".
وترى عائلة ملايشة وفق عمّ المطارد، خطورة على حياة مراد حال استمرار اعتقاله، رغم أن الأجهزة الأمنية بررت الاعتقال بأنه لحمايته من الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف أنهم عقدوا جلسة مع مدير جهاز المخابرات العامة في طوباس عصر أمس، الذي وعدهم بالإفراج عن مراد بعد الساعة السابعة من مساء أمس.
ودفع عدم تنفيذ الأجهزة الأمنية لوعدها بالإفراج عن مراد ملايشة، ونقله بدلا من ذلك لسجن أريحا (شرق الضفة الغربية) أهالي بلدة جبع للخروج والتجمهر أمام مقر الشرطة في البلدة. وأطلقت الأجهزة الأمنية النار صوب الشبان المحتجين، الذين ردّوا بإلقاء الزجاجات الحارقة.
من جهتها، قالت الشرطة الفلسطينية، في بيان اليوم، إن "أشخاصاً خارجين عن القانون قاموا بالاعتداء على المركز، حيث أطلقوا النار بكثافة باتجاهه وقاموا بحرق المركبات غير القانونية المضبوطة في ساحته".
وأشارت الشرطة الى أنه تم تحديد عدد من المعتدين والذين سيتم إحضارهم وتقديمهم للعدالة بالتعاون مع أجهزة الأمن.
وكشف عمّ المطارد ملايشة، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعطى تفويضًا لنائبه في حركة "فتح" محمود العالول بمتابعة ملف ملايشة والاشتباكات في بلدة جبع. وأضاف أن العالول أبلغ العائلة بذلك، كما أن وجهاء العشائر في البلدة بادروا بالمشاركة في حل القضية.
وأضاف: "نحرص كعائلة على الشعب الفلسطيني، ونقدر الأمن الفلسطيني عندما يقوم بواجبه، لكن أن يعترض طريق المقاومين ويلاحقهم في وقت يرتكب الاحتلال مجازر بمخيم جنين، فهذا مرفوض، ومراد مطارد، ومكانه في عرينه ببلدة جبع، وما دون ذلك بالنسبة لنا مرفوض، ونأمل خلال الساعات المقبلة أن تترجم مبادرات الحل على أرض الواقع".