تأتي المعركة الجديدة، التي بدأها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أول من أمس السبت، في دير الزور، ونجح فيها بالسيطرة على عدة مواقع قبل أن ينسحب من معظمها، بالتزامن مع خوضه معارك ضد النظام السوري في ريف حمص، وسط أنباء عن إعلان طوارئ في "عاصمته" السورية، الرقة، في وقت يكثر فيه الحديث عن قرب بدء معركة إعادة السيطرة على الرقة أهم معاقل التنظيم في سورية، التي من المتوقع أن تخوضها قوات "سورية الديمقراطية" وبعض القوى المتحالفة معها، مدعومة من التحالف الدولي.
وكان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لإدارة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بريت ماكغورك، قد قال في تصريح صحافي نشرته وزارة الخارجية الأميركية، إن "هدفنا بالنسبة لداعش، أن نمنع دخول الإرهابيين الأجانب إلى سورية، وإن استطاعوا الدخول نحرص على أن لا يخرجوا أحياء منها، وفي الرقة نعمل مع الأكراد والعرب لبناء تحالف كبير لنعزل المدينة، وهذه الخطوة تتطلب عملاً شاقاً من قواتنا الخاصة ودبلوماسيينا"، مضيفاً: "لقد ناقشت هذه الخطوة عندما كنت في عين العرب قبل بضعة أشهر لبناء تحالف بين المقاتلين الأكراد والعرب، ليحاربوا في المناطق العربية من سورية".
ويتهم ناشطون سوريون النظام و"داعش" بالتنسيق المتبادل في عملياتهما العسكرية، إذ يتم تبادل السيطرة بين الطرفين من دون مواجهات، بحسب قول الناشطين. وفي دير الزور، عمد التنظيم إلى الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها أول من أمس، السبت، في المدينة، بعد قتله وجرحه العشرات من قوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، وحصوله على كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة، في وقت فتح فيه النظام طريق دمشق الميادين-البوكمال أمام البضائع والأشخاص.
ويرى ناشطون ومراقبون أن "ما يحدث بين النظام وداعش يظهر وكأنه يتم ضمن تنسيق عالٍ بين الطرفين، خصوصاً في قضية استرجاع النظام مستشفى الأسد في دير الزور من التنظيم عقب تسلل مجموعة من الانغماسين إليه والسيطرة عليه، إذ قام داعش بوقف القصف على الجورة والقصور ومعسكر الطلائع، مقابل وقف النظام قصف المستشفى، لينسحب مقاتلو التنظيم، ويقوم كل طرف بعرض قتلى الطرف الآخر، وتعود الأمور إلى مجاريها".
اقــرأ أيضاً
ويقول الناشط الإعلامي في مدينة دير الزور، عامر هويدي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "داعش انسحب من أغلب المناطق التي تقدّم بها يوم السبت على حساب قوات النظام ومليشياته من دون أية مقاومة، مما مكّن قوات النظام من استعادة السيطرة على مستشفى الأسد". وكان التنظيم قد حقق السبت تقدّماً كبيراً في مناطق النظام داخل مدينة دير الزور، وقطع طريق الإمداد بين المطار العسكري واللواء 137، وزاد من تضييق الحصار على المطار، في وقت سيطر فيه على حي الطحطوح، وتقدّم على عدة جبهات.
ويلفت هويدي إلى أن "النظام أعاد الاتصالات إلى مناطق سيطرته في دير الزور، وذلك بعد تظاهرات شهدتها مدن جبلة واللاذقية وطرطوس تطالب النظام بتوضيح ما يجري في دير الزور ومعرفة مصير أبنائهم، ممن هم في صفوف قوات النظام". ويضيف أن "التنظيم بسط سيطرته على حي الطحطوح حيث يتواجد مقاتلوه بشكل كثيف، في حين دارت اشتباكات في حي البوناصر بالتزامن مع نزوح شبه كامل لأهالي الحي، فيما قصف التنظيم حي الجورة بأكثر من عشرين قذيفة هاون".
ويكشف هويدي أن "التنظيم قام أول من أمس بزراعة منطقة المالحة في محيط اللواء 137 بألغام مضادة للدروع والأفراد"، لافتاً إلى أن "قوات النظام سمحت عقب انسحاب التنظيم، لشاحنات الخضار والمواد الغذائية بالمرور باتجاه الميادين والبوكمال الخاضعة لسيطرة التنظيم عن طريق دمشق، بعد قطع الطريق لعدة أشهر، علماً بأن النظام أعلن قبل يوم من الاشتباكات أن طريق دمشق دير الزور سيعمل، وبات الطريق الآن بين دمشق ودير الزور والميادين والبوكمال يعمل بشكل تام، فكانت هذه المعركة أيضاً على أساس أن النظام استطاع فتح الطريق"، معرباً عن اعتقاده بأن "تبادل البضائع والأشخاص بين مناطق داعش والنظام، سيعود بالنفع المادي الكبير على الطرفين".
وبحسب هويدي، فقد قامت قوات النظام خلال اليومين الماضيين بمداهمة منازل العديد من عناصر مليشيا "الدفاع الوطني"، بسبب عدم التحاقهم بجبهات القتال ضد التنظيم، في حين قامت مجموعة من قوات النظام التابعة للعميد، عصام زهر الدين، بالقبض على قائد "الدفاع الوطني" في دير الزور، فراس العراقية، فيما رد عدد من عناصر "الدفاع الوطني" بإطلاق النار عشوائياً في مناطق سيطرة النظام احتجاجاً على اعتقاله، لافتاً إلى أن "قائد الحملة العسكرية للنظام على مدينة دير الزور، اللواء محمد خضور، وقّع أمس على كافة الطلبات المقدمة من الأهالي للخروج من الأحياء المحاصرة في دير الزور من دون أي مقابل للنساء فقط، في حين كانت تكلفة خروج الرجل الواحد حوالى 400 ألف ليرة سورية".
ويقول الهويدي، إنه "من متابعتنا للأحداث، نجد أن النظام وداعش متفقان على الدفع بالسوريين عامة وشباب دير الزور خصوصاً لتصفية بعضهم البعض، إذ يتم زجهم على جبهات القتال، أكان من مقاتلي المعارضة سابقاً الذين بايعوا داعش لتغيير الأمر الواقع، أو بين صفوف المليشيات الموالية للنظام، ففي النهاية يُقتل السوريون القادرون على حمل السلاح، وقد قتل يوم أمس عدد كبير من أبناء الدير إثر الاشتباكات بين الطرفين".
وتفيد مصادر مطلعة بأن "التنظيم يتبع عمليات غير واضحة المعالم، إذ يتبادل مع النظام إعلان الانتصارات، من دون أية أهمية للخسائر البشرية، التي يتكبدها الطرفان، قبل أن تأتي الأوامر بالانسحاب من الطرفين"، مشيرة إلى أن هذا التكتيك بدأه "داعش" منذ خسارته مدينة تدمر في مارس/آذار الماضي، بعد أن احتفظ بها 10 أشهر تقريباً، وأعقبها بأيام خسارته بلدة القريتين الاستراتيجية في ريف حمص الشرقي، حيث شن التنظيم هجوماً واسعاً على عدة مواقع للنظام في بداية شهر أبريل/نيسان الماضي، منها معمل إسمنت البادية وكتيبة الدبابات، فقتل وجرح العشرات واستحوذ على كميات من السلاح والذخائر، إضافة إلى الآليات وكميات كبيرة من الإسمنت، لينسحب من تلك المواقع بعد أيام. كما نفذ هجوماً على حقل الشاعر للغاز وسيطر عليه، في حين تتواصل الاشتباكات في محيطه.
وتأتي هذه التطورات في وقت يقوم به وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بتحركات لبحث الوضع السوري، وعلى رأسه سبل التعاون لمحاربة تنظيم "داعش"، كللها أمس بلقاء المسؤولين السعوديين في الرياض.
يُذكر أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن في وقت سابق أن روسيا اتفقت مع الولايات المتحدة على تقاسم مهمة استعادة المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، إذ كان على الروس استعادة تدمر ومن ثم دير الزور، على أن يستعيد الأميركيون الرقة، ليطرح الأميركيون في ما بعد تقاسم مناطق العمليات مع الروس في سورية، الأمر الذي لم يلقَ قبولاً من الروس، إلى أن اتفق الطرفان على آليات لتنسيق تنفيذ العمليات الجوية، وتحديد مواقع "داعش" و"جبهة النصرة".
اقــرأ أيضاً
وكان المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لإدارة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، بريت ماكغورك، قد قال في تصريح صحافي نشرته وزارة الخارجية الأميركية، إن "هدفنا بالنسبة لداعش، أن نمنع دخول الإرهابيين الأجانب إلى سورية، وإن استطاعوا الدخول نحرص على أن لا يخرجوا أحياء منها، وفي الرقة نعمل مع الأكراد والعرب لبناء تحالف كبير لنعزل المدينة، وهذه الخطوة تتطلب عملاً شاقاً من قواتنا الخاصة ودبلوماسيينا"، مضيفاً: "لقد ناقشت هذه الخطوة عندما كنت في عين العرب قبل بضعة أشهر لبناء تحالف بين المقاتلين الأكراد والعرب، ليحاربوا في المناطق العربية من سورية".
ويرى ناشطون ومراقبون أن "ما يحدث بين النظام وداعش يظهر وكأنه يتم ضمن تنسيق عالٍ بين الطرفين، خصوصاً في قضية استرجاع النظام مستشفى الأسد في دير الزور من التنظيم عقب تسلل مجموعة من الانغماسين إليه والسيطرة عليه، إذ قام داعش بوقف القصف على الجورة والقصور ومعسكر الطلائع، مقابل وقف النظام قصف المستشفى، لينسحب مقاتلو التنظيم، ويقوم كل طرف بعرض قتلى الطرف الآخر، وتعود الأمور إلى مجاريها".
ويقول الناشط الإعلامي في مدينة دير الزور، عامر هويدي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "داعش انسحب من أغلب المناطق التي تقدّم بها يوم السبت على حساب قوات النظام ومليشياته من دون أية مقاومة، مما مكّن قوات النظام من استعادة السيطرة على مستشفى الأسد". وكان التنظيم قد حقق السبت تقدّماً كبيراً في مناطق النظام داخل مدينة دير الزور، وقطع طريق الإمداد بين المطار العسكري واللواء 137، وزاد من تضييق الحصار على المطار، في وقت سيطر فيه على حي الطحطوح، وتقدّم على عدة جبهات.
ويلفت هويدي إلى أن "النظام أعاد الاتصالات إلى مناطق سيطرته في دير الزور، وذلك بعد تظاهرات شهدتها مدن جبلة واللاذقية وطرطوس تطالب النظام بتوضيح ما يجري في دير الزور ومعرفة مصير أبنائهم، ممن هم في صفوف قوات النظام". ويضيف أن "التنظيم بسط سيطرته على حي الطحطوح حيث يتواجد مقاتلوه بشكل كثيف، في حين دارت اشتباكات في حي البوناصر بالتزامن مع نزوح شبه كامل لأهالي الحي، فيما قصف التنظيم حي الجورة بأكثر من عشرين قذيفة هاون".
ويكشف هويدي أن "التنظيم قام أول من أمس بزراعة منطقة المالحة في محيط اللواء 137 بألغام مضادة للدروع والأفراد"، لافتاً إلى أن "قوات النظام سمحت عقب انسحاب التنظيم، لشاحنات الخضار والمواد الغذائية بالمرور باتجاه الميادين والبوكمال الخاضعة لسيطرة التنظيم عن طريق دمشق، بعد قطع الطريق لعدة أشهر، علماً بأن النظام أعلن قبل يوم من الاشتباكات أن طريق دمشق دير الزور سيعمل، وبات الطريق الآن بين دمشق ودير الزور والميادين والبوكمال يعمل بشكل تام، فكانت هذه المعركة أيضاً على أساس أن النظام استطاع فتح الطريق"، معرباً عن اعتقاده بأن "تبادل البضائع والأشخاص بين مناطق داعش والنظام، سيعود بالنفع المادي الكبير على الطرفين".
وبحسب هويدي، فقد قامت قوات النظام خلال اليومين الماضيين بمداهمة منازل العديد من عناصر مليشيا "الدفاع الوطني"، بسبب عدم التحاقهم بجبهات القتال ضد التنظيم، في حين قامت مجموعة من قوات النظام التابعة للعميد، عصام زهر الدين، بالقبض على قائد "الدفاع الوطني" في دير الزور، فراس العراقية، فيما رد عدد من عناصر "الدفاع الوطني" بإطلاق النار عشوائياً في مناطق سيطرة النظام احتجاجاً على اعتقاله، لافتاً إلى أن "قائد الحملة العسكرية للنظام على مدينة دير الزور، اللواء محمد خضور، وقّع أمس على كافة الطلبات المقدمة من الأهالي للخروج من الأحياء المحاصرة في دير الزور من دون أي مقابل للنساء فقط، في حين كانت تكلفة خروج الرجل الواحد حوالى 400 ألف ليرة سورية".
وتفيد مصادر مطلعة بأن "التنظيم يتبع عمليات غير واضحة المعالم، إذ يتبادل مع النظام إعلان الانتصارات، من دون أية أهمية للخسائر البشرية، التي يتكبدها الطرفان، قبل أن تأتي الأوامر بالانسحاب من الطرفين"، مشيرة إلى أن هذا التكتيك بدأه "داعش" منذ خسارته مدينة تدمر في مارس/آذار الماضي، بعد أن احتفظ بها 10 أشهر تقريباً، وأعقبها بأيام خسارته بلدة القريتين الاستراتيجية في ريف حمص الشرقي، حيث شن التنظيم هجوماً واسعاً على عدة مواقع للنظام في بداية شهر أبريل/نيسان الماضي، منها معمل إسمنت البادية وكتيبة الدبابات، فقتل وجرح العشرات واستحوذ على كميات من السلاح والذخائر، إضافة إلى الآليات وكميات كبيرة من الإسمنت، لينسحب من تلك المواقع بعد أيام. كما نفذ هجوماً على حقل الشاعر للغاز وسيطر عليه، في حين تتواصل الاشتباكات في محيطه.
وتأتي هذه التطورات في وقت يقوم به وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بتحركات لبحث الوضع السوري، وعلى رأسه سبل التعاون لمحاربة تنظيم "داعش"، كللها أمس بلقاء المسؤولين السعوديين في الرياض.
يُذكر أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أعلن في وقت سابق أن روسيا اتفقت مع الولايات المتحدة على تقاسم مهمة استعادة المناطق التي يسيطر عليها "داعش"، إذ كان على الروس استعادة تدمر ومن ثم دير الزور، على أن يستعيد الأميركيون الرقة، ليطرح الأميركيون في ما بعد تقاسم مناطق العمليات مع الروس في سورية، الأمر الذي لم يلقَ قبولاً من الروس، إلى أن اتفق الطرفان على آليات لتنسيق تنفيذ العمليات الجوية، وتحديد مواقع "داعش" و"جبهة النصرة".