هذه الدول بدأت بإخلاء سفاراتها وطلبت من رعاياها مغادرة أوكرانيا تحسباً لغزو روسي وشيك
بينما تخلي دول مختلفة سفاراتها في أوكرانيا، تتوالى الدعوات من دول أخرى لمواطنيها لمغادرة البلاد على الفور، وسط طبول الحرب التي تقرع هناك، والحديث عن غزو روسي وشيك "قد يحدث في غضون أسبوع، وربما خلال اليومين المقبلين"، حسب إعلان البيت الأبيض الأخير أمس الجمعة.
وقالت السفارة الأميركية في أوكرانيا، اليوم السبت، إن وزارة الخارجية أمرت موظفيها غير الأساسيين بمغادرة أوكرانيا وسط تصاعد التوتر مع روسيا.
وذكرت السفارة على تويتر: "على الرغم من خفض عدد الموظفين الدبلوماسيين، سيواصل الفريق الدبلوماسي الأساسي وزملاؤنا الأوكرانيون ووزارة الخارجية والموظفون الأميركيون في أنحاء العالم الجهود الدبلوماسية وجهود المساعدة الدؤوبة، لدعم أمن أوكرانيا وديمقراطيتها ورخائها".
الدبلوماسيون الروس يبدأون بمغادرة أوكرانيا
بدورها، باشرت روسيا بخفض وجودها الدبلوماسي في أوكرانيا، مؤكدة أنها تخشى "استفزازات" من جانب السلطات الأوكرانية أو "بلد آخر".
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان: "خوفاً من استفزازات محتملة من نظام كييف أو دول أخرى، قررنا بالفعل ترشيد الطواقم في بعثات روسية في أوكرانيا".
وتابعت حسب "فرانس برس": "نظراً لنفوذ واشنطن ولندن الكبير على كييف، نعتبر أن زملاءنا الأميركيين والبريطانيين على علم ببعض التحركات التي يُعَدّ لها في أوكرانيا، التي من شأنها تعقيد الوضع كثيراً في مجال الأمن".
بريطانيا لرعاياها: لا تتوقعوا إجلاءً عسكرياً
في سياق متصل، قال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي، لقناة سكاي نيوز الإخبارية، اليوم، إن المواطنين البريطانيين الذين يختارون البقاء في أوكرانيا عليهم ألا يتوقعوا أي إجلاء عسكري إذا اندلع صراع مع روسيا.
وأضاف حسب "رويترز": "ينبغي للمواطنين البريطانيين مغادرة أوكرانيا على الفور بأي وسيلة ممكنة، وعليهم ألا يتوقعوا، مثل ما حدث في الصيف في أفغانستان، أن يكون هناك احتمال لأي إجلاء عسكري".
وذكر هيبي أنه لم يُتَّخَذ أي قرار بعد بشأن الوجود الدبلوماسي البريطاني في أوكرانيا.
كذلك، دعت كل من ألمانيا ونيوزيلندا وأستراليا والكويت والعراق والجزائر وكندا والدنمارك والنرويج وهولندا وإيطاليا وليتوانيا والسعودية مواطنيها في أوكرانيا إلى مغادرة البلاد، بأسرع ما يمكن، حفاظاً على سلامتهم، فيما أعلنت إسرائيل سحب دبلوماسييها منها، في حين نصحت تركيا مواطنيها بعدم السفر إلى شرق أوكرانيا.
وأوصى المغرب، السبت، مواطنيه بمغادرة أوكرانيا "حرصاً على سلامتهم"، وذلك عبر الرحلات الجوية التجارية المتوفرة.
كما دعت وزارة الخارجية القطرية المواطنين القطريين إلى التريث في السفر إلى أوكرانيا، وفق بيان لها.
أما وزارة الخارجية اللبنانية فقد طلبت من الرعايا اللبنانيين في أوكرانيا "أخذ الحيطة والحذر"، بحسب بيان لها.
وأمس، طلب الاتحاد الأوروبي من موظفيه الدبلوماسيين مغادرة أوكرانيا، باستثناء الذين لهم أولوية قصوى.
فرنسا تنصح رعاياها بعدم السفر إلى أوكرانيا
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، السبت، أن باريس تنصح الفرنسيين بعدم السفر إلى أوكرانيا، من دون أن توصي رعاياها بمغادرة الأراضي الأوكرانية، بخلاف دول أوروبية أخرى.
وكتبت وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني "في غمرة التوترات الناجمة عن تمركز قوات روسية على حدود أوكرانيا (...) ينصح بعدم السفر إلى المناطق الحدودية في شمال البلاد وشرقها" و"ينصح بتأجيل كل الرحلات إلى أوكرانيا".
كندا تنقل سفارتها في أوكرانيا من كييف إلى لافيف
أعلنت كندا السبت إغلاق سفارتها مؤقتا في كييف ونقل أنشطتها إلى مكتب في لافيف غرب البلاد "بسبب تدهور الأوضاع نتيجة انتشار قوات روسية على الحدود".
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان "سنستأنف الأنشطة في السفارة في كييف بمجرد أن يسمح لنا الوضع الأمني في أوكرانيا بضمان خدمات مناسبة وتأمين ملائم لموظفينا". وأضافت جولي "يجب على الكنديين الاستمرار في تجنب السفر إلى أوكرانيا. نحضّ الموجودين حاليا في البلاد على المغادرة الآن".
وكانت واشنطن التي أمرت بمغادرة معظم موظفي سفارتها في كييف السبت، قد نقلت أيضا موظفيها المسؤولين عن الخدمات الأساسية إلى لافيف الواقعة على بعد حوالي 70 كيلومترا من الحدود مع بولندا.
وشددت الولايات المتحدة الجمعة على وجود تهديد "وشيك" بأن تغزو روسيا أوكرانيا بعد أن حشدت أكثر من 100 ألف عسكري على حدودها وبدأت مناورات عسكرية في البحر الأسود وفي بيلاروس. وفشلت السبت الجهود الدبلوماسية بين الزعماء الغربيين وموسكو في تهدئة التوترات حول أوكرانيا.
الجزائر تستعد لإجلاء رعاياها
وبدأت السلطات الجزائرية كذلك باتخاذ الاحتياطات اللازمة لإجلاء الطلاب والرعايا الجزائريين المقيمين في أوكرانيا، في حال وقوع غزو روسي واندلاع الحرب في المنطقة.
ودعت السفارة الجزائرية بأوكرانيا، في بيان لها، الرعايا الجزائريين الموجودين على الأراضي الأوكرانية، إلى ضرورة التواصل مع مصالح السفارة، "بهدف تحيين المعلومات الخاصة بهم وبأماكن إقامتهم وأرقام هواتفهم من أجل الاتصال بهم عند الضرورة".
وأعلنت السفارة الجزائرية في أوكرانيا وضع خط هاتفي أخضر ومجاني تحت تصرف الرعايا الجزائريين، لتسهيل التواصل مع السفارة، على خلفية الأوضاع الراهنة في أوكرانيا، وتجنباً لأي طارئ.
ويدرس عدد مهم من الطلبة الجزائريين في الجامعات الأوكرانية، التي باتت تستقطب في السنوات الأخيرة الطلاب الجزائريين، حيث كان عدد منهم قد بادر بنشر نداءات إلى السلطات الجزائرية لاجلائهم قبل اندلاع الحرب وتعقّد الأوضاع.
الأردن يدعو مواطنيه لمغادرة أوكرانيا
دعت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، السبت، مواطنيها إلى عدم السفر إلى أوكرانيا خلال هذه الفترة، كما دعت المواطنين الموجودين في أوكرانيا إلى مغادرتها.
وطلبت الوزارة في بيان، اليوم، من المواطنين الموجودين في أوكرانيا ضرورة تسجيل بياناتهم للتواصل معهم.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في تصريحات، الجمعة: "نأمل أن يتم نزع فتيل الأزمة في أوروبا عبر الحوار المستند إلى القانون الدولي. ونأمل أن تنجح الجهود المكثفة التي يتم بذلها الآن من أجل إنهاء التوتر والعودة إلى الهدوء ومعالجة القضية بالطرق الدبلوماسية".
أوكرانيا تطلب الهدوء وعدم الاستسلام للهلع
في المقابل، حضّت أوكرانيا مواطنيها على التحلي بالهدوء وعدم الاستسلام للهلع في وجه المخاوف المتزايدة من أن تكون روسيا تستعد لغزو جارتها.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان: "في هذه المرحلة، من المهم للغاية التحلي بالهدوء وتعزيز البلاد داخلياً وتجنب التصرفات التي تزعزع استقرار الوضع وتزرع الذعر".
وتتهم الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، روسيا بحشد قوات قرب الحدود الأوكرانية، حيث هددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو إذا شنّت هجوماً على أوكرانيا.
وترفض روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، وتنفي وجود أي خطط عدوانية لديها تجاه أوكرانيا.