أعلن زعيم "هيئة تحرير الشام"، جبهة النصرة سابقاً والتي تُسيطر على مناطق واسعة في الشمال الغربي من سورية، أبو محمد الجولاني، في كلمة مرئية له تحت عنوان "لن نصالح"، نشرتها وكالة "أمجاد الإعلامية" التابعة للهيئة، يوم الإثنين، عن موقف الهيئة من المباحثات التي جرت بين تركيا والنظام السوري.
وقال الجولاني خلال الكلمة إن "الثورة السورية تواجه تحدياً جديداً في نضالها المستمر بوجه النظام المجرم وحلفائه"، مُشيراً إلى أن "المباحثات التي تجري بين النظام وحليفه الروسي مع الجانب التركي تُعد انحرافاً خطيراً يمس أهداف الثورة السورية".
وأضاف "كيف يُكافأ النظام المجرم أو يسخى في عطائه.. يكافأ على جرائم الاغتصاب آلاف النساء الحرائر، أم يكافأ على قتل آلاف الأطفال الأبرياء، أم يكافأ على رمي براميل الموت وهدم ملايين البيوت على رؤوس ساكنيها، أم يكافأ على هدمه لحلب العريقة، وحمص العدية، وسائر القرى والبلدات، أم هل يكافأ على قتل مليون إنسان ظلماً وعدوانا، أم يكافأ على تشريد 22 مليون إنسان في بقاع العالم، أم يكافأ على استخدامه الكيماوي في قتل الأطفال والنساء، أم يكافأ على نشر المخدرات في أرجاء المنطقة، أم يكافأ على جعل سورية مستنقعاً مدمراً متهالكاً بعد أن كانت منارة للعلم والتقدم وحضارة مشرقة للبشرية جمعاء"، متسائلاً "بعد كل هذا من الذي يرضى لنفسه أن يصطف مع هؤلاء القتلة..؟".
وأشار الجولاني إلى أن "الشعب السوري خُيّر بين أن يعيش حياة الذل والعار في ظل حكم النظام المجرم، أو أن يعيش حياة العزة والكرامة بعد حكم الإسلام والثورة.. وقد اختار، ولو اجتمعت أُمم الأرض قاطبةً لن تثنيه".
كلمة مرئية للقائد "أبو محمد الجولاني" بعنوان "لن نصالح" pic.twitter.com/JWXwWz2KYe
— إدلب بوست - idlib_post (@Idlib_poost) January 2, 2023
وأكد أن "معركة الشعب السوري ليست معركة سياسية يتنازع فيها الناس على المناصب، وليست هي حرب أهلية داخل البيت الواحد، بل هي معركة بين الحق والباطل ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك"، مشدداً على أن "كل من عادى معركة الثورة ضد النظام المجرم خسر وهلك".
ووجه زعيم "تحرير الشام" كلمة إلى أبناء الثورة السورية، قائلاً "لا تحزنوا ولا تيأسوا فإن خذلكم القريب والبعيد، فإن للثورة أبناءها وقادتها وجندها يصلون الليل والنهار لحماية الثورة السورية وخدمة أهلها"، مضيفاً: "لقد أعددنا عدتنا وهيأنا أنفسنا لأيام عظيمة قادمة، وهذه دعوة منا لكل مخلص أن يبذل الجهد ويسعى بصدق ويضع يده بأيدينا ويصطف إلى جانبنا في مواجهة هذه التحديات ومواصلة العهد حتى إسقاط النظام المجرم".
وأوضح الجولاني أن "تحرير الشام لن تكل ولن تمل حتى تحط رحالها في دمشق، ونسقط النظام، ونبني الشام من جديد"، موجهاً رسالة إلى النظام: "لا تفرح بما يجري، فإن ما قد مضى أكثر بكثير مما بقي، فقد اقتربت ساعتك".
وكانت "هيئة تحرير الشام" قد نفذت خلال الشهرين الماضيين عدة عمليات سمتها "انغماسية ونوعية" ضد مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام السوري في أرياف إدلب وحماة وحلب، أدت إلى مقتل وجرح نحو 70 عنصراً من قوات النظام والمليشيات المساندة له، لا سيما أن جميع هذه العمليات جاءت بالتزامن مع التصريحات التركية حول إعادة تطبيع العلاقات مع النظام السوري.
وكان وزير دفاع تركيا خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات التركية هاكان فيدان، قد اجتمعا، يوم الأربعاء الفائت، مع وزير دفاع النظام السوري علي محمود عباس، ومدير مكتب الأمن القومي السوري علي مملوك، في العاصمة الروسية موسكو، الأمر الذي اعتبره السوريون المناهضون للنظام منطلقاً لإعادة العلاقات والتطبيع مع النظام السوري.