قالت مفوضية الانتخابات العراقية، مساء الجمعة، إنّ نسبة المشاركة في التصويت الخاص وصلت إلى 69%، موضحة في تقرير أصدرته بعد إغلاق صناديق الاقتراع أنّ النسبة تباينت بين محافظة وأخرى.
وأشار التقرير إلى أنّ نسبة التصويت الأعلى كانت في محافظة السليمانية بإقليم كردستان وبلغت 78%، بينما سجلت محافظة الأنبار غربي البلاد أقل نسبة مشاركة وهي 59%.
وأغلقت صناديق الاقتراع في الساعة السادسة مساءً بتوقيت بغداد، لتنتهي بذلك إجراءات التصويت الخاص الذي شمل عناصر وزارتي الدفاع والداخلية، وجهاز مكافحة الإرهاب، وقوات "البشمركة" الكردية، والنازحين، ونزلاء السجون.
ولم يشهد يوم الاقتراع الخاص أي أحداث أو اعتداءات إرهابية، كما لم تسجل حالات أو محاولات تلاعب كبيرة، بحسب تأكيدات مفوضية الانتخابات العراقية.
وأكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، خلال كلمة وجهها للعراقيين بمناسبة انتهاء التصويت الخاص في الانتخابات البرلمانية العراقية، أنّ "العراق ليس ضيعة ولا حديقة لأحد"، مشيراً إلى أنّ حكومته كانت تتحرك خلال الفترة الماضية في حقل ألغام، مضيفاً "نحن على مسافة ساعات عن موعد الاقتراع العام".
وتعهد الكاظمي بالإشراف على الأمن الانتخابي في الاقتراع العام الذي سيجري بعد غد الأحد، موضحاً أنه نأى بنفسه عن المنافسة في الانتخابات، مضيفًا أنّ حكومته لن تتسامح تجاه أي محاولة لعرقلة العملية الانتخابية.
ومضى بالقول "صمدنا ووضعنا مصالح شعبنا أمام أعيننا"، محذراً من وجود جهات، لم يسمها، "تتربص بالحكومة وتحاول إضعافها بأي طريقة"، لافتاً إلى أنّ حكومته اتخذت خلال الفترة الماضية إجراءات أيدتها قوى سياسية في الخفاء وعارضتها في العلن.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي أنّ الاحتجاجات التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 كانت وستبقى رغبة حقيقية بالإصلاح، قائلاً "فلتكن الانتخابات فرصة لإبعاد حيتان الفساد والمتقاطعين مع القيم السياسية"، معبراً عن رغبته في أن يشارك العراقيون بشكل واسع في الانتخابات التشريعية المبكرة يوم الأحد المقبل.
من جانبه، قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، إنّ المشاركة في الاقتراع الخاص كانت كبيرة، مشيراً، في مقابلة متلفزة، مساء الجمعة، إلى أنّ إجراءات الاقتراع شهدت انسيابية عالية وتنظيماً دقيقاً.
ولفت إلى أنّ عمليات المحاكاة التي سبق أن أجرتها مفوضية الانتخابات ساهمت بالانسيابية التي شهدها الاقتراع الخاص.
وأكد رئيس مجلس المفوضين في مفوضية الانتخابات جليل عدنان، خلال مؤتمر صحافي الجمعة، عدم تسجيل أي خروقات او معوقات خلال التصويت الخاص، معربا عن أمله في أن يتكلل الاقتراع العام الذي سيجري الأحد بالنجاح.
وبدأت المفوضية إجراءات نقل صناديق الاقتراع إلى مقرها العام في العاصمة بغداد، وسط تدابير أمنية مشددة.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة تحسين الخفاجي، إن قوات الأمن لن تقوم بقطع الطرق خلال عملية نقل صناديق الاقتراع، موضحا، في تصريح صحافي، أن اللجنة الأمنية للانتخابات لم تسجل أي خروقات.
من جانبه، أكد رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات عبد الأمير الشمري، في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع"، عدم تسجيل أي خروقات خلال عملية الاقتراع الخاص، مبينا أن قوات الأمن اتخذت إجراءات مشددة في العاصمة بغداد وبقية المحافظات لإنجاح عملية الاقتراع.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قد قال، خلال زيارته إلى مقر قيادة العمليات العراقية المشتركة، للاطلاع على إجراءات تأمين الانتخابات، إن نسبة المشاركة في التصويت الخاص جيدة.
في غضون ذلك، تضاربت الأنباء بشأن تسجيل خرق في أحد مراكز الاقتراع في محافظة الأنبار غربي البلاد، إذ تداولت وسائل إعلام وثيقة تشير إلى قيام أحد المراقبين بتقديم شكوى بشأن تدخل أشخاص من غير موظفي مفوضية الانتخابات في إجراءات أحد مراكز الاقتراع في الأنبار، إلا أن بعثة الأمم المتحدة في العراق أصدرت بيانًا بعد أقل من ساعة أكدت فيه "اطلاعها على التقارير الإعلامية التي تقول إن أحد مراقبي الأمم المتحدة قد اشتكى إلى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بشأن مخالفات انتخابية اليوم".
وأكدت البعثة أن "هذا ما هو إلا ادعاء باطل بشكل قاطع"، مضيفة "في حال شهد مراقبو الأمم المتحدة أي شيء يثير القلق، فسيبلغون الأمم المتحدة بذلك".
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت، الجمعة، إجراءات لمنع محاولات تخريب العملية الانتخابية.
وقالت وكالة الأنباء العراقية، نقلاً عن المفوضية، إنّ الإجراءات تتضمن "إحالة مرتكبي المخالفات القانونية والانتهاكات، ومحاولات تخريب العملية الانتخابية، وحالات الامتناع عن أداء الواجب التي ترتكب من قبل الموظفين إلى اللجان الأمنية في المحافظات، لتتولى إحالتها إلى اللجان القضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم".
وانطلقت، صباح اليوم الجمعة، عملية التصويت الخاص في انتخابات البرلمان العراقي، فيما من المقرّر أن تجري الانتخابات بشكل عام بعد غد الأحد، وسط تشديد أمني قرب مراكز الاقتراع، ومراقبة دولية واسعة.