قُتل والي ولاية غرب دارفور، غربي السودان، خميس عبد الله أبكر، الأربعاء، بعد اختطافه لساعات من قبل مليشيات مسلحة.
ويعد أبكر أرفع مسؤول سياسي يقتل في خضم الاشتباكات المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ 15 إبريل/نيسان الماضي، والتي أخذت بعداً قبلياً في ولاية غرب دارفور.
وخميس عبد الله أبكر رئيس حركة مسلحة باسم التحالف السوداني، وقّعت مع حركات أخرى على اتفاق سلام مع الحكومة السودانية في 2020، وعُين في عام 2021 والياً على الولاية التي شهدت اشتباكات قبلية بين القبائل العربية والمساليت.
وقالت قوات تحالف القوى الشعبية، إحدى مكونات التحالف السوداني، إنها "تحتفظ بحق الرد بعد مقتل زعيمها والي ولاية غرب دارفور".
إعتقال والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر من قِبل مليشيات #الدعم_السريع
— 𝔑𝔲𝔯𝔞𝔩𝔩𝔞𝔥 (@nurallah65) June 14, 2023
وتواصل نزوح مئآت المواطنين.#الدعم_السريع_يستبيح_الجنينة #السودان @Sudan@Refugees pic.twitter.com/jVwgcDsZUM
واتهم بيان للتحالف قوات الدعم السريع بالتورط في مقتل الوالي، مشيراً إلى أنّ "مثل هذا السلوك يتنافى مع المواثيق الدولية في التعامل مع الأسرى".
ودان الجيش السوداني "بأشد عبارات الاستهجان"، ما وصفه بالتصرف الغادر، متهماً "الدعم السريع" بالوقوف وراء الاختطاف والاغتيال.
وقال، في بيان له، إنّ "ذلك التصرف الوحشي يضيف فصلاً جديداً لسجل جرائم الدعم السريع البربرية بحق الشعب السوداني، والتي لم يشهد لها تاريخ هذا البلد مثيلاً".
وأشار الجيش إلى أنّ الوالي "المغدور" هو أحد رؤساء الحركات الموقعة على اتفاق جوبا للسلام وقد تبوأ منصبه بموجب الاتفاقية، "ولا علاقة له بمجريات الصراع بين القوات المسلحة والمتمردين".
من جهتها، دانت حركة العدل والمساواة حادثة مقتل الوالي، وعدّته تطوراً خطيراً وامتداداً "للانتهاكات الفظيعة" التي ارتكبت وما زالت ترتكب في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، والمناطق المحيطة بها.
وأوضحت الحركة، في بيان لها، أنّ مليشيات مسلحة اقتحمت مقر إقامة خميس أبكر واختطفته إلى جهة مجهولة، ثم انتشرت مقاطع فيديو تظهر اغتياله "بوحشية وبربرية لا مثيل لهما".
وذكرت أنها "تدين بأغلظ العبارات جريمة اختطاف الوالي واغتياله بهذه الوحشية التي لا يقرها دين ولا خلق قويم"، كما دانت عمليات القتل الواسعة ونهب ممتلكات المدنيين العزل وتشريدهم على أساس الهوية والعرق وحرق القرى وتدمير المستشفيات والمؤسسات الخدمية خلال الأيام الماضية.
وأضافت الحركة أنّ "ما يجري في الجنينة كارثة حقيقية وإبادة شاملة طاولت المدنيين"، محذرة من أنّ اغتيال الوالي وما يجري من عمليات قتل ممنهجة ضد المدنيين ستقود الولاية والإقليم بأكمله "لوجهة لا تحمد عقباها".
إلى ذلك، نفت "الدعم السريع" اليوم مسؤوليتها عن مقتل أبكر، واصفةً الأمر بـ"التطور الخطير في الصراع بين المكونات القبلية"، وقالت في بيان إنها "تدين بأشد العبارات، مقتل والي ولاية غرب دارفور خميس عبد الله أبكر على أيدي متفلتين أمس الأربعاء، على خلفية الصراع القبلي المحتدم في الولاية".
وتابعت: "إذ ندين هذا التطور الخطير في الصراع بين المكونات القبلية في غرب دارفور، نوجه أصابع الاتهام وبشكل مباشر إلى استخبارات القوات الانقلابية (تقصد الجيش) بالتورط في إشعال الحرب القبلية في الولاية وتغذية القتال بتسليح القبائل، ما أدى إلى اشتداد فتيل الأزمة على نحو متسارع".
وبشأن ملابسات مقتل الوالي، قالت إن "متفلتين من إحدى المكونات القبلية داهمت مقر إقامته (أبكر)، وقد طلب الوالي الحماية من قوات الدعم السريع، حيث تحركت على الفور قوة تابعة لقواتنا وقامت بتخليصه من قبضة المتفلتين وإحضاره إلى مقر حكومي".
واستدركت: "بالرغم من محاولات حماية الوالي كما هو موثق في أحد مقاطع الفيديو المنشورة، إلا أن المتفلتين داهموا المكان بأعداد كبيرة ودارت اشتباكات مع القوة المتواجدة في المقر، مما أدى إلى خروج الأوضاع عن السيطرة واختطاف الوالي واغتياله".