مرشحون مناصرون لغزة يفوزون في انتخابات مجلس العموم البريطاني.. تعرّف إليهم

05 يوليو 2024
جيريمي كوربين متحدثاً بعد فوزه بالانتخابات، إسلينغتون 5 يوليو 2024 (جاي سمولمان/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **فوز المرشحين المستقلين المناصرين للقضية الفلسطينية:** بفضل حملات الجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا، فاز خمسة مرشحين مستقلين في انتخابات مجلس العموم البريطاني، من بينهم جيريمي كوربين.

- **دعم الأحزاب الأخرى للقضية الفلسطينية:** فاز نواب من أحزاب أخرى داعمة للقضية الفلسطينية، مثل زعيمة حزب الخضر كارلا دينر وزعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين إد ديفي، مما زاد من تمثيلهم في مجلس العموم.

- **مواقف حزب العمّال تجاه القضية الفلسطينية:** رغم فوز حزب العمّال بـ 412 مقعداً، إلا أن زعيمه كير ستارمر له مواقف منحازة لإسرائيل، مما أثار انتقادات واسعة.

ساهمت الحملات التي أطلقها ناشطون من الجاليات العربية والمسلمة في بريطانيا بفوز خمسة مرشحين مستقلين مناصرين للقضية الفلسطينيّة في انتخابات مجلس العموم البريطاني، من ضمنهم زعيم حزب العمّال السابق جيريمي كوربين، الذي ترشّح مستقلاً لأول مرّة. وحاز كوربين، الذي أطلق حملة من "لا شيء" كما كان يقول في أكثر من مناسبة، على أكثر من 24 ألف صوت، وهي نتيجة أعلى مما حققه زعيم الحزب الحالي، كير ستارمر، في دائرته الانتخابية في هولبورن وسانت بانكريس في لندن، حيث حاز على نحو 19 ألف صوت.

وفاز كوربين في منطقته الانتخابيّة في إسلينغتون نورث في لندن، وهي منطقة كان حزب العمّال يمثلها لقرابة أربعين عاماً، وبذلك تمكن كوربين من تحقيق نصر على محاولات إخراجه من مجلس العموم بعد إخراجه من حزب العمّال، واعتمد في حملته على مئات المتطوعين، حتى من خارج دائرته، الذين تجندوا لدعم الزعيم الذي يُعتبر رمزاً للحركات اليساريّة وأبرز الشخصيات البريطانيّة الداعمة للقضيّة الفلسطينيّة، كما يُعتبر نائباً متأصلاً في منطقته التي خرجت لدعمه وللاعتراف بالدور الذي لعبه تاريخياً لأجل المواطنين.

أما المرشحون المستقلون الآخرون الذين فازوا في انتخابات مجلس العموم البريطاني وتمكنوا من انتزاع مقاعد من ممثلي حزب العمّال، فهم شوكت آدم في ليستر ساوث، أيوب خان في برمنغهام وبيري بار، وعدنان حسين في بلاكبيرن، وإقبال محمد في ديوسبري وباتلي، وذلك بعد حملات دعت لتوحيد الأصوات الداعمة لغزّة ولمعاقبة حزب العمّال والمحافظين، مثل حملة الصوت العربي وحملة الصوت المسلم.

وتُعتبر بعض هذه النجاحات ضربة موجعة بالنسبة لحزب العمّال بسبب الشخصيات العمّالية التي خسرت مقاعدها، والتي كان منها من هو متوقع أن يكون في الصفوف الأمامية في حكومة كير ستارمر، مثل الوزير في حكومة الظل جون أشورث عن دائرة مدينة ليستر. كما كادت وزيرة الصحة في حكومة الظل والوزيرة الحالية ويس ستريتنغ أن تخسر مقعدها بعد تنافس شديد خاضته ضد الشابة الفلسطينيّة البريطانيّة ليان محمد التي نقصها أكثر من 500 صوت إضافي لتظفر بمقعد منطقة نورث إلفورد في لندن.

وإلى جانب المستقلين، حملت انتخابات مجلس العموم البريطاني نواباً من أحزاب أخرى مناصرين للقضيّة الفلسطينيّة، ومنهم زعيمة حزب الخضر كارلا دينر، التي فازت بمقعد عن مدينة برستول مع ارتفاع تمثيل حزب الخضر لأربعة نواب، وهو الحزب الذي صوّت مع وقف إطلاق النار في غزّة، ويتبنى مواقف واضحة داعمة لفلسطين. كذلك، حصل زعيم حزب الليبراليين الديمقراطيين إد ديفي على دعم المناصرين للقضية الفلسطينيّة وجرت الدعوة للتصويت له، كون حزبه كان مع وقف إطلاق النار خلال تصويت مجلس العموم البريطاني على ذلك العام الماضي، وهو الحزب الثالث الآن في مجلس العموم بعد المحافظين بعدما حقق نتيجة مفاجئة تمثلت بحصوله على 71 مقعداً، بالإضافة لعدد من نواب الأحزاب الصغيرة الأخرى لديهم مواقف متعاطفة مع القضيّة الفلسطينيّة.

وحتى داخل حزب العمّال، هناك عدد من الشخصيّات التي صوتت مع وقف إطلاق النار، وستكون الأنظار الآن مسلطة على نواب الحزب الجدد الذين حصلوا على 412 مقعداً في انتخابات مجلس العموم البريطاني الأخيرة. كما أن حزب العمّال في اسكتلندا حقق نجاحاً مفاجئاً هناك، وكان لزعيم حزب العمّال في اسكتلندا أنس ساروار مطالبات في السابق من ستارمر بتبني موقف وقف إطلاق النار، الأمر الذي فعله الأخير أخيراً بشكل متذبذب.

يذكر أن رئيس الحكومة الجديد كير ستارمر له العديد من المواقف المنحازة لإسرائيل تحت ذريعة "حق الدفاع عن النفس"، أبرزها كانت عندما برر خلال مقابلة تلفزيونيّة مع قناة إل بي سي البريطانيّة قطع إسرائيل الماء والغذاء والكهرباء عن قطاع غزّة. وحتّى اليوم، لم يعتذر عن تصريحاته، فيما حاول تبريرها على أنها فهمت بشكل خاطئ. ويرفض ستارمر توصيف ما يحصل في قطاع غزّة على أنه إبادة جماعيّة، مع العلم أن ستارمر نفسه كان ضمن الفريق القانوني لكرواتيا في محكمة العدل الدوليّة خلال عمله محامياً، ضمن الدعوى التي قدّمتها كرواتيا بتهمة الإبادة الجماعية ضد صربيا.

وكان الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، من أوائل الرؤساء المهنئين لستارمر حتّى قبل صدور النتيجة النهائية وقبل تنصيب ستارمر رئيساً للحكومة بشكل رسمي، وستكون الأنظار خلال الأيام والأسابيع القريبة مسلطة نحو تعامل حكومة ستارمر الجديدة مع "الملف الفلسطيني/ الإسرائيلي"، مع تخوفات داخل حكومة بنيامين نتنياهو من تشدد بسيط ضد إسرائيل بحسب القناة 14 الإسرائيليّة. وتتمثل هذه التخوفات بملف المحكمة الجنائية الدولية، إذ أعلن ديفيد لامي الذي أصبح اليوم وزير الخارجية، الشهر الماضي، أن المملكة المتحدة ستمتثل لطلب المحكمة في ما يخص مذكرات الاعتقال التي من المتوقع أن تصدرها بحق قادة إسرائيليين وقادة من حماس.

وقال لامي، الذي ظل بعيداً عن الأضواء خلال الحملة الانتخابية، اليوم الجمعة، حين سُئل عن مدى نجاح المرشحين المؤيدين للفلسطينيين وعن الانتقادات التي طاولت حزب العمّال، إن حزب العمال "يدرك معاناة المجتمعات التي شاهدت المشاهد القادمة من إسرائيل وغزة"، وأضاف لـ"بي بي سي نيوز": "نريد جميعاً أن نرى وقفاً فورياً لإطلاق النار، وسأبذل كل ما في وسعي دبلوماسياً لدعم جو بايدن في تحقيق وقف إطلاق النار هذا. نريد أيضاً خروج الرهائن ونريد وصول المساعدات غير المقيدة إلى غزة، وفي النهاية يجب علينا أن نعمل على تحقيق حل الدولتين، وأن يكون لدينا طريق واضح للتقدم".

وسوف تشارك غداً السبت مجموعة من النواب الجدد الفائزين في المظاهرة الوطنيّة السادسة عشرة لأجل غزّة في لندن تنديداً باستمرار الإبادة الجماعيّة في غزّة وللمطالبة بوقف تصدير السلاح لإسرائيل، وسيتحدث عدد منهم من على منصة الخطابات في نهاية المسيرة التي يتوقع أن تشارك فيها حشود كبيرة عند الساعة الثانية عشرة ظهراً، والتي ستجوب وسط العاصمة وتنتهي أمام مقر الحكومة. وهذه ستكون أول مظاهر وطنيّة لأجل فلسطين في لندن بعد رحيل المحافظين عن الحكم وقدوم حزب العمّال.

المساهمون