أعلن المساعد السابق للرئيس السوداني المعزول عمر البشير، والمحتجز بسجن كوبر القومي بالخرطوم أحمد هارون، خروجه من السجن رفقة عدد من رموز النظام السابق بعد الفوضى التي حدثت في السجن أول من أمس.
جاء ذلك في تسجيل صوتي بثه على وسائط التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، وقال إنهم أصروا على البقاء في السجن رغم خروج الآلاف منه بعد الفوضى مع عدد قليل من حراسات السجن، وذلك انتظاراً لصدور أمر قضائي بالإفراج عنهم بسبب الظروف الأمنية، لكن الأمر لم يصدر لأسباب رفض الكشف عنها، فقرر مغادرة السجن بقرار شخصي يتحمل هو والفارون معه مسؤوليته، متعهداً بتسليم نفسه متى عادت الأمور لطبيعتها.
وأحمد هارون هو واحد من 3 مسؤولين في النظام السابق بينهم الرئيس المعزول عمر البشير ووزير دفاعه الفريق عبد الرحيم محمد حسين أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر توقيف بحقهم، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية بإقليم دارفور ما بين عامي 2003 و2007.
وشغل أحمد هارون عدداً من المناصب في النظام السابق، أولها منسق الشرطة الشعبية بولاية جنوب دارفور، ووزير الدولة بوزارة الداخلية، وهو المنصب الذي بسببه وجهت له اتهامات المحكمة الجنائية، ثم انتقل لمنصب وزير الدولة للشؤون الإنسانية ثم أصبح والياً على ولاية جنوب كردفان، وبعدها والياً على ولاية شمال كردفان، وفي عام 2019 عينه البشير مساعداً للرئيس ونائباً له في حزب المؤتمر الوطني الحاكم.
ومع سقوط نظام البشير في 11 أبريل/ نيسان 2019 كان هارون أول المعتقلين من قبل المجلس العسكري الانتقالي الذي تولى السلطة بعد سقوط نظام البشير. وخلال وجوده في سجن كوبر شرعت النيابة العامة في توجيه اتهام له في قضية قتل المتظاهرين أثناء الاحتجاجات الشعبية ضد نظام البشير، لكنه لم يقدم للمحاكمة.
وأثناء وجوده في السجن أصدر أحمد هارون بياناً أعلن فيه رفضه للمثول أمام لجان التحقيق المحلية حول أحداث دارفور، مبدياً استعداده للمثول أمام المحكمة الجنائية لمواجهة الأصل وليس الظلال على حد قوله، وألمح إلى أنه لا يتحمل أي مسؤولية في دارفور إنما يتحملها القادة المدانون.
ولأحمد هارون خلافات عميقة تعود لسنوات مع قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد دقلو حميدتي، بعد طرده للقوات من ولاية شمال كردفان التي كان والياً عليها، وفي أكثر من مناسبة هاجم حميدتي هارون وذكر أن مكانه السجن. وتوسط البشير بينهما في عام 2018 وأصلح بينهما.
وفي بيانه اليوم، هاجم هارون حميدتي واتهمه بالعمل على خوض حرب من أجل أطماعه الشخصية، وأكد دعمه للجيش السوداني في المواجهة الحالية، ودعا أفراد قوات الدعم السريع لتسليم أنفسهم والانضمام للجيش.