حذر مسؤولون أميركيون من أن إطالة أمد الحرب على غزة قد تؤدي إلى تغيرات دولية لا تخدم الهدف الإسرائيلي من العملية البرية والمتمثل في القضاء كلياً على المقاومة الفلسطينية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن مسؤولين أميركيين، يقدرون أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لديه وقت محدود لتنفيذ عملياته في غزة "قبل أن يؤدي الغضب بين العرب في المنطقة والإحباط في الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين إلى تقييد هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حركة حماس".
وفي اليوم الـ35 للحرب، وصل عدد الشهداء إلى قرابة 11 ألفا، جلهم من الأطفال والنساء، جراء حملة القصف الوحشي التي استهدفت أحياء مكتظة بالمدنيين والنازحين، على مدار الساعة منذ بدء الحرب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اعتقادهم أنه "كلما طال أمد الحملة العسكرية الإسرائيلية، زادت فرصة أن يؤدي الصراع إلى إشعال حرب أوسع نطاقا. بالإضافة إلى ذلك، قال هؤلاء إن "رد إسرائيل القوي على هجمات حماس قد أثار التعاطف في جميع أنحاء العالم مع القضية الفلسطينية حتى مع استمرار إسرائيل في دفن قتلاها".
وأضاف المسؤولون أن قرار إسرائيل السريع بشن عمليات برية في القطاع المكتظ بالسكان لم يترك سوى القليل من الوقت للتخطيط المسبق المكثف للتخفيف من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون.
وقالت الصحيفة إنه "كلما طال أمد حملة القصف، أصبحت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة أكثر عزلة في الوقت الذي تدعو فيه الدول في جميع أنحاء العالم إلى وقف إطلاق النار".
إلى جانب ذلك تظهر مخاوف لدى مسؤولين أميركيين من بروز جيل جديد من المقاتلين بسبب استمرار قتل المدنيين. ونقلت الصحيفة عن الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، قوله، الأربعاء، إنه يشعر بالقلق من أن "كل مدني يُقتل في غزة يمكن أن يولد أفراداً لحماس في المستقبل".
وعلقت الصحيفة بالقول إن هذا التصريح "قدم لمحة نادرة عن الانقسامات بين إسرائيل وإدارة بايدن، التي أعلنت دعمها للحملة العسكرية الإسرائيلية حتى مع ارتفاع عدد القتلى المدنيين".
وقال أحد المسؤولين للصحيفة إن كبار القادة العسكريين الأميركيين يحاولون، في مكالمات هاتفية شبه يومية، دفع نظرائهم الإسرائيليين إلى أن يكونوا "أكثر دقة" في الاستهداف. وحث مسؤولون آخرون إسرائيل على استخدام القنابل الموجهة بالأقمار الصناعية زنة 250 رطلا (113 كلغ) بدلا من الذخائر التي يتراوح وزنها بين 1000 و2000 رطل (454 - 907 كلغ) على الأهداف العسكرية في غزة.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال كينيث ماكينزي جونيور، الرئيس المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية قوله، إن الوقت "ليس بالضرورة في صالح إسرائيل".
وفي ذات السياق، قال كريستوفر كوستا، ضابط مخابرات الجيش الأميركي السابق ومسؤول مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض: "يبدو أن قدرة إسرائيل على تحمل المخاطر مرتفعة للغاية، من حيث الانتقادات التي هم على استعداد لقبولها الآن فيما يتعلق بالخسائر في صفوف المدنيين أثناء العمليات في بيئة حضرية معقدة ومكتظة بالسكان".
أما على الصعيد العملياتي، فنقلت الصحيفة عن قادة عسكريين أميركيين حاليين وسابقين قولهم إن "تطويق الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة، والذي يقسم قطاع غزة فعليا إلى نصفين، سيجعل من الصعب على حركة حماس السيطرة على الجيب".
وقال مسؤولون إن القرار الذي اتخذته إسرائيل قبل أسبوعين بوقف غزو واسع النطاق لغزة والقيام بدلاً من ذلك بتنفيذ هجوم بري أكثر تعمداً ومتدرجاً يتماشى مع اقتراحات وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظرائه الإسرائيليين.