- تم التأكيد على التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 وضرورة وقف إسرائيل لاعتداءاتها، وتناول اللقاء أيضًا قضايا اللاجئين السوريين والمهاجرين غير الشرعيين، مع التأكيد على أهمية الدعم الدولي.
- تأتي زيارة ميلوني في ظل تصاعد التوترات العسكرية والعدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، مع تأكيد لبنان على رغبته في السلام والدعوات الدولية للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها.
استؤنِف الحراك الدولي تجاه لبنان بزيارة رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني التي تستمرّ يومين وتلتقي خلالها مسؤولين لبنانيين، وتتفقد الكتيبة الإيطالية العاملة في عداد قوات حفظ السلام في جنوب البلاد.
وبحثت ميلوني، مساء اليوم الأربعاء، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية في بيروت، التطورات في لبنان والمنطقة.
وبحسب بيان لمكتب ميقاتي فإن الجانبين "عبّرا عن ارتياحهما لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 2728 القاضي بوقف إطلاق النار في غزة خلال شهر رمضان المبارك، وأبديا تطلعهما إلى أن يتم تطبيقه وأن يتحوّل إلى وقف إطلاق نار مستدام".
كما بحث الطرفان قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالمنطقة ولبنان، حيث كرّر ميقاتي "التزام لبنان بالتطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، ولا سيما القرار 1701، ووجوب أن تلتزم إسرائيل بتطبيقه كاملاً ووقف اعتداءاتها على سيادة لبنان براً وبحراً وجواً".
وعبّر ميقاتي كذلك عن "حزنه العميق وإدانته لاستشهاد سبعة مسعفين في جنوب لبنان فجر اليوم جراء العدوان الإسرائيلي".
من ناحية ثانية، تطرق اللقاء إلى ملف اللاجئين السوريين في لبنان والمهاجرين غير الشرعيين في منطقة البحر المتوسط، واتفقا "على ضرورة تضافر الجهود الدولية والتنسيق بين البلدين، ومع أوروبا عموماً للحدّ من هذه الظاهرة واستكشاف الحلول التي تساعد على التوصل إلى حل مستدام لقضية النازحين"، وفقا للبيان.
وشكر ميقاتي نظيرته الإيطالية على دعم بلادها المستمر للجيش اللبناني وتعزيز قدراته لتمكينه من القيام بكل المهام المنوطة له، ورأى أنّ "مساهمة إيطاليا الدائمة في عداد قوات اليونيفيل هي تأكيد على التزام إيطاليا بسلامة لبنان واستقراره وصون وحدة أراضيه".
كذلك، شدّد الطرفان على "وجوب الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الأمر الأساسي لتطبيق الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة وإطلاق عجلة النهوض الاقتصادي".
وتأتي زيارة ميلوني في وقتٍ ترتفع فيه وتيرة العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية بين "حزب الله" وجيش الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع تراجع منسوب التفاؤل حول عقد اتفاق هدنة في غزة كان من المرتقب أن ينعكس على لبنان في حال إتمامه.
وشهد اليوم الأربعاء تصعيداً هو الأخطر منذ بدء الحرب في 8 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على الحدود اللبنانية الجنوبية، حيث استهدف جيش الاحتلال بشكل مباشر في ساعات منتصف الليل نقطة لجمعية الإسعاف اللبنانية في الهبارية جنوبي لبنان، ما أدى إلى استشهاد 7 مسعفين.
ورداً على القصف الإسرائيلي لبلدة الهبارية، استهدف "حزب الله" مستوطنة كريات شمونة وقيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بعشرات الصواريخ.
كذلك، ووفق حصيلة أولية، سقط نحو 8 شهداء في قصف إسرائيلي على بلدتي الناقورة وطيرحفا جنوبي لبنان، ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء الحرب، إلى أكثر من 316 شهيداً، غالبيتهم من "حزب الله".
وكان مصدر مقرب من ميقاتي أشار لـ"العربي الجديد"، إلى أن "جولة ميلوني تأتي في سياق اللقاءات والمناقشات التي تجري للبحث في أوضاع المنطقة وتطوراتها خصوصاً في غزة والجنوب اللبناني"، لافتاً إلى أن "الاتصالات الدبلوماسية لم تتوقف ولكن لم نحصل بعد على ضمانات بأن يوقف الإسرائيلي عدوانه على لبنان".
ولفت إلى أننا "لا نزال ندعو المجتمع الدولي للضغط على العدو الإسرائيلي من أجل وقف عدوانه على الجنوب اللبناني والجرائم التي يرتكبها آخرها مجزرة الهبارية، والتي على العالم أن ينظر إليها ويتحرّك لوقفها".
وأشار إلى أن "لبنان سيُكرّر مواقفه بأنه يريد السلام ولا يسعى للحرب، بل العدو هو الذي يحاول جرّ لبنان إلى الحرب".