كشفت معطيات جديدة نشرها مركز أبحاث ألماني، أول أمس الخميس، عن تحول جوهري في ميزان الأسلحة الثقيلة يسجّل للمرة الأولى خلال 16 شهراً من الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي تاريخ البلدين بالمجمل.
وبحسب آخر تحديث لقاعدة بيانات الدعم العسكري لأوكرانيا، والذي استند إلى موقع معهد "كيل" الألماني المتخصص في دراسة الاقتصاد العالمي، فقد سلّم داعمو كييف 471 دبابة جديدة منذ بداية الحرب، بينما لا تزال 286 أخرى تنتظر الشحن.
وعند مقاطعة هذه الأرقام مع الإحصائيات التي تقدمها مجموعة "أوريكس" الاستخبارية، التي تتعقب الخسائر والغنائم خلال الحرب، وتعدّ أرقامها "متحفظة" على نحو كبير، فإن المعطيات التي قدمها المعهد الألماني تعني أن أوكرانيا باتت تملك الأرجحية الكمية في سلاح الدبابات، وهو الذي ما زال في تزايد منذ بداية القتال، في الوقت الذي تراجع فيه مخزون روسيا منه بمقدار يزيد عن النصف.
أطلقت روسيا العام الماضي 10 ملايين قذيفة مدفعية، ولكنها في أحسن الأحوال قادرة على إنتاج مليون قذيفة في العام؛ وخسرت 2400 دبابة، وهي في أحسن الأحوال قادرة على إنتاج 200 دبابة سنويّاً
وبحسب المعهد، فإن الفجوة بين البلدين تقلصت كذلك من حيث منصات المدفعية وأنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق، وإن كان بهوامش أقل بكثير.
ووفق المعطيات التي قدمها المعهد البحثي الألماني، فقد تقلص عدد الدبابات الروسية من 3400 قبل الحرب إلى 1400، ما يعني أنها خسرت نحو 70% من أسطولها المدرع؛ فيما ارتفع عدد الدبابات الأوكرانية من 987 إلى 1500 بفضل الدعم الدولي.
كذلك، تملك روسيا اليوم نحو 1900 رشاش ثقيل، نزولاً من 2300 كانت تمتلكها قبل الحرب، فيما ارتفعت ترسانة أوكرانيا من 773 إلى 1100 سلاح ثقيل؛ كما زاد مخزونها من الأنظمة الصاروخية متعددة الإطلاق بمقدار ضئيل، صعوداً من 354 إلى 427 بعد الحرب، فيما خسرت روسيا نحو 260 نظاماً صاروخيّاً لتستقر مخزوناتها منها عند 841.
وبحسب موقع "بلومبيرغ" الأميركي، فإنّ البيانات المتعلقة بالدبابات على وجه الخصوص مدعومة بشهادة برلمانية، أدلى بها رئيس لجنة الدفاع، توني راداكين، الثلاثاء الماضي.
وقال راداكين: "روسيا خسرت نحو نصف الفعالية القتالية لجيشها"، مستطرداً بأنها "أطلقت العام الماضي 10 ملايين قذيفة مدفعية، ولكنها في أحسن الأحوال قادرة على إنتاج مليون قذيفة في العام؛ وخسرت 2400 دبابة، وهي في أحسن الأحوال قادرة على إنتاج 200 دبابة سنويّاً".
ومع ذلك، لا تزال هذه الأرقام محاطة بكثير من الشكوك، وفق "بلومبيرغ"، إذ يتعامل الجانبان مع خسائرهما على أنها أسرار دولة، كما أن ثمة صعوبات في جمع المعلومات من مصادر مفتوحة، لا سيما حينما يتعلق الأمر بالخسائر الأوكرانية، والتي لا تسجّل بالكيفية والدقة التي تسجّل فيها الخسائر الروسية. كذلك، ما من أرقام موثوقة لعدد الدبابات أو قطع المدفعية البديلة التي أنتجتها روسيا أو سحبتها من مخازن عميقة منذ بداية الحرب.