تبنّت "هيئة تحرير الشام"، اليوم الاثنين، عملية عسكرية طاولت موقعاً لقوات النظام السوري في ريف اللاذقية، واتهم على أثرها إعلام موالٍ للنظام "الحزب الإسلامي التركستاني" بالوقوف وراءها.
وقالت "أمجاد الإخبارية"، الذراع الإعلامية للهيئة، على قناة "تليغرام"، إن "وحدة من كتائب العصائب الحمراء التابعة لهيئة تحرير الشام نفذت عملية نوعية في عمق مناطق العدو في قمة النبي يونس بريف اللاذقية الشمالي، حيث استهدفت العملية المباغتة غرفة العمليات المركزية الخاصة بالفيلق الرابع والفرقتين الثانية والسادسة، والمسؤولة عن توجيه محاور الساحل وسهل الغاب، وصولاً إلى جبل شحشبو، وذلك رداً على مجزرة مليشيات الأسد في محيط مدينة إدلب".
وأضافت: "نتج عن العملية المباغتة مقتل أكثر من 20 من المسؤولين عن إدارة وتوجيه محاور الساحل وسهل الغاب وشحشبو، بينهم ضباط برتب عالية، بالإضافة لتدمير كافة أجهزة الاتصال، والتجسس، وإدارة الطيران المسيّر، وغيرها من المعدات التي تم العثور عليها في الموقع، وذلك قبيل انسحاب المجاهدين بسلام."
وكانت وكالة "سبوتنيك" الروسية قد تحدثت عن مقتل 4 جنود من قوات النظام السوري، فجر السبت الماضي، في هجوم "نفذه المسلحون الصينيون في (الحزب الإسلامي التركستاني)، استهدف مواقع الجيش العربي السوري على محور ريف اللاذقية الشمالي"، بحسب مزاعمها.
ونقلت الوكالة عن مصدر ميداني تأكيده أن العملية كانت تسللاً باتجاه إحدى نقاط قوات النظام على محور ريف اللاذقية الشمالي، وتحديداً قمة جبل (النبي يونس)، حيث استغل المتسللون طبيعة المنطقة الجغرافية والضباب الكثيف، وأدت الاشتباكات إلى قتلى من الطرفين.
وأوردت الوكالة أن الطيران الحربي الروسي استهدف سابقاً أحد مقار "هيئة تحرير الشام" بمحيط مدينة إدلب من الجهة الغربية، زاعمة أن "المقر يحوي على طائرات مسيّرة ومعدلة، بالإضافة إلى معدات لوجستية."
وبحسب مصادر مفتوحة، فإن "الحزب الإسلامي التركستاني" هو حركة جهادية ينحدر عناصرها من قومية "الأويغور"، من "تركستان الشرقية" المعروفة بـ"شينجيانغ" التي تسيطر عليها الصين، والحركة هي حليف لحركات جهادية أخرى في سورية، وتقاتل إلى جانبها منذ عام 2014.
وبحسب تقارير، فإن الأتراك "الأويغور" يختلفون عن الأتراك القاطنين في تركيا اليوم، والذين ينحدر معظمهم من قبيلة "أوغوز"، وهي القبيلة التي تُعتبر أهم الفروع التركية، وينحدر منها سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية والسلاطين السلاجقة الأتراك.
وتأسس "الحزب الإسلامي التركستاني" في تركستان عام 1997 على يد المدعو حسن معصوم، بهدف القتال ضد الصين لنيل الاستقلال في الإقليم الذي يقطنه الأتراك المسلمون، ولاحقاً، انتقل معظم التنظيم إلى أفغانستان ليقاتل إلى جانب تنظيم القاعدة وحركة طالبان.
واكتسب التنظيم خبرة قتالية وتنظيمية كبيرة من خلال مشاركته في المعارك بأفغانستان، قبل أن يجد في سورية المجال للوجود تحت راية "الجهاد".
قتلى وجرحى في اشتباكات بين "قسد" والمعارضة
في هذه الأثناء، قتل وجرح عناصر من "الجيش الوطني السوري"، ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" "قسد"، اليوم، في اشتباكات على محور قرية العريش في ناحية تل تمر بريف الحسكة شمالي سورية، في حين استهدفت طائرة ملغومة منطقة للمليشيات في ناحية عفرين بريف حلب.
وقال مصدر عسكري من "الجيش الوطني السوري"، لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش تصدى لمحاولة تسلل من عناصر قسد على محور قرية العريش في محيط تل تمر بريف الحسكة الشمالي، حيث وقع اشتباك أدى إلى مقتل عنصرين من الجيش الوطني".
وأضاف المصدر أن "الاشتباك أسفر عن مقتل عنصر من المتسللين وانسحاب البقية، ومعهم جرحى إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة المليشيا، مضيفاً أن إطلاق نار متبادل استمر في المنطقة التي شهدت الاشتباكات، حيث تحاول المجموعة المتسللة تغطية نفسها حتى تتمكن من الانسحاب بشكل كامل".
وأشار إلى قصف مدفعي من الجيش التركي على مواقع لـ"قسد" في قرية الطويلة بالمنطقة، لم يتبين حجم الخسائر الناجمة عنه بعد.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن خسائر الاشتباك بلغت خمسة عناصر من فصيل "السلطان مراد" المنضوي في "الجيش الوطني السوري" وعنصر من "قسد"، مشيراً إلى أن الاشتباكات في المنطقة "ما زالت مستمرة حتى ظهر اليوم".
وتشهد خطوط التماس بين الطرفين في شمال سورية، بشكل متكرر، محاولات تسلل من "قسد" إلى مواقع "الجيش الوطني"، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية في صفوف الطرفين.
إلى ذلك، استهدفت طائرة مسيّرة ملغمة منطقة انتشار "قسد"، في قرية شوارغة بناحية عفرين شمالي حلب، وذكرت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" أن الطائرة مجهولة الهوية، ويرجح أنها تابعة للفصائل المدعومة من تركيا، ولم تنتج عن الهجوم خسائر بشرية. وكانت طائرات مسيّرة، يرجّح أنها تركية، قد استهدف سيارات عسكرية ومدنية تابعة لـ"قسد" و"وحدات حماية الشعب"، في مناطق متفرقة شمالي سورية، وأوقعت الطائرة خسائر في الأرواح والعتاد في صفوف تلك القوات.
وأعلنت تركيا مراراً استهداف "وحدات حماية الشعب" شمالي سورية، وتقول إنها تأتي في "إطار الدفاع عن أمنها القومي".