انطلقت مسيرات احتجاجية في محافظات مصرية عدة، منها القاهرة والقليوبية والجيزة والفيوم والمنيا وقنا، ليلة الإثنين، للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظامه من الحكم، وذلك لليوم الثاني على التوالي، استجابة لدعوات التظاهر التي أطلقها ناشطون في الذكرى الأولى لأحداث 20 سبتمبر/ أيلول 2019.
وامتدت رقعة التظاهرات لتشمل مناطق المعادي وحلوان في القاهرة، وشبرا الخيمة في القليوبية، وجزيرة الوراق والعياط والبدرشين وأبو النمرس وأطفيح والصف في الجيزة، ودار السلام في الفيوم. وردد المتظاهرون هتافات مثل: "ارحل يا بلحة"، و"بالطول بالعرض هانجيب السيسي الأرض"، و"لا إله إلا الله السيسي عدو الله"، و"مش هانمشي هو يمشي".
وحسب مقاطع فيديو متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استولى متظاهرون في مركز البدرشين بالجيزة على مدرعة تابعة لقوات الشرطة، فيما نجح آخرون في إسقاط سيارة للأمن في مصرف (ترعة) قرية الحوارتة بمحافظة المنيا، في وقت أطلقت فيه قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع، وطلقات الخرطوش صوب المتظاهرين بغرض تفريقهم.
من جهته، اعترف الإعلامي المصري الموالي للنظام، عمرو أديب، بخروج عدد من المواطنين في بعض القرى والمحافظات للتظاهر، قائلاً في برنامجه المُذاع على قناة "إم بي سي مصر": "إحنا هانقول الحقيقة، أيوة كان في مظاهرات في عدد محدود من المحافظات، وتم فضها، ولم تستمر طويلاً. وعلى المسؤولين في مصر الاستماع إلى طلبات المواطنين، والعمل على سرعة تلبيتها، والاستجابة لها".
وكان مصدر حقوقي قد كشف، لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات الأمن اعتقلت أكثر من 170 شخصاً من أربع قرى في مركز أطفيح بالجيزة، التي شهدت احتجاجات شعبية متفاوتة الشدة، وعلى رأسها قريتا الكداية وصول، حيث تم إبلاغ ذويهم باحتجازهم بمعسكرين للأمن المركزي إلى حين إحالتهم للنيابة العامة.
وفتحت نيابة أمن الدولة المصرية قضايا جديدة للمشاركين في المظاهرات المناوئة للسيسي، تتضمن تهماً بـ"الانتماء إلى جماعة محظورة"، و"بث الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي وإساءة استخدامها"، مع استخدام محتويات هواتف معظم المعتقلين، ومنشوراتهم على مواقع التواصل كأدلة للاتهام.
وشهد ميدان التحرير وسط العاصمة المصرية القاهرة انتشاراً لمدرعات الجيش، بهدف نشر حالة من الخوف بين المواطنين، في إطار سياسة "التهويش" التي ينتهجها النظام في مواجهة التظاهرات الشعبية ضده، خصوصاً مع نزول المواطنين للهتاف ضد السيسي في عدد كبير من المحافظات، وهو مؤشر إلى عودة الحراك الجماهيري المعارض في الشارع، لا سيما من المواطنين البسطاء غير المسيسين.