أعلنت الولايات المتحدة الأربعاء أنها تدرس "استجابة" إنسانية محتملة للزلزال الذي ضرب أفغانستان، من دون أن تستبعد أن تتناقش مباشرة مع "طالبان" التي لا تعترف واشنطن بحكومتها.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في بيان، إنّ الرئيس جو بايدن "يتابع تطور الوضع" ويدرس "خيارات الاستجابة" الأميركية. وأضاف أنّ الولايات المتحدة التي انسحبت من أفغانستان الصيف الماضي بعد عشرين عاما من الحرب "تفخر بكونها على رأس الجهات التي تقدم لها المساعدات الإنسانية".
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان منفصل، إنّ "الشركاء الإنسانيين الأميركيين يشاركون بالفعل في الاستجابة، بما في ذلك عن طريق إرسال فرق طبية لمساعدة السكان المتضررين"، ووعد بأن تواصل واشنطن "قيادة المجتمع الدولي في استجابته للاحتياجات الإنسانية" للأفغان.
ورداً على سؤال من الصحافيين عما إذا كانت الحكومة الأميركية مستعدة لمساعدة "طالبان" بشكل مباشر، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أنّ قادة البلاد الجدد لم يتقدموا "بطلب مساعدة" رسمي لواشنطن.
وأضاف برايس "أتصور أن الاستجابة الإنسانية للزلزال ستكون موضوع نقاش بين مسؤولين أميركيين ومسؤولين من (طالبان) في الأيام المقبلة"، وأوضح أن في هذه المرحلة "نركز جهودنا ومناقشاتنا على شركائنا في المجال الإنساني".
بدوره، أعلن المنسق الأممي للشؤون الإنسانية في أفغانستان، رامز الأكبروف، الأربعاء، أنّ الأمم المتحدة لا تمتلك قدرات البحث والإنقاذ في أفغانستان، لافتاً إلى أنّ تركيا هي "أفضل" من يمكنه توفيرها.
وقال الأكبروف، الذي يقوم بتنسيق العمليات الإنسانية في أفغانستان، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام، "تحدثنا بشأن ذلك مع السفارة التركية هنا على الأرض وهم بانتظار طلب رسمي" من السلطات.
وأضاف: "لن نتمكن من تقديم مثل هذا الطلب إلا بعد المناقشة مع سلطات الأمر الواقع وبناءً على الواقع على الأرض في الوقت الحالي".
وأوضح الأكبروف الذي تحدث من كابول، "أنه بينما لم تطلب (طالبان) رسمياً بعد المساعدة من فرق البحث والإنقاذ الدولية، قامت الأمم المتحدة بالفعل بالتواصل مع الدول في المنطقة لمعرفة ما إذا كانت مستعدة ومتاحة" للمساعدة في جهود الإنقاذ.
وتابع: "فرقنا ليس بحوزتها المعدات اللازمة لانتشال الناس من تحت الأنقاض. هذا يجب أن يعتمد في الغالب على جهود السلطات، التي لديها أيضاً قيود معينة في هذا الصدد".
وقالت جمعية الهلال الأحمر التركي، في بيان، إنها أرسلت مساعدات غذائية من أجل توزيعها على 500 أسرة في باكتيكا. وأضافت أنّ الفرق التي انتقلت إلى المنطقة ستجري استطلاعاً لرصد الاحتياجات ليتم لاحقاً إرسال مساعدات أكبر.
وضرب زلزال بقوة 6.1 درجات على مقياس ريختر، شرقي أفغانستان على بعد 46 كيلو متراً من ولاية خوست الواقعة على الحدود مع باكستان، ما خلف أكثر من 1500 قتيل و2000 مصاب.
(فرانس برس، الأناضول)