كشف موقع "يديعوت أحرونوت"، اليوم الإثنين، عن وثيقة قُدمت إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2016، من قبل وزير الأمن وقتئذ أفيغدور ليبرمان، أشارت إلى أن "حركة حماس تعتزم نقل المواجهة المقبلة إلى داخل إسرائيل واحتلال بلدات وأخذ رهائن"، على حد تعبير الوثيقة، إلا أن المسؤولين السياسيين والأمنيين لم يأخذوها على محمل الجد، بحسب الموقع.
ويأتي هذا الكشف بعد ساعات من الزوبعة التي أثارها نتنياهو، بمنشور حمّل فيه الأجهزة الأمنية مسؤولية الإخفاق الإسرائيلي في صد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، مدعياً أنه لم يتلق أي تحذير بشأن خطورة الوضع في غزة.
وأشار الموقع إلى أن التقديرات فصّلت نوايا حماس، من خلال 11 صفحة، بنداً تلو الآخر، بما في ذلك "تسلل قوات تتمتع بمهارات عالية (قوات النخبة) إلى الأراضي الإسرائيلية، واحتلال المستوطنات المحيطة وأخذ رهائن"، وحذرت من أن الهدف الرئيسي للعملية هو "تدمير إسرائيل بحلول عام 2022 وتحرير جميع الأراضي الفلسطينية".
ويضيف الموقع أن الوثيقة التي صدرت في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2016، لم تلق اهتمام نتنياهو ولا رئيس هيئة الأركان السابق غادي آيزنكوت ولا أي من المسؤولين، في حين أبدى ليبرمان في حينه مخاوف من تعاظم قوة حماس في قطاع غزة.
وتناولت الوثيقة، التي صُنّفت على أنها "سرية للغاية"، تقييماً للوضع في قطاع غزة وموقف وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك.
وحددت أهدافاً من ضمنها أن تكون "المواجهة القادمة بين إسرائيل وحماس هي المواجهة الأخيرة، وشرحت "أفضل طريقة للقيام بذلك"، برأي واضعيها، وهي "فقط إذا فاجأت إسرائيل حماس بضربة مفاجئة، ضربة استباقية". كما شملت تفصيل العمليات التي ستؤدي إلى اغتيال معظم قادة الجناح العسكري لحركة حماس.
وشرحت الورقة شكل الهجوم الذي تنوي حماس شنه على أهداف للاحتلال الإسرائيلي. كما جاء فيها بأن "تأجيل قرار توجيه ضربة استباقية لغزة إلى ما بعد يوليو/ تموز 2017، سيكون خطأً فادحًا له عواقب بعيدة المدى، وبمفاهيم معيّنة أكثر حتى من نتائج حرب يوم الغفران (أي حرب أكتوبر 1973)، من حيث أثرها على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعلى وعي مواطني إسرائيل، وعلى صورة إسرائيل ومكانتها في المنطقة".
كما أشارت الوثيقة الى أن حركة حماس تحتاج إلى "فترة هدوء" من أجل زيادة قوتها واستكمال جهوزيتها للعملية، التي تهدف إلى "إبادة دولة إسرائيل حتى عام 2022".
وعلى المستوى التكتيكي أيضاً، أشارت الوثيقة إلى حرب متعددة الجبهات: "تريد حماس أن تكون الحرب المقبلة ضد إسرائيل متعددة الجبهات"، بحيث تشمل، بحسبها، لبنان وسورية والأردن وسيناء، "وحتى ضد أهداف يهودية في أنحاء العالم".
وشددت الوثيقة في هذا السياق، على ملاحظة مفادها أنه " في المواجهة المقبلة، في إطار الحرب متعددة الجبهات، ستكون حماس الخارج شريكاً فعالاً ومهماً" (أي في الحرب).
وأشارت الوثيقة إلى تعزيز قوة الجناح العسكري لحركة حماس، ونظام القوات وزيادة آلاف العناصر منذ العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014. وذكرت الوثيقة أن حماس تسعى إلى تجنيد 40 ألف مقاوم بحلول عام 2020، مع التركيز على القوات الميدانية المقاتلة.
وتتضمن الوثيقة إشارة إلى زيادة عدد صواريخ حماس، ومحاولات تطوير قدرات متقدّمة في المجال البري والبحري، وقدرات جديدة في المجال الجوي تشمل منصات هجومية، وطائرات بدون طيار لجمع المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز قدرات التشويش على اتصالات GPS وعلى قدرات الطائرات المسيّرة.