أحيا ناشطون سوريون، مساء اليوم الثلاثاء، في مدينة إدلب ذكرى المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري وفي مقدمتها عناصر من قوات "الحرس الجمهوري" صباح يوم 25 سبتمبر/ أيلول عام 2012 في حيي الجورة والقصور بمدينة دير الزور، شرقي سورية، وهو ما وصفه نشطاء من دير الزور باليوم الأسود لقساوة المشاهد من قتل جماعي وحرق وتمثيل بالجثث.
ووفق شهود عيان، قُتل في المجزرة التي استمرت عدة أيام نحو 500 شخص بكل صنوف القتل، أغلبهم من الشباب تحت سن الأربعين، إضافة إلى عائلات كاملة قتلت ذبحا بالسكاكين أو حرقا في أفران الحيين، لكسر إرادة هذه المدينة التي كانت حينها تشتعل ثورةً ضد النظام.
وكانت مدينة دير الزور في ذلك العام من أبرز المدن السورية التي تشهد تظاهرات، تضم عشرات الآلاف من سكان المدينة وريفها، تندد بالنظام وتطالب بإسقاطه.
ودفع نظام بشار الأسد اللواء "105" التابع للحرس الجمهوري، الذي كان ارتكب مجازر في مدينة حمص وفي غوطة دمشق الشرقية، لكسر إرادة أهل مدينة دير الزور، بارتكاب المجازر والمذابح بوحشية.
وقال الشاهد والناجي من المجزرة، قاسم الفراتي، في حديث لـ "العربي الجديد": "كنت شاهداً على المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام السوري برفقة مليشيات إيرانية طائفية في مدينة دير الزور ضمن حيي الجورة والقصور"، مشيراً إلى أنها "من أبشع المجازر في تاريخ الثورة السورية والتاريخ الحديث، أكثر من خمسمائة شهيد بينهم أكثر من 100 طفل من حي الجورة كما كنت شاهداً على إحراق المليشيات الإيرانية لأطفال في حي الجورة واستمر القتل حينها على مدار يومين".
وأضاف الفراتي، المتحدر من مدينة دير الزور: "هدفنا في هذه الجلسة تذكير العالم بإجرام نظام بشار الأسد، ونحن نعلم أن المجتمع الدولي يتبع سياسة التجاهل لكثير من الملفات المهمة في تاريخ الثورة السورية، ولكن يقع على عاتقنا دائماً التذكير بالمجازر وضرورة محاسبة المجرمين مهما طال الزمن ومهما كانت التكاليف".
من جانبه، قال بلال الهجر، وهو من أهالي مدينة دير الزور، لـ "العربي الجديد": "حضرنا هذه الفعالية اليوم من مختلف المحافظات السورية وخاصة من محافظة دير الزور. روينا من خلالها ومن خلال عرض فيديو وثائقي تفاصيل مجزرة حيي الجورة والقصور ليعلم الجميع مدى إجرام نظام الأسد الذي يجب محاسبته لتتحقق العدالة التي يدعي فيها المجتمع الدولي".
وتابع: "المجرم ما زال طليقا رغم ارتكابه مئات المجازر على مدار سنوات الثورة السورية بمختلف مناطق الجغرافية السورية".
وفي هذه المناسبة اليوم، أصدرت "الحكومة السورية المؤقتة" بياناً أدانت من خلاله مجزرة الجورة والقصور وجاء فيه "نتيجة تقاعس المجتمع الدولي مرت تلك الجريمة النكراء لغاية اليوم دون عقاب واستمر بعدها نظام الإجرام بارتكاب الفظائع بحق السوريين".