مشاورات مجلس الأمن حول العدوان الإسرائيلي على جنين: واشنطن تعبر عن حزنها والصين تحذر من انفجار الوضع
أنهى مجلس الأمن الدولي في نيويورك، الجمعة، مشاورات طارئة خلال اجتماع مغلق دعت له فلسطين، وقدمت الطلب رسمياً لعقده الصين وفرنسا والإمارات، الدولة العربية العضو في مجلس الأمن.
وجاء الطلب لنقاش اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلية مخيم ومدينة جنين الخميس وقتل 11 فلسطينيا وجرح العشرات، وكذلك نقاش آخر التطورات على الأرض من خلال إحاطة لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام للشرق الأوسط، تور وينسلاند.
الصين تحذر من انفجار الوضع
وأدلى عدد من السفراء بتصريحات قبل وبعد خروجهم من الاجتماع للصحافيين من أمام مجلس الأمن. ولعل أبرزها كان من السفير الصيني للأمم المتحدة في نيويورك، زانغ جون، الذي وجه إصبع الاتهام إلى دول من دون أن يسميها، على الأرجح الولايات المتحدة وبريطانيا، لعدم تمكن مجلس الأمن من اتخاذ أي خطوة فعلية أو رمزية تتعلق بفلسطين.
وقال زانغ جون في هذا السياق: "على مجلس الأمن أن يتحرك، ولكن يمكنكم أن تتخيلوا لماذا لا يمكن لمجلس الأمن أن يتخذ خطوات بذلك".
وردا على سؤال حول السبب وراء ذلك، قال: "الإجابة ليست عندي، ولكن سمعنا المناشدة من الفلسطينيين ومراراً من دول أعضاء تطلب من إسرائيل عدم القيام بالمزيد من الأعمال الاستفزازية وعدم استخدام العنف، ولكن ما زال مجلس الأمن غير قادر على توجيه أي رسالة قوية".
وأضاف السفير الصيني: "بسبب التطورات الأخيرة، طلبت الصين مع فرنسا والإمارات عقد اجتماع مغلق للتشاور. سنستمع لما سيقوله تور وينسلاند".
وأضاف في الوقت ذاته إنه ليس متفائلاً بخصوص اتخاذ المجلس أي خطوات إضافية. ووصف الوضع بأنه "ليس كبحيرة هادئة، بل هو مثل بركان يمكن أن ينفجر في أي وقت مع عواقب إضافية. وعلينا أن نفكر (كمجلس أمن) بشكل جدي حول خطواتنا القادمة".
وردا على سؤال حول ما يمكن أن يقوم به مجلس الأمن، قال: "لو كان الموقف مختلفا، لكنا قد سمعنا رسالة قوية من مجلس الأمن، ولكن للأسباب التي ندركها جميعا، لا يمكننا أن نفعل أي شيء حول ذلك".
واشنطن تعبر عن حزنها بشأن جنين
من جانبه، أدلى الدبلوماسي الأميركي ونائب السفيرة الأميركية، روبرت وود، بتصريحات مقتضبة للصحافيين بعد خروجه من الاجتماع، قال فيها: "نبعث بتعازينا للضحايا وعائلاتهم (في عملية القدس)، لا يوجد أي مبرر لهذا النوع من الإرهاب. كما نشعر بالحزن لموت المدنيين (الفلسطينيين) جرّاء العملية الإسرائيلية لمكافحة الإرهاب التي قامت بها إسرائيل في جنين يوم أمس. ونعمل الآن على خفض التصعيد في المنطقة. سيركز وزير الخارجية أنتوني بلينكن على هذا خلال زيارته".
ومن اللافت تصريح السفيرة الإماراتية للأمم المتحدة، لانا نسيبة، بعد خروجها من الاجتماع، حيث أدانت عملية القدس. وقالت ردا على سؤال حول ما إذا كان لديها أي أمل بأن يتحرك مجلس الأمن وما يجب أن يقوم به: "لقد دعت الإمارات، إلى جانب الصين وفرنسا، لجلسة مشاورات مغلقة بعد الاجتياح الإسرائيلي لمخيم جنين، ووفاة تسعة فلسطينيين. نيتنا كانت الاستماع إلى إحاطة ممثل الأمين العام على الأرض، تور وينسلاند. ولكي نبقي انتباه المجلس مركزا على دائرة العنف في الضفة الغربية، الأراضي الفلسطينية المحتلة، بدءً باجتياح الأقصى (من قبل بن غفير)".
وأضافت السفيرة الإماراتية حول عملية القدس: "وبالتأكيد، فإن الهجوم في القدس على مدنيين يصلون بالقرب من كنيس غير مقبول كذلك، وندين هذا بأشد العبارات. ولكن أعتقد أننا نرى دوامة العنف هذه لأنه لا يوجد أفق سياسي شامل. وأعتقد أن المجلس متحد حول ذلك، وعلى الاستمرار بالتركيز والمناشدة بالتهدئة ومحاولة خلق مقترحات لأفق سياسي، ليعيش الشعبان جنبا إلى جنبا ويكون لديهما أمل بالمستقبل".
غوتيريس يدين عملية القدس
إلى ذلك، أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرس، بيانا كال بمكيالين. حيث قال في البيان الصادر عن الناطق باسمه، ستيفان دوجاريك، بعد ساعات قليلة من عملية القدس التي نفذها فلسطيني وأدت إلى مقتل سبعة إسرائيليين على الأقل: "يدين الأمين العام بشدة الهجوم الإرهابي الذي شنه فلسطيني اليوم خارج كنيس يهودي في القدس، والذي أودى بحياة سبعة إسرائيليين على الأقل وجرح عدة آخرين".
وأضاف البيان: "إنه لأمر مقيت بشكل خاص أن الهجوم وقع في مكان عبادة، وفي نفس اليوم الذي أحيينا فيه ذكرى (اليوم الدولي لإحياء ذكرى المحرقة). لا يوجد أي مبرر على الإطلاق لأعمال الإرهاب. تجب إدانتها ورفضها بوضوح من قبل الجميع". ثم عبر عن "قلقه العميق إزاء التصعيد الحالي للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. هذا هو الوقت المناسب لممارسة أقصى درجات ضبط النفس".
ومن الجدير بالذكر أن مكتب الأمين العام لم يصدر بيانا حول مجزرة مخيم جنين، واكتفى بالتأكيد على بيان مبعوثه تور وينسلاند حولها، الذي اكتفى بالتعبير عن "الحزن والقلق" حول جرح ومقتل المدنيين الفلسطينيين من دون أن يدين قاتلهم.