تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الجمعة، عن تزايد المخاوف في الفترة الأخيرة، لدى الدول الغربية، بشأن ما يحدث داخل وحول جزر فارو، التي توفر ثغرة للسفن الروسية للصيد والرسو في مياهها وموانئها، من بينها سفن متهمة بالتجسس والتخريب، ما يمنح روسيا موطئ قدم في المحيط الأطلسي.
وجزر فارو أرخبيل في شمال الأطلسي، يقع في منطقة تتمتّع بحكم ذاتي في ظلّ مملكة الدنمارك، وأبرمت اتفاقية صيد طويلة الأمد مع موسكو. وتسمح هذه الاتفاقية للسفن الروسية، بالاتصال بموانئ هذه الجزر، متجاوزة الحظر المفروض عليها في موانئ الاتحاد الأوروبي.
بالإضافة إلى ذلك، تمنح هذه الاتفاقية السفن الروسية حق الصيد في المياه المشتركة بين جزر فارو والمملكة المتحدة، ما دفع الحكومة البريطانية إلى مطالبة الجزر بتعليقها، وهو أمر لم يوافق قادتها عليه بعد.
وتقع المنطقة البريطانية الخاصة مع جزر فارو ضمن طريق عبور استراتيجي بين غرينلاند، وأيسلندا، والمملكة المتحدة، والتي كانت منذ الحرب الباردة، نقطة وصول رئيسية للعمليات العسكرية في شمال المحيط الأطلسي. وازدادت أهمية هذه المنطقة بعدما أصبحت البلدان أكثر اعتماداً على مرافق الطاقة البحرية، وكابلات الألياف البحرية، التي تتيح الوصول إلى الإنترنت والتحويلات المالية.
ويوضح النزاع، وفق "وول ستريت جورنال"، كيف شحذت أوروبا تركيزها على الممرات المائية في بحر الشمال وشمال المحيط الأطلسي، مع دخولها حقبة جديدة من صراع القوى العظمى مع روسيا، بعد غزوها لأوكرانيا.
وبعد الانتقادات البريطانية، فرضت جزر فارو، الأسبوع الماضي، قيوداً جديدة على حركة السفن الروسية، تسمح بموجبها لـ31 سفينة روسية فقط، مسمّاة في اتفاقهما الثنائي، بالوصول إلى موانئها، في وقت كان بإمكان سفن الصيد الروسية الأخرى غير المذكورة في الاتفاقية، نقل البضائع بشكل قانوني أو الخضوع لعمليات تصليح في موانئ جزر فارو.
وتقول مديرة معهد "بولار" في مركز ويلسون في واشنطن، ريبيكا بينكوس، إنه تمّ استهداف البنية التحتية الحيوية لقاع البحار، والبنية التحتية للطاقة، وسيتم استهدافها في المستقبل، مشيرة إلى "صحوة" أميركية-أوروبية في هذا الخصوص بدأت العام الماضي.
وذكّرت الصحيفة بتخريب خط أنابيب نورد ستريم في بحر البلطيق العام الماضي، والذي أظهر، وفق تأكيدها، ضعف البنية التحتية تحت الماء، وصعوبة تحديد الجناة.
وفي هذا السياق، يقول كبير الزملاء للقوات البحرية والأمن البحري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، نيك تشايلدز، إن "روسيا استثمرت كثيراً في القدرة على تهديد هذه المناطق، والقيام بأنشطة سرية تحت البحر".