مسيرات في الأردن واليمن والمغرب تنديداً بجرائم الاحتلال في غزة

03 يناير 2025
مسيرة حاشدة في الأردن تضامناً مع غزة، 3 يناير 2025 (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الأردن تظاهرات في عمّان والعقبة تنديداً بجرائم الاحتلال في غزة، مطالبين بتحرك عربي وإسلامي لوقف الحرب وكسر الحصار، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في الأردن.
- في اليمن، احتشد مئات الآلاف دعماً للفلسطينيين، داعين للتعبئة العامة والمقاطعة الاقتصادية، ومؤكدين على الجهوزية لمواجهة أميركا وإسرائيل واستمرار الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
- نظم المغرب تظاهرات تنديداً بجرائم الاحتلال، مطالبين بوقف التطبيع مع إسرائيل وإغلاق مكتب الاتصال في الرباط، ودعوة المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيين.

تستمرّ التظاهرات الداعمة لقطاع غزة وفلسطين المحتلة في دول عربية مختلفة، إذ شارك مئات الأردنيين في مسيرة انطلقت بعد صلاة ظهر الجمعة من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان، وذلك تنديداً بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة، خاصة استهداف القطاع الطبي.

واستهجن المشاركون في المسيرة التي دعا إليها الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن وأحزاب وطنية، تحت شعار "مستشفى كمال عدوان عنوان الجريمة والتخاذل"، الصمت والتخاذل العربي والدولي إزاء جرائم الحرب التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة، ومنها استهدافه للمستشفيات في القطاع. وطالب المشاركون، الأنظمة العربية والإسلامية بالتحرّك الجاد من أجل لجم الاحتلال، ووقف الحرب، وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، مستهجنين الصمت والتخاذل الرسمي إزاء ما يتعرّض له أهل غزة.

وحذّر المشاركون من أن العدو يستهدف الدول العربية جميعها، ومنها الأردن، مضيفين أن أطماع الاحتلال التوسعية لا تتوقّف عند الضفة الغربية أو قطاع غزة، بل تمتدّ إلى معظم دول المنطقة العربية. وطالب نقيب الأطباء الأسبق الدكتور طارق طهبوب، في كلمه له خلال المسيرة، المجتمع الدولي بالتحرك تجاه ما يجري من استهداف ممنهج لتدمير القطاع الصحي في غزة وقصف المستشفيات وحرقها، واستهداف الكوادر الطبية عبر القتل والاعتقال.

الصورة
مسيرة حاشدة في الأردن تضامناً مع غزة، 3 يناير 2025 (العربي الجديد)
مسيرة حاشدة في الأردن تضامناً مع غزة، 3 يناير 2025 (العربي الجديد)

بدوره، أكد عضو الملتقى الوطني لدعم المقاومة محمد البشير خلال المسيرة، ضرورة تحرك النظام العربي الرسمي تجاه ما يجري من حرب إبادة في غزة وعدم الاكتفاء بالتضامن الإعلامي والإغاثة الإنسانية. وطالب البشير الجانب الرسمي بالانحياز للإرادة الشعبية تجاه اتفاقية وادي عربة ومختلف الاتفاقيات مع دولة الاحتلال، داعياً الحكومة الأردنية إلى إطلاق سراح المعتقلين والموقوفين السياسيين، خاصة من اعتُقلوا على خلفية دعم المقاومة في غزة.

الصورة
مسيرة حاشدة في الأردن تضامناً مع غزة، 3 يناير 2025 (العربي الجديد)
رفع شعارات منددة بعدوان الاحتلال على مستشفى كمال عدوان في غزة (العربي الجديد)

ونظّمت فعاليات شعبية في العقبة؛ أقصى جنوبي الأردن، مسيرةً عقب صلاة الجمعة، انطلقت من أمام المسجد الكبير وسط مدينة العقبة، تنديداً بالمجازر الإسرائيلية بحق الأهل في قطاع غزة واستهداف وحرق المستشفيات. ودان المشاركون في المسيرة الاعتداءات بحق الأهل في قطاع غزة، وسياسة التهجير وحرق المستشفيات في شمال القطاع. وطالب المشاركون في المسيرة بكسر الحصار عن قطاع غزة، وإدخال الغذاء والدواء للقطاع المحاصر، واصفين ما يجري بالجرائم البشعة ضد الإنسانية.

وكانت نقابة الأطباء الأردنية قد دانت، وبشدة، قيام جيش الاحتلال باعتقال مدير مستشفى كمال العدوان الدكتور حسام أبو صفية، واعتقال عدد من الكوادر الطبية، مضيفة أنها تتابع هذه القضية بقلق بالغ، وتطالب المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الطبية بالتدخل الفوري للإفراج الفوري عن الدكتور حسام أبو صفية، وعن الكوادر الطبية والصحية في القطاع.

اليمن

وفي اليمن، تظاهر مئات الآلاف في محافظات عدة، دعماً للشعب الفلسطيني في مسيرات جماهيرية بعنوان "ثابتون مع غزة.. بهويتنا الإيمانية ومسيرتنا القرآنية". وشهد ميدان السبعين وسط صنعاء احتشاد عشرات الآلاف من اليمنيين دعماً للشعب الفلسطيني، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، ويرفعون الشعارات المنددة بالعدوان الإسرائيلي والأميركي والبريطاني.

كذلك احتشد الآلاف في الميادين والساحات الرئيسية في محافظات صعدة، وعمران، وحجة، والحديدة، وتعز، ومأرب، والجوف، وذمار، والمحويت، وريمة، وإب، تلبيةً للدعوة التي أطلقتها جماعة أنصار الله (الحوثيين).

وجدّد بيان صادر عن المشاركين في المسيرات ميثاق وعهد الأجداد الأنصار والفاتحين لرسوله محمد في مواصلة السير والثبات على الموقف الحق، مؤكداً أن اليمنيين لن يتركوا الراية ولن يخلوا الساحات ولن يتراجعوا عن مواقفهم الإيمانية، كما أكد الاستمرار في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس نصرةً للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم بكل إيمان وثبات. وأعلن البيان الجهوزية العالية والتحدي لأئمة الكفر أميركا وإسرائيل، وكل من يتورط معهم من الكفار والمنافقين.

كذلك شدّد البيان على الاستمرار في العمليات العسكرية والتعبئة العامة، وبالمسيرات المليونية والفعاليات والأنشطة، والإنفاق في سبيل الله، والمقاطعة الاقتصادية للأعداء. ودعا البيان شعوب الأمة إلى التوكل على الله، والاعتماد عليه، والالتحاق باليمنيين في هذا الموقف الحق الذي فيه فلاحهم في الدنيا والآخرة.

وتشنّ جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وخليج عدن، والبحر العربي، كما تستهدف الأراضي الفلسطينية المحتلة في إطار ما تسميه "معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس".

المغرب

وفي المغرب، شهدت مدن عدة تظاهرات اليوم تنديداً بـ"مجازر الإبادة وسياسة التجويع التي تطاول النساء والأطفال في غزة خاصة الشمال، وما يرافقها من تقتيل، وتهجير، وتدمير للمستشفيات واستهداف طواقمها، واستنكاراً للدعم الأميركي والغربي للكيان المحتل". وجاءت الاحتجاجات التي نظمت بعد صلاة الجمعة بدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية)، وذلك في جمعة طوفان الأقصى الـ65، تحت شعار "الشعب المغربي يستنكر محرقة مستشفى كمال عدوان"، في وقت ينتظر أن تنظم وقفات مماثلة عقب صلاة المغرب في عدد من المدن، ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط مساء اليوم، بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية) تحت شعار: "الدكتور حسام أبو صفية.. أيقونة الصمود بوجه الصهيونية النازية".

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال الكاتب العام لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة"، محمد الرياحي الإدريسي، إن 56 مدينة مغربية أعلنت خروجها في 115 فعالية تضامناً مع غزة، واستنكاراً لحرب الإبادة المستمرة في القطاع، والتي خلفت الآلاف من الشهداء والمعطوبين والمعتقلين والمهجرين، وكذلك "تنديداً بمحرقة مستشفى كمال عدوان التي تجاوز من خلالها الكيان الصهيوني كل الأعراف والمواثيق، وبيّن من خلالها حقيقته الدموية البشعة".

واعتبر الإدريسي أن "فعاليات اليوم التي عمت أغلب مدن المغرب، دليل على أن الشعب المغربي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته، على الرغم مما نراه من تكالب دولي ومكر عربي رسمي، وخنوع غير مبرر للحكومات العربية والإسلامية تجاه معاناة غير مسبوقة لأهل غزة". وأكد أن "وقفات اليوم هي رسالة شجب واستنكار لكل نظام مطبع مع الكيان الصهيوني المجرم، الكيان الذي ما زال يقتل الأطفال والنساء، ويدمر المستشفيات والمساجد والمدارس وكل معالم الحياة، كما أنها دعوة للعالم ولمؤسسات حقوق الإنسان كي تتحمل مسؤوليتها في حماية الأطقم الصحية، والمستشفيات، والمرافق الصحية، ورجال الوقاية المدنية الذين ما زالوا يؤدون واجبهم المهني بالرغم من الإكراهات والصعوبات". وقال إن "فعاليات اليوم تسائل العالم عن إنسانيته وعن مروءته ومبادئه وديمقراطيته التي طالما تبجح بها في المحافل الدولية وسوقها هنا وهناك".

وعرفت مدن الدار البيضاء، ومراكش، وأكادير، وطنجة، والرباط، وسلا، والجديدة، وخريبكة، ومكناس، وأبي الجعد، وبني ملال، وورزازات، والقنيطرة، وغيرها، وقفات احتجاجية شارك فيها آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا أمام عدد من المساجد للتضامن مع فلسطين والتنديد بجرائم الاحتلال.

وطالب المشاركون في الوقفات الاحتجاجية بوقف الإبادة الإسرائيلية ضد غزة، وحماية الفلسطينيين من مختلف أشكال العنف، داعين المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته. كما طالبوا بإقفال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالعاصمة الرباط وإنهاء كل أشكال التطبيع، وتخللت الاحتجاجات إطلاق هتافات متضامنة مع فلسطين وأخرى مناوئة للتطبيع. وفي حين يلقي العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة بظلاله على المغاربة، تتواصل بشكل شبه يومي الفعاليات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بالعدوان. وخرج المغاربة في أكثر من 5800 تظاهرة و730 مسيرة منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى".