حققت قوات الجيش الوطني الموالي للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الإثنين، مكاسب ميدانية في محافظتي مأرب وتعز، وذلك غداة تصعيد غير مسبوق منذ أشهر بين التحالف السعودي الإماراتي وجماعة الحوثيين، قد يهدد بنسف فرص السلام التي كانت قد بدأت تلوح في الأفق.
وأعلنت القوات الحكومية السيطرة على عدد من المواقع في منطقة محزام ماس، غربي مأرب، بعد إحباط هجوم لمجاميع حوثية في المحافظة النفطية، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وفقا لبيان صحافي نشره المركز الإعلامي للجيش الوطني.
وذكر البيان أن مقاتلات التحالف نجحت في تدمير منصة إطلاق صواريخ حوثية بالقرب من محزام ماس، فضلا عن إعطاب عدة درويات وعربات للمليشيا.
وتحدثت قناة "المسيرة"، التابعة للحوثيين، عن 18 غارة جوية اليوم الإثنين على مديريتي صرواح وماهلية في الجبهات الغربية والجنوبية لمأرب، دون الكشف عن حصيلة الخسائر البشرية جراء تلك الضربات.
وفي محافظة تعز، حيث تتصاعد المعارك لليوم السادس على التوالي، أعلنت القوات الحكومية تحقيق انتصارات جديدة، وذلك بالسيطرة على قرية القشعة ومنطقة المطاحن وتلة القاعدة الواقعة في بلدة القحيفة بمديرية مقبنة، غربي المدينة.
#تعز
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) March 8, 2021
قوات جيشنا مسنودة برجال المقاومة الشعبية تحقق انتصارات جديدة، وسط انهيارات وخسائر كبيرة في صفوف المليشيات الحوثية المدعومة من إيران. pic.twitter.com/zykvpIN5MH
ووفقا لذات المصدر، فقد أسفرت المعارك أيضا عن سيطرة نارية للقوات الحكومية على منطقة الكويحة وجبل الممطار، وسط انهيارات واسعة في صفوف الحوثيين وسقوط قتلى وجرحى.
وانحسرت الأعمال القتالية في الجبهة الشرقية لمدينة تعز، وقال سكان محليون، لـ"العربي الجديد"، إن وتيرة الاشتباكات هدأت اليوم الإثنين في مناطق التماس بمديرية صالة، والتي تشهد كثافة سكانية يصعب تحقيق أي تقدم فيها، وسط توجيهات حكومية بالتركيز على مواصلة التقدم في الجبهة الغربية بمديرية مقبنة.
وفي الأثناء، ناقشت السلطة المحلية في محافظة تعز، البدء بعملية إسناد شاملة لدعم الجيش الوطني في معركة فك الحصار، وتحرير ما تبقى من المناطق الواقعة تحت المليشيا الحوثية، وفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية.
وذكر محافظ تعز، نبيل شمسان، أن السلطة المحلية "تبنت توجهات جديدة لإطلاق عملية الدعم والإسناد الرسمي والشعبي لتلبية احتياجات قوات الجيش الوطني ودعوة كل أبناء تعز للإسهام في حشد كل الجهود والطاقات لاستمرار المواجهات التي يخوضها الأبطال لفك الحصار واستكمال عملية التحرير بشكل كامل".
وفيما دعا جميع أبناء المحافظة للوقوف صفا واحدا وترك المناكفات والتباينات والاختلافات والاصطفاف خلف الجيش الوطني، أكد شمسان أن عملية استكمال تحرير تعز "أولوية هامة ولا يمكن التراجع عنها، ما يستوجب تسخير كافة الإمكانيات المادية والمعنوية وفتح حسابات بنكية للدعم والإسناد".
وعلى الصعيد ذاته، شهد الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية تصعيدا عسكريا غداة الهجمات الجوية المتبادلة بين جماعة الحوثيين والتحالف بقيادة السعودية.
وذكرت وسائل إعلام حوثية أن الطيران الحربي السعودي شن 5 غارات على منطقة الصوح قبالة نجران، فضلا عن تعرض مناطق في مديرية رازح الواقعة على الشريط الحدودي، لقصف مدفعي وصاروخي سعودي.
ولا تعرف أسباب عودة التصعيد في الشريط الحدودي، لكن جماعة الحوثيين تتخذ من السلاسل الجبلية في صعدة، والتي تطل على مناطق نجران وجازان جنوبي السعودية، منصات لإطلاق الصواريخ الباليستية على مواقع في العمق السعودي.
وكانت جماعة الحوثيين قد أطلقت 7 صواريخ باليستية قصيرة المدى على مواقع في نجران وجازان، وهو ما يعني أن عملية إطلاقها تمت من صعدة، خلافا لصاروخ "ذو الفقار" الباليستي بعيد المدى الذي زعمت الجماعة أنها أطلقته صوب ميناء رأس تنورة النفطي في المنطقة الشرقية للسعودية.