كشف تحقيق نشرته شبكة "سي أن أن" الأميركية، اليوم الأربعاء، أن أوكرانيا "قد تكون" وراء هجمات جوية وبرية، من ضمنها هجمات بطائرات مسيّرة، نُفذت ضد قوات الدعم السريع في السودان، التي يُعتقد على نطاق واسع أنها مدعومة من مجموعة "فاغنر" الروسية.
واستخدمت الشبكة في تحقيقها مقاطع فيديو مصورة أظهرت الطائرات المسيّرة التي نفذت تلك الهجمات، وطلبت من خبراء مختصين في هذا المجال مراجعتها.
وبحسب الشبكة، فقد أظهرت مراجعة مقاطع الفيديو المصورة أن التكتيكات العسكرية المستخدمة كانت شبيهة بتلك المستخدمة من قبل الجيش الأوكراني، كما أظهر أحد مقاطع الفيديو كلمات باللغة الإنكليزية واللغة الأوكرانية على وحدة التحكم الخاصة بإحدى الطائرات المسيّرة، فيما ظهر في المقطع ذاته الشخص المسؤول عن التحكم بالمسيّرة، الذي قالت الصحيفة إنّه "يبدو أجنبياً"، مع أنه كان يضع قناعاً يغطي جزءاً من وجهه.
وحصلت الشبكة على سلسلة من مقاطع الفيديو للعملية، تظهر 14 ضربة مختلفة على أسلحة ومعدات قوات الدعم السريع.
وخلال حديثه مع الشبكة الأميركية، وصف مصدر عسكري أوكراني العملية بأنها من عمل "جيش غير سوداني". وعندما سُئل عما إذا كانت كييف تقف وراء هذه الهجمات، اكتفى المصدر بالقول إنّ "القوات الخاصة الأوكرانية هي المسؤولة على الأرجح". فيما قال مصدر عسكري سوداني إنّه "ليس لديه علم بعملية أوكرانية في السودان"، ولا يعتقد أن ذلك صحيح.
وقال باحث بريطاني يدير موقعاً إلكترونياً متخصصاً بتحديد الأسلحة، بعد أن طلبت منه الشبكة مراجعة مقاطع الفيديو، إنّ جهاز التحكم الذي يظهر في المسيّرات يشبه تلك التي تستخدمها القوات الأوكرانية في هجماتها على روسيا.
وأوضح باحث متخصص في التقنيات العسكرية الناشئة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، أن بعض أنواع الطائرات التي ظهرت في مقاطع الفيديو تُرى في القارة الأفريقية لأول مرة على الإطلاق، مؤكداً: "شهدنا ارتفاعاً في استخدام هذه الأنواع من الطائرات في أوكرانيا خلال العام الماضي".
ومع أن تاريخ تصوير مقاطع الفيديو لم يكن معروفاً، إلا أن الشبكة تتبعت الموقع الذي ظهر أنه جرت مهاجمته، وأظهر المقطع أن الهجوم حصل على جسر شمبات الذي يربط بين أم درمان والخرطوم، وعند مطابقته مع التقارير المحلية على وسائل التواصل الاجتماعي، كشفت الشبكة أن الهجوم وقع في 8 سبتمبر/أيلول الماضي، أي بعد يومين فقط من قيام مجموعة "فاغنر" الروسية بتسهيل وصول قافلة أسلحة كبيرة إلى قوات الدعم السريع بالقرب من حدود تشاد، بحسب ما أفاد مصدر سوداني الشبكة الأميركية.
وأوضح المصدر السوداني أن عدداً كبيراً من المركبات، بما في ذلك عدة شاحنات تحمل أسلحة من مجموعة "فاغنر"، وصلت إلى السودان في 6 سبتمبر/أيلول الماضي.
وأظهرت صور أقمار صناعية حصلت عليها "سي أن أن"، أكثر من 100 مركبة، بما فيها عشرات الشاحنات، في المنطقة نفسها التي تحدث عنها المصدر السوداني، وهو ما يؤكد حديثه، بحسب الشبكة ذاتها.
وقال مصدران عسكريان تشاديان، في حديثهما مع الشبكة، إنّ القافلة سافرت عبر تشاد إلى السودان، الأمر الذي من شأنه أن يشير إلى توسع نطاق نفوذ روسيا ومجموعة فاغنر في أفريقيا.
هذه المعطيات، بحسب الصحيفة، تُظهر أن الهجمات التي نُفذت، حينها، كان الهدف منها استهداف شحنات الأسلحة التي وصلت إلى قوات الدعم السريع من مجموعة "فاغنر" الروسية.
ويبدو أن العديد من المسؤولين الأميركيين، الذين طلبت الشبكة منهم التعليق على الحادثة، لم يكونوا على علم بما جرى، وأعربوا عن دهشتهم من الإشارة إلى أن أوكرانيا قد تكون متورطة في هذا الهجوم.
ووفقاً لـ"سي أن أن"، فإن هذا الهجوم، إن كانت كييف متورطة فعلاً في تنفيذه، من شأنه أن ينقل الحرب بين أوكرانيا وروسيا إلى ما هو أبعد من حدودهما.