استمع إلى الملخص
- جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن مقتل 650 جنديًا منذ بدء الحرب على غزة، مع تشديد الهجمات على مخيم الشابورة الذي يضم نحو 40 ألف مواطن.
- مخيم الشابورة ومدينة رفح تعرضا لتدمير كبير وقوة نارية هائلة منذ بدء العملية البرية، مما أجبر أكثر من مليون فلسطيني على النزوح.
منذ العملية التي نفذتها كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، في مخيم الشابورة بمدينة رفح الفلسطينية المحاذية للحدود المصرية يوم الاثنين الماضي، والتي أسفرت عن مقتل أربعة جنود إسرائيليين في تفجير منزل مفخخ، أصبح المخيم الصغير الذي لا تزيد مساحته عن 15 كيلومتراً مربعاً مسرحاً لعمليات انتقامية إسرائيلية أشد وطأة من سابقاتها.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، في بيان له، مقتل أربعة جنود من لواء جفعاتي بانهيار منزل مفخخ في رفح جنوبي قطاع غزّة، عقب تفجير عبوات ناسفة فيه، إلى جانب إعلانه عن إصابة آخرين، أحدهم بجراح متوسطة، فيما وصفت جراح الخمسة الآخرين وبينهم ضابط بالخطيرة. وبحسب آخر إحصائية نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي على موقعه الرسمي، فقد ارتفع عدد قتلى جيش الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة إلى 650 جندياً، منهم 298 منذ بدء العملية البرّية داخل قطاع غزة. وكانت كتائب القسام قد أعلنت، الاثنين، عن تمكّن مقاتليها من تفجير منزل مفخخ في قوة إسرائيلية تحصنت بداخله في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، مؤكدة إيقاع أفراد القوة بين قتيل وجريح.
ومنذ الإعلان الإسرائيلي عن عدد القتلى والجرحى من لواء جفعاتي، شدّد جيش الاحتلال من هجماته الجوية والبرية على مخيم اللاجئين الذي كان يضم نحو أربعين ألف مواطن في الوضع الطبيعي، واستهدف الاحتلال في الساعات الأخيرة المخيم ومحيطه بعشرات قذائف المدفعية مع إرساله التعزيزات العسكرية إلى المنطقة. وقال مسؤولون وناشطون محليون لـ"العربي الجديد" إنّ جيش الاحتلال وسع من عمليته البرية وتقدمه في مخيم الشابورة للاجئين، تحت غطاء ناري كثيف من خلال القصف المدفعي والاستهداف بالطائرات المسيّرة وتفجير المنازل وقصفها. وسُجل تدمير كلي لنحو خمسة مربعات سكنية، وفق توثيق ناشطين فلسطينيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وعلى غرار باقي المناطق، تعرض مخيم الشابورة وسط مدينة رفح لتدمير كبير وقوة نارية هائلة منذ بدء العملية البرية الواسعة في المدينة التي كانت تضم بين مخيماتها وأحيائها أكثر من مليون فلسطيني أجبروا على النزوح منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، للمنطقة المحاذية للحدود المصرية. ومخيم الشابورة شيدته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بعد نحو عامين من النكبة الفلسطينية عام 1948، وعانى كما مخيمات اللاجئين الأخرى في قطاع غزة من تهميش وضعف شديد في إنشاءات البنية التحتية والخدمية رغم المطالبات الكثيرة.
وسكان المخيم، وهو جزء من مخيم رفح الأوسع الذي أقيم في مدينة رفح، قبل الحرب الحالية، كانوا مقسمين من القرى والبلدات التي هجر منها الأجداد والأباء من فلسطين التاريخية قرب قطاع غزة. كما شهد مخيم الشابورة بالإضافة إلى كمين كتائب القسام الذي وقع فيه جنود الاحتلال من لواء جفعاتي، شهد منذ بدء العملية البرية على مدينة رفح قبل أكثر من شهر اشتباكات مسلحة وعمليات إطلاق قذائف هاون وضربات صواريخ قصيرة المدى، وفق بيانات متعددة تصدر بشكل يومي عن فصائل المقاومة الفلسطينية.