مسيرة حاشدة لاتحاد الشغل التونسي والطبوبي يدعو لتوحيد الجهود

تونس

بسمة بركات

avata
بسمة بركات
04 مارس 2023
مسيرة حاشدة لاتحاد الشغل
+ الخط -

نظم الاتحاد العام التونسي للشغل، اليوم السبت، مسيرة حاشدة انطلقت من ساحة محمد علي التاريخية وسط العاصمة تونس (مقر اتحاد الشغل سابقاً)، وجابت شارع الحبيب بورقيبة وشوارع أخرى، وشاركت فيها منظمات عدة وحقوقيون وأحزاب من مختلف العائلات السياسية. وشهدت المسيرة رفع شعارات، من بينها "من أجل تكريس حقيقي للحقوق والحريات"، و"تونس للجميع"، و"لا للشعبوية والتهديد".

وتوجه الاتحاد برسائل عدة للسلطة والرئيس التونسي، قيس سعيّد، مؤكداً أن التكتل العمالي له ثوابت لن يحيد عنها مهما كانت حملة التشويه والاعتقالات، داعياً مختلف القوى الديمقراطية للتوحد والصمود من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات.

ويشهد الشارع التونسي حراكاً متصاعداً ضد سياسات الرئيس قيس سعيّد، في ظل الأزمة الخانقة التي تشهدها تونس والتوقيفات والمحاكمات المتواترة لسياسيين ومحامين ونشطاء ورجال أعمال وقضاة وحتى نقابيين.

وقال الأمين العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي في كلمة له إن "الاتحاد صامد والساحة صامدة بكل مقوماتها وقواها الديمقراطية"، مضيفاً أن "شارع بورقيبة مدجج اليوم بالأمن، ولكنهم دعاة نضال سلمي، حجتهم الرأي والرأي المخالف، وليسوا دعاة عنف"، مؤكداً أن "الاتحاد لا يخاف ولا يخشى أحداً".

وأوضح الطبوبي أن "من يتكلمون عن الاتحاد ويستهدفونه هم لا يعرفون التاريخ الذي خلّد الاتحاد"، مؤكداً أن "وجهة الاتحاد واضحة، وليس له ما يخفيه لا في الخيارات ولا في الإصلاحات من أجل الخروج من الأزمة، ولكن البعض لا يريدون". وشدد على أن "كلمة الحوار أصبحت للأسف جريمة، رغم أن تونس هي أرض الالتقاء تاريخياً".

مسيرة حاشدة لاتحاد الشغل التونسي (العربي الجديد)

وقال إن "المبادرة التي قامت بها المنظمة، إلى جانب عدد من المنظمات الوطنية لإنقاذ البلاد، قامت على إثرها القيامة، وكأنهم أجرموا في حق البلاد" وفق تعبيره. وكان الاتحاد قد أعلن سابقاً عن "المبادرة الوطنية للإنقاذ"، وذلك بالتشاور مع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، وعمادة المحامين، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لعرضها على الرئيس سعيّد.

إلى ذلك، اعتبر الطبوبي أن "الحكومة لو كانت واثقة من خطواتها لأفصحت عن فحوى نقاشها مع صندوق النقد الدولي"، وذلك في الخطاب الذي ألقاه خلال التجمع العمالي بساحة محمد علي بالعاصمة. وتابع قائلاً "لا لخطابات الكراهية والتقسيم والتخوين، ولا للتميز العنصري".

ولفت إلى "أنه ليس لديهم قيادات تتراجع، ومن يتراجع مكانه ليس في اتحاد الشغل"، مذكراً بأنهم "منفتحون على الإصلاحات الكبرى، ولكن السؤال بأي رؤية وبرنامج؟". وقال إن "الأصل أن تدعو السلطة للحوار وليس العكس، ولكن لا حياة لمن تنادي فهم يتهمون الاتحاد". وأفاد بأن "الإصلاح ليس تجويع الناس، وتفقير الشعب، ورفع الدعم عن المواد الأساسية والطاقة".

وأكد أن البعض "حاول اختراق الاتحاد، ولكن التاريخ أثبت فشلهم، فوجه الاتحاد مكشوف وليس لديه ما يخفيه، وكل التهم والافتراءات جرى التعود عليها"، كاشفاً أن "هناك اجتماعات نقابية اليوم في العالم مناصرة لاتحاد الشغل، ومدافعة عن الحق النقابي، وضد الزج بالنقابيين في السجون".

أيضاً أشار إلى أن "الهيئة الموسعة للمكتب التنفيذي ستجتمع الأسبوع القادم وسيليها اجتماع للهيئة الإدارية في جزيرة قرقنة"، مبيناً أنه "سيتم توسيع دائرة التشاور مع كل مكونات المجتمع المدني التي تتقاطع معهم".

الهمامي: سعيّد لا يحترم العمل النقابي

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال الأمين العام لحزب "العمال"، حمة الهمامي، إن "دعم الاتحاد هو دعم للحرية وللشعب التونسي، فالاتحاد مستهدف اليوم من طرف قيس سعيّد والانقلاب"، مؤكداً أن "سعيّد لا يحترم العمل النقابي ولا السياسي، ولا الحريات الفردية ولا العامة". وأضاف الهمامي أنهم مع الاتحاد، وأن الانقلاب سيسقط.

بدوره، قال النقابي السابق، والقيادي بحزب "المسار" جنيدي عبد الجواد إن "الاتحاد له دور نقابي ووطني، وهو صمام الأمان ورمز للسيادة"، مضيفاً في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "على رئيس الجمهورية استخلاص الدروس من خلال التجارب السابقة"، مشدداً في الآن نفسه على أنه "لا يمكن ضرب الاتحاد، وهو قوة وازنة في البلاد".

ولفت إلى أن "الاعتقالات في تونس غير مقبولة، حيث يجب أن تكون المحاكمات عادلة وفق تهم واضحة"، مشيراً إلى أن "هناك مساً واضحاً من حق الأحزاب السياسية في العمل، واستهداف قياداتها التي من حقها العمل المشروع".

الرميلي: حيرة مواطنية

ويرى القيادي والمدير التنفيذي لحزب "نداء تونس" سابقاً، بوجمعة الرميلي، أن "هناك حيرة مواطنية أمام الوضع والصعوبات والأزمة وغياب الأفق"، مبيناً أن "الاتحاد يبقى قوة وطنية يعول عليها لإنقاذ البلاد من المأزق الذي تعيشه".

وأضاف الرميلي في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "الدعوة اليوم تتجدد للحوار ونبذ خطابات التخوين واستهداف العمل السياسي وعدم قبول الآراء المخالفة، ومواجهتها بالأمن والمحاكمات"، محذراً من أن الرئيسين التونسيين الراحلين، الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، "سبق لهما تجربة ذلك ولم ينجحا". وشدد على أن "طريقة الإيقافات والجو العام الخانق والأزمة كل ذلك لا يشجع على شيء، ويجعل الأجواء مشحونة".

إلى ذلك، كشف المسؤول عن الإعلام بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر أن حضورهم اليوم بمعية منظمات المجتمع المدني هو "لتوجيه رسالة تضامن مع الاتحاد العام التونسي للشغل وكل مناضلي هذه المنظمة العريقة التي تعتبر مصدر فخر وهي بصدد القيام بدورها الوطني".

وقال لـ"العربي الجديد" إن "السلطة للأسف تستهدف الاتحاد رغم جل المبادرات الإيجابية التي تقدم بها"، محملاً السلطة السياسية "مسؤولية هذا التصعيد".

وأوضح بن عمر أن "في خطاب الأمين العام رسائل عدة إيجابية، من بينها أن المنظمة ستواصل لعب دورها الوطني في مثل هذا الظرف الحساس"، مؤكداً أنهم "لا يملكون سوى مساندة الاتحاد، وأن يكونوا معه بعد أن خبروا قواعده ووقوفه مع البلاد في محطات تاريخية".

من جانبه، يرى الباحث في علم الاجتماع والناشط بالمجتمع المدني، ماهر الحنين، أن "الاتحاد خاض سلسلة من التحركات النقابية، والملفات المطروحة من قِبله واضحة وتتعلق بمطالب اجتماعية ومواجهة الغلاء والدفاع عن الحق النقابي والحريات"، مضيفاً في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "هناك أيضاً محوراً سياسياً يتعلق بالمناخ العام والدفاع عن الحقوق والحريات والحوار الوطني، وهي رسالة مدنية سلمية تجاه الانتهاكات الحاصلة".

ولفت إلى أن "الهجوم على الاتحاد والإيقافات علامة من علامات الانغلاق"، مؤكداً أن العمل النقابي عندما يجرّم ويجري تهديده فإن ذلك يدل على انغلاق النظام السياسي وضيق صدره.

ذات صلة

الصورة
البنزرتي طالب الاتحاد تحفيز اللاعبين مزدوجي الجنسية (الاتحاد التونسي/العربي الجديد)

رياضة

حقق المدير الفني للمنتخب التونسي فوزي البنزرتي بداية جيدة مع كتيبة "نسور قرطاج"، بعدما حقق فوزين متتاليين، في مستهل تجربته الرابعة مع الفريق.

الصورة
مسيرة احتجاجية في تونس للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، 25 يوليو 2024 (العربي الجديد)

سياسة

طالبت عائلات المعتقلين السياسيين في تونس بإطلاق سراحهم بعد مضي سنة ونصف سنة على سجنهم، وذلك خلال مسيرة احتجاجية انطلقت وسط العاصمة.
الصورة
مقبرة جماعية في منطقة الشويريف بطرابلس، 22 مارس 2024 (الأناضول)

مجتمع

أعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، الثلاثاء، أن مكتبه يتابع تقارير عن اكتشاف مقبرة جماعية في الصحراء على الحدود الليبية التونسية.
الصورة
مسيرات في تونس تنديداً بقصف خيام النازحين (العربي الجديد)

سياسة

شارك مواطنون تونسيون وسياسيون ومنظمات وطنية وحقوقيون، مساء اليوم الاثنين، في مسيرات في مدن تونسية تنديداً بالحرب على غزة، ولا سيما مجزرة رفح.