استمع إلى الملخص
- تأتي زيارة ميلوني وسط تصاعد التوترات بين حزب الله وإسرائيل، حيث اتخذ نجيب ميقاتي خطوة ضد "التدخل الإيراني" مطالبًا باستدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية.
- شدد ميقاتي على الحل الدبلوماسي وضرورة التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، ودعا لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية.
أكدت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني العمل على تحقيق وقف إطلاق نار دائم ومستمرّ في لبنان وغزة، ومتابعة التفاوض لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وبحث أفضل الظروف لدعم النازحين وتخفيف الأزمة الإنسانية. وجالت ميلوني بعد ظهر اليوم الجمعة على مسؤولين لبنانيين في بيروت، في زيارة هي الثانية لها للعاصمة اللبنانية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شملت أيضاً لقاءات مع قيادات عسكرية إيطالية، حيث توقفت عند دور جيش بلادها المنخرط في قوات الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) وفي البعثة العسكرية الثنائية وفي المهمة المتعدّدة الأطراف.
تأتي زيارة ميلوني في وقتٍ يستمرّ فيه "المشهد العسكري" بالتصعيد البري والجوي بين حزب الله وجيش الاحتلال، ومواصلة إسرائيل توسعة عدوانها على لبنان وتكثيف مجازرها بحق المدنيين، بينما برز تغييرٌ في "المشهد السياسي" بخطوةٍ غير مسبوقة لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ضد ما أسماه "تدخلاً إيرانياً فاضحاً في الشأن اللبناني"، وقد طلب من وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب استدعاء القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت والاستفسار منه عن حديث رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، عن أنّ طهران مستعدة للتفاوض مع فرنسا بشأن تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701.
وقالت ميلوني، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميقاتي "جئت اليوم وفخورة بأني أول رئيسة حكومة تزور لبنان منذ بداية التوترات في 7 أكتوبر/تشرين الماضي، وللمرة الثانية، لأعرب عن تضامن إيطاليا وقربها من المدنيين الذين يعانون عواقب النزاع"، مشددة على أن "إيطاليا، كما كل شركائها الدوليين، ينادون منذ أسابيع بوقف إطلاق نار لمدة 21 يوماً".
أشارت رئيسة الوزراء الإيطالية إلى أن "ميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وافقا على الاقتراح وهذا أمرٌ مهمٌّ للغاية، ونحن بحثنا في بروكسل الأزمة في الشرق الأوسط، ونعمل على وقف إطلاق نار دائم ومستمرّ في غزة ولبنان، ونتابع التفاوض لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين عند حماس، ونبحث أفضل الظروف لدعم النازحين، وإيطاليا في الصفّ الأول للمبادرة إلى تخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، حيث قدّمنا أكثر من 47 طناً من المساعدات الغذائية، وفي لبنان أيضاً، إذ فور بدء التصعيد وافقنا على تقديم مساعدة إنسانية من 70 مليون يورو لدعم النازحين من قراهم ومنازلهم ودعم المجتمعات التي تستضيفهم".
من ناحية ثانية، شكرت ميلوني "الجنود المنتشرين مع يونيفيل وضمنهم البعثة الإيطالية، هؤلاء ساهموا لسنواتٍ في استقرار الحدود بين لبنان وإسرائيل وستكون هناك حاجة إلى وجودهم في أيّ سيناريو بعد الانتهاء من النزاع"، مكررة أنّ "استهدافهم غير مقبول للغاية وأطلب مجدداً أن يسعى كل الأفرقاء لضمان سلامة هؤلاء الجنود وأمنهم".
أضافت "نحن مقتنعون بأنه يجب تعزيز يونيفيل، فمن خلال الحفاظ على حياتها فقط ممكن أن نطوي الصفحة، وأعتقد أنه علينا أن نعود إلى البعثة الأساسية ليونيفيل، ونقوم بذلك بشكل مناسب بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي يجب أن توفَّر له أفضل الظروف لكي يتمكن من تحمّل مسؤولياته. من هنا الهدف هو تعزيز قدرة القوى الأمنية اللبنانية من خلال التدريب وبرامج التدريب وذلك بالتوافق مع السلطات اللبنانية".
ولفتت ميلوني إلى أننا "بحثنا ذلك مع ميقاتي وتوافقنا على تطبيق كامل وفوري لكلّ قرارات مجلس الأمن، ولا سيما القرار 1701، وهذا يعني أنّ جنوب نهر الليطاني يجب أن يكون خالياً من أي وجود عسكري آخر غير يونيفيل والجيش اللبناني"، مشيرة إلى أن إيطاليا في بعثة "يونيفيل"، وهي جزء من دعم لبنان وتعزيز تدريب الجيش، وستحاول بذل جهد أكبر في هذا الصدد.
من جهة أخرى، قالت ميلوني إنه "في هذا الوضع المعقّد أؤمن أنّه يجب دعم المؤسسات اللبنانية وتعزيز عملها، أنا لست من القادة الذين يحبّون أن يقولوا للآخرين ما يجب القيام به، لكن لبنان يعاني، ووجود مؤسسات عاملة أمرٌ أساسيٌّ لكي يتمكن من الدفاع عن مصالحه، وإيطاليا مستعدة لتقديم كل المساعدات إذا طُلِب منها".
كذلك، جرى البحث مع ميقاتي، بحسب ميلوني، في "موضوع النازحين اللبنانيين من جراء النزاع، وكذلك اللاجئين السوريين". وأكدت أن إيطاليا ملتزمة منذ زمن وتعمل مع شركائها الأوروبيين على خلق شروط ضرورية للسماح بعودتهم إلى سورية، عودة تكون طوعية وآمنة ومستدامة وفيها كرامة، مشيرة إلى أننا "ندعم كل جهود هيئات الأمم المتحدة والتي تعنى باللاجئين، ونطالب بتعزيز الحضور الدبلوماسي الإيطالي في دمشق".
ميقاتي: للنأي بلبنان عن الصراعات الخارجية
من جانبه، قال ميقاتي "تناولنا الحرب الدائرة في الجنوب، وجددنا التأكيد أن الحل الدبلوماسي يجب أن يتقدم على الحرب والعنف والدمار، ويتمثل أولاً في التزام إسرائيل الكامل بوقف إطلاق النار والتقيد بالشرعية الدولية وبتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 بشكل كامل، ووقف الخروقات للسيادة اللبنانية". أضاف "أكدت لرئيسة الوزراء الايطالية أن لا أولوية تعلو على وقف إطلاق النار واستهداف المدنيين وتدمير البلدات والقرى. وشددت على التزام لبنان بالتطبيق الكامل لكافة القرارات الدولية الخاصة به، لا سيما القرار 1701، وأبديت استعدادنا لتعزيز وجود الجيش في الجنوب ليقوم بمهامه كاملة بالتعاون مع قوات يونيفيل".
وشدد ميقاتي على أن "لبنان متمسك بالشرعية الدولية، ويرفض تهديد إسرائيل ليونيفيل بالمغادرة والاعتداءات التي تتعرض لها، والتي تشكل انقلاباً فاضحاً على الشرعية الدولية، ما يقتضي من الجميع الوقوف وقفة واحدة ضد هذا التطاول السافر على دور يونيفيل ومهمتها الكبيرة في الوقوف إلى جانب لبنان واللبنانيين".
أضاف "شددنا في اللقاء على وجوب الإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الأمر الأساسي لإطلاق ورشة الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة وإطلاق عجلة النهوض الاقتصادي بدعم أصدقاء لبنان في العالم". وأشار ميقاتي إلى أن "لبنان دفع ويدفع فاتورة غالية ثمن الصراعات الخارجية، وما يحصل حالياً يجب أن يكون درساً لجميع الأطراف اللبنانية أنّ النأي بلبنان عن الصراعات الخارجية هو المطلوب، وأن سيادة الدولة اللبنانية على أراضيها هو الحل لكل المشكلات القائمة".