قتل مسؤول وجرح آخر من حزب "هدى بار" الكردي الإسلامي في تركيا، اليوم السبت، بهجوم بآلة حادة وقع في مقر رئاسة فرع الحزب بولاية أضنة جنوبي البلاد.
وقع الهجوم في مسجد فرع الحزب بمنطقة سيهان في أضنة خلال الصلاة، وأسفر عن مقتل سكرتير الحزب ساجد بشكين، وجرح رئيس فرع الحزب بالولاية صالح دمير، فيما تمكنت قوى الأمن من إلقاء القبض على الفاعل المدعو أ.س.
وقال وزير الداخلية علي يرلي كايا، على "تويتر": "عند الساعة 17:40 من اليوم هاجم المدعو أ.س مسلحاً بسكين مبنى فرع حزب هدى بار فجرح صالح دمير، ونتمنى له الشفاء، وقتل ساجد بشكين، ونتمنى له الرحمة، أوقف المهاجم فيما تتواصل التحقيقات حول الحادثة".
Bugün saat 17.40 sıralarında HÜDA PAR Adana İl Başkanlığı binasına A. S. isimli şahıs tarafından bıçaklı bir saldırı düzenlenmiştir.
— Ali Yerlikaya (@AliYerlikaya) July 22, 2023
Saldırıda yaralanan HÜDA PAR Adana İl Başkanı Sayın Salih Demir’e acil şifalar, saldırıda hayatını kaybeden İl Sekreteri Sacit Pişgin’e Allah’tan…
وقال الحزب عبر حسابه الرسمي في "تويتر": "هجوم حقير استهدف مقر فرع الحزب في ولاية أضنة، استهدف صالح دمير وساجد بشكين، في المسجد الواقع بمقر الحزب، ونقلا إلى المستشفى، أصيب دمير بجروح، وتوفي بشكين... ننتظر أن يتم الكشف عن كافة حيثيات الهجوم بأسرع وقت".
Adana İl Başkanlığımıza alçakça saldırı!
— HÜDA PAR (@HurDavaPartisi) July 22, 2023
İl Başkanımız Salih Demir ve İl Sekreterimiz Sacit Pişgin, parti il başkanlığı mescidinde bıçaklı saldırıya uğradı. Saldırı sonrası hastaneye kaldırılan arkadaşlarımızdan Sacit Pişgin kardeşimiz şehit oldu.
Haince saldırıda vefat eden… pic.twitter.com/wdjWDF9V1B
ويعد حزب "هدى بار" الكردي الإسلامي واحداً من الأحزاب المنضوية ضمن التحالف الجمهوري الحاكم الذي يقوده الرئيس رجب طيب أردوغان، وينتقد لتشدده، وبأنه امتداد لـ"حزب الله التركي" الذي نفذ هجمات مسلحة قبل عقود، وقضي عليه من قبل الدولة التركية.
وفي ردود الفعل، قال متحدث حزب العدالة والتنمية عمر تشليك: "ندين الهجوم الوحشي الذي استهدف مقر فرع حزب هدى بار في ولاية أضنة وأدى لإصابة دمير، ووفاة بشكين. تمكنت قوى الأمن من إلقاء القبض على الفاعل بشكل فوري، والتحقيقات تسير بسرعة". وأضاف: "سيتم التركيز على العنف الذي يستهدف السياسة، ومعرفة كافة جوانب الحادثة، ونعزي جميع أعضاء حزب هدى بار".
ومن المنتظر أن تلقي هذه الحادثة بظلالها على السياسة التركية في حال كانت دوافع الهجوم سياسية، ولا سيما أنّ الحزب الكردي تحالف مع حزب العدالة والتنمية، واتهم من قبل القوميين الأكراد بالتحالف لتفريق الصوت الكردي الذي تحالف مع المعارضة، بدعم حزب الشعوب الديمقراطي لمرشح تحالف الشعب كمال كلجدار أوغلو في الانتخابات الأخيرة ضد الرئيس أردوغان.
انتخابات في غياب تحالف للمعارضة
وفي سياق متصل بالتطورات السياسية في تركيا، اجتمع رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، كمال كلجدار أوغلو، السبت، مع رؤساء البلديات التابعين لحزب الشعب الجمهوري، من بينهم رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
الاجتماع جاء بعد زلزال ضرب حزب الشعب الجمهوري منذ أيام، وشغل الرأي العام السياسي، مع تسريب فيديو لاجتماع ضم إمام أوغلو مع قيادات سابقة وحالية في الحزب للتخطيط للتغيير في المرحلة المقبلة والإطاحة بكلجدار أوغلو.
وخلال الاجتماع تم تقييم نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة التي جرت في مايو/ أيار الماضي، والتحضير للانتخابات البلدية المقبلة بعد 9 أشهر، والتي يتوقع أن تشهد صراعاً سياسياً على كبريات المدن وخاصة إسطنبول والعاصمة أنقرة.
ونقل موقع خبر تورك عن كلجدار أوغلو طلبه في الاجتماع من رؤساء البلديات الاستعداد للانتخابات، وبحسب معلومات حصل عليها الموقع، قال كلجدار أوغلو: "يجب التحري وكأنه لن يكون هناك تحالف للمعارضة، وفي حال كان الأمر مطروحاً في الأجندة فإنه سيكون نقطة إضافية للحزب".
وطالب كلجدار أوغلو أيضاً رؤساء البلديات بتصدير المشاريع الاجتماعية والاقتصادية في المرحلة المقبلة، بحيث تلامس جيوب المواطنين، وأن يتم شرحها بشكل مناسب لهم.
كلام كلجدار أوغلو جاء بعد أن فرط عقد تحالف الشعب، والطاولة السداسية التي تضم المعارضة التركية، بعد الانتخابات، وبعد انتقادات وجهتها رئيسة الحزب الجيد ميرال أكشنر إلى حزب الشعب الجمهوري بعد الانتخابات، وشهد الاجتماع تقييماً شاملاً حول الانتخابات البلدية، كما نوقشت خريطة طريق للمرحلة المقبلة.
ويقود إمام أوغلو منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مايو/أيار الماضي مرحلة التغيير في الحزب، التي تصطدم بتمسّك كلجدار أوغلو بزعامته، لكن أكبر أحزاب المعارضة يتوجه لمؤتمر عام عادي خلال الأشهر المقبلة.
وتعد مسألة انعقاد المؤتمرات على مستوى المناطق والولايات قضية صراع داخل حزب الشعب الجمهوري، لأنها تشمل مسألة اختيار المندوبين الذين سينتخبون الرئيس، والمرحلة العادية تشهد هيمنة لرئيس الحزب، وقد تؤدي لخسارة المطالبين بالتغيير.
ودخلت المعارضة التركية في صراعات داخلية، ومرحلة إعادة ترتيب أوراق ورص الصفوف، وصولاً إلى استحقاق الانتخابات البلدية المقبلة بعد 8 أشهر، في محطة سياسية جديدة ستكون إسطنبول وأنقرة أبرز ساحات الصراع فيها.