أعلنت جماعة الحوثيين اليمنية (أنصار الله)، اليوم الثلاثاء، عن شنّ هجومين بالصواريخ على سفينتين، بريطانية وأميركية، بالبحر الأحمر، في وقت أعلن زعيم الجماعة مواصلة التصعيد طالما أن الحرب على غزة لم تتوقف.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، العميد يحيى سريع، في بيان، إن القوات البحرية نفذت "عمليتين عسكريتين في البحر الأحمر، الأولى استهدفت سفينة أميركية (Star nasia / ستار ناسيا)، والأخرى استهدفت سفينة بريطانية (Morning Tide / مورنينغ تايد)"، مشيراً إلى أن "الإصابات دقيقة ومباشرة".
وأكد سريع أن العمليات العسكرية مستمرة "ضد كافة الأهداف المعادية الأميركية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي، وذلك ضمن حقِ الرد المشروع على العدوان".
جهود وساطة عمانية
وفي الجهود الدبلوماسية لتطويق التوتر قبالة سواحل اليمن، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، إن هناك جهوداً دبلوماسية لمحاولة الحد من نشاط مسلحي حركة الحوثي في اليمن حتى تتوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر.
وأضاف ليندركينغ في تصريحات مسجلة لمعهد الشرق الأوسط قبل توجهه إلى سلطنة عمان لإجراء محادثات بخصوص حل دبلوماسي للهجمات التي دفعت الولايات المتحدة وبريطانيا للرد بقصف مواقع أسلحة الحوثيين.
وتبذل عُمان جهود وساطة مع الحوثيين الذين سيطروا على مناطق كبيرة من اليمن. ويقول المسلحون إن الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ، والتي عرقلت التجارة البحرية الدولية، لن تتوقف إلى أن تنهي إسرائيل هجومها على غزة.
وقال ليندركينغ إن جهوداً دبلوماسية "تُبذل لمحاولة الحد من نشاط الحوثيين بما يساعد على تحسين الوضع" في البحر الأحمر.
وأضاف "نحن بحاجة إلى رؤية تهدئة جادة في غزة"، مشيراً إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن "يعمل بجد على ذلك".
طاقم "غالاكسي ليدر" بخير
وكانت شركة "أمبري" قالت إن سفينة بريطانية ترفع علم باربادوس "تعرضت لأضرار طفيفة على ميسرتها" وذلك على بعد 57 ميلاً بحرياً من سواحل الحُديدة غرب اليمن، من دون وقوع إصابات بشرية.
وأشارت "أمبري" في بادئ الأمر إلى أن الهجوم كان بطائرة مسيّرة، غير أنها عدّلت تقريرها في ما بعد، لافتة إلى أن الهجوم كان "بمقذوف أُطلق من قارب صغير شوهد بالقرب من السفينة"، ولفتت إلى أن "المقذوف لم يصطدم بالسفينة بشكل مباشر بل انفجر في مكان قريب منها".
وفي وقت لاحق، أفادت وكالة "يو كي أم تي أو" البريطانية للأمن البحري بأنها تلقت تقريراً عن حادثة قبالة مدينة الحديدة الساحلية التي يسيطر عليها الحوثيون، وقالت إن "القبطان ذكر أن مقذوفاً أطلق على سفينته من الجانب الأيسر ومرّ فوق سطح السفينة، ما تسبب في أضرار طفيفة لنوافذ القمرة" من دون تحديد هوية السفينة أو العلم الذي كانت ترفعه، لافتة إلى أن "السفينة وطاقمها بخير".
كما أفادت "أمبري" عن وقوع حادثة أخرى منفصلة، حيث تعرضت ناقلة بضائع مملوكة لليونان وترفع علم جزر مارشال للاستهداف أثناء عبورها جنوب غرب عدن، وأشارت إلى أن السفينة، التي كانت في طريقها من الولايات المتحدة إلى الهند، أبلغت عن وقوع انفجار على بعد 50 متراً من جانبها الأيمن، مضيفة أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار.
وقالت الشركة إن "مالك السفينة مدرج في سوق الأسهم الأميركية، وقيّمت أمبري أنه من المحتمل أن تكون السفينة قد قُدّرت بأن تكون أميركية بسبب مالك السفينة ومرورها بميناء أميركي".
وفي السياق نفسه، أعلن وزير النقل البلغاري، غيورغي غفوزديكوف، الثلاثاء، أن طاقم سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" التي سيطر عليها الحوثيون اليمنيون في تشرين الثاني/نوفمبر "بخير" وسيعود قريباً إلى بلغاريا.
وصرّح الوزير لمحطة "بي تي في" التلفزيونية، بأن "معلوماتنا بشأن بحارة غالاكسي ليدر الذين احتجزوا في البحر الأحمر تشير إلى أنهم بخير وبأمان ويقيمون في فندق".
زعيم الحوثيين: "التصعيد أكثر فأكثر"
وكان زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي قد قال، يوم الثلاثاء، إن الجماعة سوف تواصل "التصعيد أكثر فأكثر" إذا لم يتوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتقوم الجماعة منذ منتصف شهر نوفمبر/تشرين الثاني بمنع السفن الإسرائيلية أو المتوجهة لميناء إسرائيلي من المرور.
ونفّذ الحوثيون أكثر من 30 هجوماً على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها منذ إعلانها، في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، معلنين أنهم سيمنعون مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل من أي جنسية كانت، إذا لم يدخل إلى قطاع غزة الغذاء والدواء، وأضافوا أن هذه السفن ستصبح "هدفاً مشروعاً" لقواتهم رداً على الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي المقابل، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي للتصدّي لهجمات الحوثيين تحت مسمى "المبادرة الأمنية متعددة الجنسيات"، ويسعى إلى ترسيخ المبدأ الأساسي لحرية الملاحة لكل البلدان ولتعزيز الأمن.
وقام الجيش الأميركي والبريطاني بتوجيه ثلاث موجات من الضربات العسكرية على مواقع الحوثيين في اليمن منذ 12 يناير/كانون الثاني، وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافاً مشروعة".
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)