تزامن تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مع اتصالات دبلوماسية فلسطينية وعربية وغربية، من غير المرجح أن تسفر عن بوادر اتفاق على التهدئة في ظل إصرار الاحتلال على تكثيف اعتداءاته وعدم ممارسة أي ضغوطات عليه.
وفي السياق، قررت اللجنة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية توجيه رسالة للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، لطلب البدء بدراسة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وسط توقعات بصدور بيان صحافي، اليوم السبت، من مجلس الأمن حول العدوان على غزة.
وقال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة، صائب عريقات، إن "هذا القرار جزء من قرارات اتخذتها القيادة".
وتأتي هذه القرارات خلال اجتماع عقدته اللجنة السياسية للمنظمة، ظهر اليوم السبت، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مقر الرئاسة برام الله.
وأشار عريقات إلى "أن ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعاً عن النفس، وإنما هو دفاع عن استيطانها واحتلالها وجدرانها"، واصفاً ما يقوم به الاحتلال بأنه "عدوان وحشي على قطاع غزة بجرائم الحرب".
ولفت عريقات إلى أنه "قررت اللجنة السياسية طرح مجموعة من الاقتراحات على الأشقاء العرب، عند عقد الاجتماع الوزاري العربي يوم الاثنين المقبل، منها تشكيل لجنة عربية للحديث مع سويسرا بصفتها الدولة الحاضنة لاتفاقيات جنيف والمقرر الاضافي بدعوة الدول المتعاقدة السامية للاجتماع فوراً واستثنائياً".
وأضاف "كذلك قررت ترتيب نقطة على جدول الأعمال حول ميثاق إزالة كافة أشكال التمييز العنصري لأن ممارسات دولة اسرائيل أصبحت ممارسات دولة الآبارتهايد".
وأكد على أن "الإعداد جار للتوقيع على مجموعة من المواثيق الدولية تمهيداً للوصول إلى توفير الحماية الدولية لشعبنا، وتوفير عضوية فلسطين بتوقيعها على ميثاق روما ومحكمة الجنايات الدولية".
من جهتها، أكدت حركة "حماس"، في بيان رداً على الأنباء التي قالت إن عباس طلب تأجيل اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لمناقشة الحرب على غزة، أن هذا الطلب هو "تخلٍ عن مسؤولياته الوطنية".
واعتبرت الحركة "أن طلب عباس يمثل محاولة لعزل غزة عن محيطها العربي وتخفيف الضغط على الاحتلال".
من جهته، أعلن المتحدث باسم "حماس" فوزي برهوم أن تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية بأن "حماس" منظمة إرهابية وأن إسرائيل اتخذت كل التدابير لمنع قتل المدنيين في غزة هو قلب للحقائق وانحياز كامل لصالح الاحتلال.
واعتبر برهوم أن هذه التصريحات تعطي غطاءً لاستمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتضع الولايات المتحدة في مربع الشراكة مع الاحتلال في قتل أطفال ونساء غزة.
مشاورات السيسي وبلير
في هذه الأثناء، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن الاتصالات التي تجريها مصر دبلوماسياً مع حركة "حماس" وإسرائيل لحلحلة الأوضاع المتأزمة في قطاع غزة " تُواجَه بالعناد والتعنت".
جاء ذلك خلال استقبال السيسي اليوم لرئيس مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط، قادماً من القدس المحتلة التي قضى فيها يومين برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأعلنت الرئاسة المصرية، في بيان لها، أن اللقاء "استهدف استعراض الموقف الحالي في الأراضي المحتلة في ضوء التصعيد الذي تشهده أخيراً، وطبيعة الجهود المصرية الجارية في هذا الصدد على الصعيدين السياسي والإنساني".
وأوضحت الرئاسة أن السيسي حذر من مخاطر التصعيد العسكري، وما سيسفر عنه من ضحايا مدنيين أبرياء.
وحاول السيسي الدفاع عن موقف بلاده من العدوان في غزة، مؤكداً على "تضامن مصر دولة وشعباً مع الشعب الفلسطيني الشقيق، وحرصها على المساهمة في توفير احتياجاته الإنسانية".
وأوضح "أنه تم فتح معبر رفح لاستقبال وعلاج الجرحى والمصابين من الأشقاء الفلسطينيين في المستشفيات المصرية، وإرسال 500 طن من الاحتياجات الغذائية والأدوية".
من جهته، أكد بلير أن "التصعيد لن يكون في صالح أي طرف، ولن يسفر إلّا عن مزيد من الضحايا المدنيين"، داعياً "جميع الأطراف إلى ضبط النفس والاستجابة لكافة الجهود المخلصة الرامية إلى التهدئة بين الجانبين واستئناف الهدنة فيما بينهما".
وناشد بلير مصر الاستمرار في القيام بدورها والعمل على تهدئة الأوضاع، مضيفاً أنها "الطرف الأكثر قدرة على إقناع الطرفين".
يذكر أن بلير يواجه دعوات إلى عزله من منصبه، كبمعوث للجنة الرباعية لعميلة السلام في الشرق الأوسط. كما ذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية مطلع الشهر الجاري أنه بات مستشاراً للاصلاح الاقتصادي لدى السيسي، من ضمن برنامج تموله الإمارات.