السفيرة الأميركية تنفي السيطرة على أجواء العراق وتسهيل الهجوم الإسرائيلي على إيران

29 أكتوبر 2024
السفيرة الأميركية خلال كلمة لها في مؤتمر ببغداد، 18 سبتمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- نفت السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانسكي، مشاركة الولايات المتحدة في الهجوم الإسرائيلي على إيران، مؤكدة على سيادة العراق وأن وجود القوات الأميركية يهدف للقضاء على بقايا داعش، مع توجه العلاقات نحو مجالات غير عسكرية.
- رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، كريم عليوي، اعتبر النفي الأميركي تهرباً من المسؤولية، مشيراً إلى سيطرة الولايات المتحدة على الأجواء العراقية، ودعا لإنهاء مهام التحالف الدولي وعقد صفقات تسليح دفاع جوي.
- شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجوماً على منشآت نووية إيرانية، مما زاد التوتر في المنطقة، بينما أعلنت واشنطن وبغداد عن إنهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي ضد داعش في العراق بحلول سبتمبر 2025.

نفت السفيرة الأميركية لدى بغداد، ألينا رومانسكي، اليوم الثلاثاء، سيطرة الولايات المتحدة الأميركية على أجواء العراق وأكدت عدم مشاركة بلادها في الهجوم الإسرائيلي على إيران. وجاء النفي الأميركي بعد يوم من تقديم العراق، مذكرة احتجاج رسمية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إثر انتهاك الاحتلال الإسرائيلي أجواءه لتنفيذ هجومه على إيران، السبت الماضي، والذي أدى إلى مقتل خمسة أشخاص، بينهم أربعة ضباط.

وقالت رومانسكي خلال استضافتها في ندوة حوارية على هامش ملتقى مؤسسة الشرق الأوسط للبحوث (MERI) المنعقد في مدينة أربيل إن "أميركا لم تشارك في هجوم إسرائيل على إيران. العراق بلد ذو سيادة، ولم نفرض سيطرتنا على أجوائه". وأضافت السفيرة الأميركية لدى بغداد أن "القوات الأميركية موجودة في العراق للقضاء على بقايا تنظيم داعش، وبغداد اتخذت قراراً بنقل العلاقات من المجال العسكري إلى مجالات أخرى، وتسعى الولايات المتحدة إلى تمكين القوات العراقية من الأخذ بزمام الأمور في ترسيخ الأمن"، وفقاً لقولها.

من جهته اعتبر رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، كريم عليوي، في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، النفي الأميركي بأنه "جاء من أجل التهرب من المسؤولية". وبين عليوي أن "الجانب الأميركي هو من يسيطر على كامل أجواء العراق وهو من سمح باختراق الكيان الصهيوني لهذه الأجواء خاصة أن أميركا سابقاً نفذت ضربات جوية كثيرة على العراق ضد الحشد الشعبي والفصائل وكذلك عملية اغتيال أبو مهدي المهندس والجنرال قاسم سليماني كونها هي من تسيطر على الأجواء ولا توجد قوة ردع جوية عراقية يمكن أن تمنع ذلك". وصوّت البرلمان العراقي في يناير/ كانون الثاني 2020، على قرار لإخراج القوات الأجنبية من البلاد، بعد يومين من اغتيال الولايات المتحدة الأميركية لنائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية قرب مطار بغداد.

وشدد عليوي على أن "الحكومة العراقية مطالبة بشكل سريع بالسيطرة على كامل الأجواء العراقية بشكل حقيقي من خلال إنهاء مهام التحالف الدولي والإسراع بعقد صفقات تسليح منظومات دفاع جوي متطورة، ورفض أي ضغوطات أميركية أو غيرها بأن يمتلك العراق  أسلحة كهذه، فالجانب الأميركي يريد بقاء سماء العراق بلا حماية وبلا سيادة كاملة، حتى تنفذ من خلالها أجندتها في المنطقة".

وحملت فصائل مسلحة عراقية مختلفة، في وقت سابق، الولايات المتحدة الأميركية مسؤولية خرق الأجواء العراقية من قبل الكيان الصهيوني لتنفيذ ضربات ضد إيران، فيما توعدت تلك الفصائل برد مناسب على الأميركيين وكذلك الاحتلال الإسرائيلي بعد خرق السيادة العراقية.

وفجر السبت، شنّ الاحتلال الإسرائيلي هجوماً على إيران استهدف منشأة كانت جزءاً من برنامج إيران السابق لتطوير أسلحة نووية، إضافة إلى منشآت تستخدم لخلط وقود الصواريخ الصلب، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن باحثين، في حين قال موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي إن إسرائيل دمرت في الضربات 12 "خلاطاً صناعياً" تستخدم لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية بعيدة المدى، ما ألحق أضراراً جسيمة بقدرة إيران على تجديد مخزونها الصاروخي.

وأعلنت واشنطن وبغداد، أواخر سبتمبر/ أيلول الماضي، أن التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي سينهي خلال عام مهمته العسكرية في العراق المستمرة منذ عقد. ويأتي الإعلان بعد أشهر من المحادثات بين واشنطن وبغداد بشأن مستقبل التحالف الذي تأسس عام 2014 لمساعدة القوات العراقية في استعادة مساحات شاسعة سيطر عليها التنظيم المتطرف في العراق وسورية المجاورة.

وجاء في بيان أميركي عراقي مشترك أن المهمة العسكرية للتحالف في العراق ستنتهي "في موعد لا يتجاوز نهاية سبتمبر/أيلول 2025". وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن الجانبين اتفقا على "خطة انتقالية من مرحلتين"، تستمر الأولى منها حتى سبتمبر من العام المقبل وتتضمن "إنهاء وجود قوات التحالف في مواقع معينة بالعراق". وأضاف أن التحالف سيواصل عمليته العسكرية في سورية، مع السماح للقوات الدولية بدعم العمليات ضد تنظيم "داعش" من العراق خلال المرحلة الثانية من الخطة والتي تستمر حتى سبتمبر 2026.