من هي اللاعبة الأميركية بريتني غرينر التي أفرجت عنها موسكو؟

09 ديسمبر 2022
غرينر واحدة من أبرز لاعبات كرة السلة في العالم (كيريل قدريافتسيف/فرانس برس)
+ الخط -

تُعدّ نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر، التي أُطلق سراحها الخميس في صفقة تبادل سجناء بين واشنطن وموسكو، واحدة من أبرز لاعبات كرة السلة في العالم، وقد استخدمت شهرتها جيداً في الدفاع عن مجتمع السود والمثليين.

أوقفت لاعبة فريق "فينكس مركوري" في فبراير/ شباط في موسكو قبيل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وبحوزتها عبوات سجائر إلكترونية تحتوي على سائل الماريجوانا، وكانت في الأشهر الأخيرة محور مواجهة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وروسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وقضت محكمة روسية، في أغسطس/ آب، بسجن غرينر تسع سنوات لإدانتها بتهمة تهريب المخدرات، وأودعت الرياضية البالغة 32 عاماً سجناً روسياً نائياً.

الصورة
من جلسة محاكمة غرينر في أكتوبر الماضي (كيريل قدريافتسيف/فرانس برس)

يبلغ طول غرينر 2,06 متر ومقاس رجلها 54، وقد رسّخت نفسها واحدة من أفضل لاعبات كرة السلة في مركز الدفاع منذ بداية مسيرتها الاحترافية. مستفيدة من طولها الفارع، حظيت غرينر بسلاح نادر في كرة السلة للسيدات: التسجيل مستخدمة تقنية "سلام دانك".

"مستقبل كرة السلة"

في تصريح لمجلة "تايم"، قالت زميلتها في فريق "فينكس مركوري" ديانا توراسي: "كنا نقول لأنفسنا إنها مستقبل كرة السلة". وكانت غرينر أول لاعبة في تاريخ بطولة العالم تحقق "سلام دانك" في 2014 خلال مباراة ضد منتخب الصين في دور المجموعات. وقد قالت إثر تلك المباراة: "كنت سعيدة للغاية. لاحقاً، سألت أصدقائي وعائلتي: هل رأيتم ذلك؟".

اعتُبرت غرينر عند دخولها الدوري الأميركي ظاهرة بسبب مقاساتها الجسدية، واختيرت في الجولة الأولى للاختبارات عام 2013، وكشفت للجمهور أنها تمتلك كفين أكبر من كفي نجم كرة السلة الرجالية ليبرون جيمس.

في عامها الاحترافي الثاني، فازت بلقب الدوري مع فريق "أريزونا"، محققة مساهمة هجومية ودفاعية رائعة.

وجه بارز في مجتمع المثليين

لكن حياتها تتجاوز الكرة البرتقالية. ففي عام 2013، كشفت عن مثليتها الجنسية في مقابلة مع مجلة "سبورتس إيليسترايتد"، شارحة تعرضها للمضايقة خلال طفولتها: "إنه أمر صعب، أن نتعرض للمضايقة لأننا مختلفون. كوني أطول، وبسبب ميولي الجنسية...". بعد عام، نشرت سيرتها الذاتية بعنوان "إن ماي سْكِين". وكتبت فيها: "أعتقد أنني بدأت أشعر بالاختلاف عندما بدأ الجميع في إخباري أنني مختلفة". في مرحلة الدراسة التكميلية "كنت نحيفة، وكان صوتي منخفضًا". ضحك عليها الأطفال في الممرات قائلين: "لا بد أنها صبي. إنها ليست فتاة".

صرخ والدها عندما أخبرته عن ميولها الجنسية: "احزمي حقيبتك وغادري!". ثم صارت شخصية بارزة في مجتمع الميم، وهي من مواليد مدينة هيوستن بولاية تكساس، ونشأت مع شقيقتين وأخ، وهي أول وجه مثلي يحظى برعاية شركة "نايكي"، وقد شاركت في جلسة تصوير فوتوغرافي ارتدت خلالها ملابس رجالية.

في عام 2020، إثر الاحتجاجات التاريخية ضد عنف الشرطة تجاه الأميركيين السود بعد مقتل جورج فلويد وبريونا تايلور، كانت غرينر من أوليات لاعبات كرة السلة اللواتي طلبن من رابطة الدوري التوقف عن عزف النشيد الوطني قبل المباريات. وقال "التحالف الوطني للعدالة للسود" في بيان بعد إطلاق سراح لاعب كرة السلة: "كانت غرينر محتجزة في روسيا بتهم ملفقة بصفتها سجينة سياسية بسبب هويتها الأميركية. كون غرينر سوداء ومثلية جنسياً جعلها هدفاً أكبر".

القميص رقم 15

بالتوازي مع مسيرتها في "فينيكس مركوري"، لعبت بريتني غرينر أحياناً خارج الموسم لأندية صينية وأوروبية، كما تفعل بعض لاعبات الدوري الأميركي الأخريات للحصول على رواتب أعلى خصوصاً. وقد فازت بأربعة ألقاب "يوروليغ" مع نادي "يكاترينبورغ" الروسي، واكتسبت شهرة في البلاد. كذلك، حصلت على ألقاب مع المنتخب الأميركي: لقبان أولمبيان في 2016 و2020، وبطولة العالم مرتين عامي 2014 و2018.

في سبتمبر/ أيلول، كان غيابها بارزاً في نهائيات كأس العالم 2022 في أستراليا، التي فاز بها منتخب الولايات المتحدة. ولم ترتدِ اللاعبات قميصها رقم 15 خلال المنافسة، وأرسلن لها "رسائل حب ودعم وتشجيع" خلال فترة سجنها.

(فرانس برس)